ما بين الحياد والانحياز للقضية الفلسطينية
المتابع لبعض الفضائيات والمواقع والوكالات الإعلامية العربية يتساءل إن كان يجلس على قنوات عربية أو قنوات إسرائيلية تنقل الصورة بشكل مغاير تماما عن الحقيقة.
إن بعض القنوات العربية تستغل مفهوم الحياد الإعلامي في التغطية لتبرير ما تمليه عليهم سياستهم حتى وإن كانت سياسة خاطئة تتعارض مع مواقف المقاومة الفلسطينية، دون الاستشعار بالمسؤولية والأمانة الملقاة عليهم في نقل الحقيقة كما هي.
فالحياد الإعلامي مطلوب في المفهوم العام ولكن لن يتحقق ذلك إلى إذا نقلت الصورة بمصداقية ودقة عن الحدث، وفي جانب آخر يجب الانحياز للحق خاصة في المواضيع التي تخص الشعوب التي تربطها علاقات القومية العربية مع تلك القنوات.
بمعنى أن قيام بعض الوسائل الإعلامية العربية بنقل رواية الاحتلال فيما يتعلق بمستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة دون أن تنقل رواية المقاومة الفلسطينية في نفس الخبر هو دعم للاحتلال في إطار حربه النفسية على الفلسطينيين، وفي إطار عملية تضليل الرأي العام الدولي لكي لا يحاسب على جرائمه المتواصلة بحقهم.
فقيام قناة العربية بنقل رواية الاحتلال فيما يخص استهداف الاحتلال لمجموعة من الأطفال الأبرياء في أول أيام عيد الفطر المبارك في متنزه بمخيم الشاطئ بمدينة غزة والذي أسفر عن استشهاد عشرة أطفال، وإدعاء الاحتلال بأن صاروخا للمقاومة سقط عليهم في استخفاف واضح للعالم أجمع، يدلل ذلك على مشاركتها في تبرئة الاحتلال عن الجريمة الواضحة التي لا تحتاج إلى تفسيرات أكثر فالصاروخ سقط من طائراته والشظايا موجودة في أجساد الأطفال وأرجاء المتنزه التي تدلل على المجرم (الاحتلال).
من المعروف أن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفخاي أدروعي وكل ما يقوله هو كذب وبعيد عن الحقيقة بعد المشرق والمغرب فربما أصبح هذا الرجل الأكثر كذبا في العالم حتى أن كلامه أصبح لا قيمة له نظرا لحجم الأكاذيب والأساطير التي يلفقها على معظم القنوات التي يظهر فيها.
لذلك رواية هذا الرجل لا يجب أن تنقل على في مواقعنا وقنواتنا المحلية أولا ثم العربية ثانيا، فالمتابع العربي لا يحتاج إلى روايته، واستضافته لا يكون في إطار نقل الحقيقة بل لنقل دعاية روجها أدرعي لخدمة أجندة الاحتلال.
أما في الأخبار المتعلقة بإعلان الاحتلال عن عدد قتلاه فالتاريخ يشهد أن الاحتلال لا يعترف إلا بربع خسائره، وهذا يعني أن على بعض الوكالات الإلكترونية الفلسطينية والعربية تحري الدقة في حساسية الأخبار التي تنقل عن العدوان على غزة.
كأن تنقل رواية المقاومة في بداية عنوان الخبر، ثم تشير إلى ادعاء الاحتلال وهكذا نثبت نحن رواية المقاومة التي أثبتت خلال المعركة الحالية درجة مصداقيتها العالية في الإعلان عن ما تقوم به من تصد للاحتلال.
وفي جانب آخر هناك بعض الوكالات المحلية تلجأ إلى طريقة أخرى لكي تتجنب العناء في إحصاء ما تقوم به المقاومة فبدلا من أن تتابع مواقع المقاومة وتستطلع خسائر الاحتلال من الآليات والقتلى والصواريخ المطلقة من غزة، تقوم بنقل رواية الاحتلال حرفيا وهذا الخطأ بعينه.
هنا نستنتج أن هناك مجموعة من الأخبار تنقل على لسان قادة الاحتلال يعظمون فيها قدرات المقاومة وتتزامن تلك الأخبار مع نية جيش الاحتلال شن هجمة عنيفة على المدنيين في قطاع غزة وذلك حتى يظهر للعالم أنه يحارب جيش وليس شعبا يعيش تحت نير الاحتلال يقاوم ظلمه وظلم الحصار من خلال جماعات وتنظيمات مهما بلغت قدراتهم العسكرية، وأيضا يأتي ذلك لتبرير جرائمه المتواصلة.