إقتصاد الدولة والرجل العجوز
الشعب الاردني عاش التفائل ويعيش الصدمة بعد الصمود الطويل امام التحديات التي واجهت الاقتصاد الاردني، وكانت تصريحات رئيس الوزراء د.عبد الله النسورمحذرآ الاردنيين من خطورة مستقبل الاقتصاد وسلامة الدينار طالبآ فزعتهم ووقفتهم المعهودة لنصرة الاقتصاد والتحمل والعمل على انعاشه موضحآ انه وضع خطة وطنية واستراتيجية لمواجهة الموقف ستتبعها الحكومة لإنقاذ الاقتصاد والحفاظ على مستوى الدينار.
عندها تداعى الاردنيون للوقوف صفآ واحدآ لنصرة الاقتصاد بعد تباكي رئيس الحكومة على المستقبل الاقتصادي منذ تسلمه سدة رئاسة الحكومة ، واعلن حينها الرئيس النسور خطة معركة التصحيح التي اشتملت على رفع الاسعار وفرض ضرائب جديدة ورفع نسبة ضرائب اخرى وضبط النفقات وجدولة القروض والحصول على قروض جديدة ، اضافة الى المنح التي تسلمها الاردن كالمنح الخليجية والخارجية والمساعدات الدولية للأجئين السوريين حتى عاش المواطنين نوع من التفائل نتيجة التصريحات الكاذبة من الحكومة بأن الإقتصاد أصبح يتعافى وان هناك نمو إقتصادي يسير وفق النهج السليم كما تدعي الحكومة .
الا ان الفاجعة التي صدمت الشعب الأردني الصابر على ضنك العيش وقسوة الحياة من أجل سلامة الوطن عندما أعلن صندوق النقد الدولي قبل ايام حجم مديونية الأردن حتى نهاية النصف الأول من هذا العام وقد بلغت (25 مليار) وبدأت حينها التساؤلات ترى ما الذي يحدث ؟؟ وكيف إرتفعت المديونية الى هذا الحد منذ تولى النسور وحكومته مهامهم ؟؟ وما هي المشاريع التي نفذت لتحسين مستوى معيشة المواطن ؟؟ وأين ذهبت المنح والدعم والأعطيات والهبات التي قُدمت للأردن وأين سداد الديون ؟؟ .
حقيقة توصلت إليها كأحد أبناء الوطن أقولها الى خبير الإقتصاد ومنقذه الأعظم الدكتور النسور وفريقه الإقتصادي أن معادلة الإقتصاد إختلفت في هذا الزمن حيث أصبحت سياسة ترحيل الأزمات وإعادة الجدولة وإنشاء المشاريع الفاشلة وكثرة القروض وإختلاق الأكاذيب وإطلاق الكلام المعسول وذرف دموع التماسيح والتباكي على المصلحة العامة هي السياسة لتحقيق الغاية والتي لم تعد مجدية للشعب لأنه أصبح يعي ويدرك ما يدور حوله .
كما توصلنا الى نتيجة حتمية ان هبوط قيمة الدينار وتراجع الإقتصاد وتراكم الديون أثبتته غلاء المعيشة وإرتفاع الأسعار والأراضي وتكلفة الحياة اليومية وتراجع مستوى معيشة المواطن ونحن نضحك على أنفسنا بأن قيمة صرف الدينار ثابته أمام الدولار متناسين إتفاقية الحماية الأمريكية للصرف ، وأن تغني الحكومة بتوفير العيش الكريم للمواطنين حقق توفير العيش الذليل لهم ، ناهيك عن التجاوزات الإدارية وتفشي لافساد المالي والإداري في الكثير من مؤسسات الدولة والخوف من المستقبل القاتم بظهور السرقات والعصابات .
وتمني المواطنون بعد تصريحات صندوق النقد الدولي أن يتصدر رئيس الحكومة وناطقه الإعلامي شاشات التلفزة والمواقع الإلكترونية والصحف لتغيير مزاعم الصندوق المغرضة ، ولكن تأكد لنا ان فاقد الشي لا يعيه وأن معرفة الحكومة بالإقتصاد مثل معرفتي بالحراث ، وأصبحت معيشة المواطن يا رئيس الحكومة كالمثل القائل (( عيشة صومالية وأسعار باريسية في الأردن )) .
وبهذا انعى للشعب الأردني سياسة هذه الحكومة التي لا تفهم من الإقتصاد الا إسمه ، وتصحيحه الا رسمه ، وسلاحهم جيوب المواطنين .