دولة الرئيس والتوجيهي ..إنجاز لم ينجز واستثناء "يُستثنى"
نقطتان رئيسيتان كانتا العنوان الأبرز لحديث رئيس الوزراء أثناء لقائه رؤساء الجامعات الرسمية:
النقطة الأولى: إشادته بنتائج التوجيهي لهذا العام. وهنا من حقنا أن نسأل دولته:
هل هذه الإشادة تشمل ال342 مدرسة التي لم ينجح بها أحد؟؟!!
وهل تشمل استنكاف 32% من الطلبة (41 ألف طالب وطالبة) عن تقديم الامتحان في سابقة تاريخية؟؟!!
وهل الإشادة تشمل طلبة الفرع الأدبي الذين لم تتجاوز نسبة نجاحهم ال6.5%؟!!
وهل الإطراء والمديح يشمل نجاح 13 طالب فقط في الفرع الشرعي؟؟!!
الإنجاز الوحيد الذي يمكننا الحديث عنه فيما يتعلق بنتائج التوجيهي هو أن عملية ضبط الامتحانات والقضاء على الغش والتسريب بنسبة كبيرة، ساهمت في كشف حجم الخلل الذي حدث في العام الماضي والذي أدى لحصول نسبة كبيرة من الطلبة على معدلات مرتفعة ومقاعد جامعية لا يستحقونها ..
كنا نتمنى أن يتحدث دولته عن مسؤولية حكومته عن نتائج التوجيهي "الكارثية" في العام الماضي حيث كان تسريب الامتحانات والغش والتساهل في التصحيح ممنهجاً، فهل يعقل أن يحصل 71 طالب وطالبة على معدل فوق ال99% في العام الماضي فيما حصل طالب واحد فقط على هذا المعدل في العام الحالي؟؟!!!!!
النقطة الثانية التي تطرق لها دولته وحظيت بتغطية إعلامية كبيرة هي تأكيده على أن الاستثناءات في القبول الجامعي "مجافية للعدالة" ..
كلام جميل ولكن يبقى السؤال الذي من حقنا أن نوجهه لدولة الرئيس: لماذا استثنى دولته استثناءات الموازي من الاستثناءات "المجافية للعدالة"؟؟!!
ألا يعلم دولته أن الموازي هو أيضاً استثناء؟؟!!
ألا يعلم دولته أن استثناء الموازي هو الاستثناء الأكبر والأضخم؟؟!!
ألا يعلم دولته أن طلبة الموازي يشكلون أكثر من 80% من الطلبة المقبولين في كليات الطب في الأردنية والتكنولوجيا؟؟!!
ألا يعلم دولته أن استثناءات أبناء أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعات الذين طالبهم بإلغائها لا تتجاوز ال2% من مجموع المقبولين في الجامعات الرسمية؟؟!!
كنا نتمنى أن تكون نتائج التوجيهي فرصة حقيقية لإعادة النظر في العملية التعليمية بشقيها العام والعالي،ولكن يبدو أننا بحاجة إلى حراك طلابي ونضال يتسم بالنفس الطويل لمواجهة ووقف سياسات الحكومة بتدمير جامعاتنا والعملية التعليمية.