خطأ المقاومة الفلسطينية الذي لا يُغتفر
لعل الخطأ الكبير و الجسيم الذي إرتكبته المقاومة الفلسطينية " مجتمعة بكل فصائلها " و إستمرت بإرتكابه طيلة عشر سنوات تقريباً كان عدم تصفيتها لرموز السلطة الفلسطينية الذين نشاهدهم الأن , خصوصاً و هي تعلم يقيناً و بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه الزمرة الخائنة تعمل لصالح الكيان الإسرائيلي و تثبيت سيطرته على الضفة الغربية و وأد القضية الفلسطينية من نفوس أبنائها , و لنا في الهبة الخجولة و المخزية لأهل الضفة الغربية تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الأخير لخير مثال على تأثير وجود تلك الزمرة و هي تُحكم القبضة على رقاب الفلسطينين في الضفة الغربية .
كانوا يستطيعون و ليتهم فعلوها ... فمن إستطاع إيصال صواريخه الى عقر دار الإسرائيليين في تل أبيب و بيت يم و هرتسليا , و صنع طائرات بدون طيار و حفر الأرض من تحت جنود الإحتلال و أبهر و فاجأ الأسرائيليين و الأمريكيين على حد سواء باستراتيجيته الجديدة في المقاومة , كان لقادراً على الوصول إلى رأس رموز تلك السلطة الفلسطينية المستسلمة و المتعاونة مع الإحتلال الإسرائيلي ضد شعبها " , و لكن هذه كانت غلطة الشاطر التي لا تغتفر " كما يقال " .
لعل هذا الخطأ الكبير للمقاومة الفلسطينية الباسلة هو ما يجعلنا و غزة حالياً ندفع ذلك الثمن الكبير الأن , فما كانت القضية الفلسطينية لتنحرف عن بوصلتها بهذا الشكل الخطير , و ما كان الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ليهب مثل تلك الهبة الخجولة التي لا تنم عن وحدة قضية و مصير و معاناة مشتركة مع قطاع غزة , بمثل تلك المسيرات و التنديدات المخزية التي رأيناها لولا وجود مثل هذه الزمرة التي تحكم رقاب الفلسطينين و تمثل القضية الفلسطينية لدى المحافل الدولية .
فمن " ابن كلب " كما كان يحلو للرئيس المصري "حسني مبارك " اطلاق تلك التسمية على ياسر عرفات لإجباره على توقيع المعاهدات مع اسرائيل , إلى " محمود عباس " الذي لا يعلم العباد و الفلسطينين عنه شيئاً , بإستثناء أن اسرائيل زرعته كعين لها داخل منظمة التحرير الفلسطينية حتى قبل أن تنشىْ في خمسينيات القرن الماضي , إلى "محمد دحلان " صعلوك غزة و لصّها , إلى حفاةٍ , عراة و زناة أمثال عريقات و عبد ربه , ماذا قدمت تلك الزمرة الخائنة و المنسلخة عن ديننا و قضيتنا لنا كمسلمين و عرباً و فلسيطينين غير ما رأيناه منها و نراه الأن ؟!.
ليت المقاومة فعلتها و قطعت رؤوس الفتنة و الهلاك و الخيانة , لكان ذلك هو النصر الحقيقي لها و لنا و لقضيتنا الفلسطينية .
ليتها فعلتها . لكانت فرحتنا قد إكتملت الأن بالنصر الذي حققته على العدو الصهيوني . و ما كنا لننتظر مساعدة أي دولة عربية .
أتمنى أن تنتبه المقاومة الفلسطينية لذلك الخطأ الجسيم الذي وقعت به و ما زالت , و تحاول تصحيحه بأسرع وقت ممكن قبيل و بعيد إحتفالها بأعياد النصر إن شاء الله , فذلك لن يكلفها سوى بضع رصاصات لن يتعدى ثمنها بضع دولارات فقط .