عندما تكون الأخلاق ملكية ...
لعلنا في خضم كثير من الأخبار المزعجة التي تصلنا من هنا وهناك نحاول أن نزرع فسحة أمل ولو بسطور بسيطة، ولعله من أكثر العوامل التي تدخل الفرح والسرور إلى قلب كل مغترب عن بلاده هو عندما يجد وقفة عز ونخوة من أبناء بلده في أرض الإغتراب، ونحن هنا نسطر هذه السطور لا لشئ غير أننا آلينا على أنفسنا أن لا نتسابق كغيرنا إلى إظهار كل ما هو قبيح في بلادنا وإخفاء ما هو جميل، بل وإظهار وإشهار كل ما هو جميل ومشرف من نماذج موجودة في بلادنا أو تشرفها حتى وهي بعيدة عنها.
فمنذ سنوات غادر والدنا رحمه الله هذه الدنيا بدون موعد مسبق لنسابق الزمن في إيجاد ما ينقلنا إلى بلادنا للحاق بما يلي ذلك من إجراءات، ولكننا للأسف فوجئنا بعدم مراعاة هذه الحالة الإنسانية من قبل البعض في شركات الطيران وكأن مثل هذا الأمر يجب أن لا يحدث إلا بموعد مسبق ..!
هذا الحزن الذي كنا فيه سرعان ما صاحبه الكثير من الفخر والإعتزاز بعدما وجدنا التجاوب الفوري من قبل إدارة شركة الطيران الوطنية العريقة "الملكية الأردنية" في العاصمة السعودية، والمبادرة إلى توفير الحجز على أول طائرة مراعاة لمثل هذه الحالة الإنسانية، وهو الأمر الذي لم يحدث معنا نحن فقط بل ومع كل من يطرق باب هذه الشركة التي تضع الحالات الإنسانية في رأس أولوياتها، إضافة إلى أن إدارة الشركة في العاصمة السعودية الرياض تضع الكلمة الطيبة والتعامل الراقي المميز مع عملائها في رأس سلم أولوياتها وهو الأمر الذي يشهد له كل من تعامل معها، هؤلاء الذين يمكن أن يتابعوا وصولك إلى الطائرة لحظة بلحظة عندما يقف ظرف طارئ في طريق لحاقك بموعد الطائرة بل وأكثر من ذلك، وبأمثال هؤلاء يحق للوطن ولنا جميعاً أن نفخر ونعتز دائماً، كما أنه حق لهم أن نكتب بحقهم ولو كلمة حق تنصفهم وتعطيهم ولو جزءا بسيطا من حقهم.
ونكتب هذه الكلمات بعد سنوات من تعاملنا مع هذه الشركة، وقد جربنا فيها الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال، ولم نجد الفرق الكبير بينهما فأنت تشعر في كليهما بالراحة التامة والتعامل بالأسلوب الجميل والكلمة الراقية، هذا بالطبع مع وجود بعض الملاحظات التي يجب أن تبقى إدارة الملكية متيقظة لها، خصوصاً وأنها شركة وطنية يمتد عمرها إلى أكثر من 50 عاماً، ومن ذلك ضرورة الحرص على تجديد الروح في الشركة بإضافة الدماء الشابة إليها، والتأكيد دائماً على التعامل الحسن وبشاشة المظهر والمخبر مع العملاء، هذا إضافة إلى ضرورة تفعيل تسويق برامج الملكية عبر وسائل الإعلام بأنواعها وعلى أوسع نطاق، مع العمل على تجديد الخدمات وإدخال المتميز منها لإشعار الركاب بأنهم دائماً على أجنحة ملكية لا تترهل، والأهم من كل ذلك أن يعزز الشعور لدى كل منتسبي الشركة بأن هذه الشركة التي حملت إسماً غاليا على الحسين الباني رحمه الله "عالية" تبقى ضمانة نجاحاتها بإذن الله أن تبقى وتكون دائماً أخلاق كل منتسبيها كما عهدناها "ملكية".