مناقشة كتاب: تحرر الاسلام ورسائل في زمن التحولات للدكتور فهمي جدعان في شومان

المدينة نيوز:- عاين باحثان كتاب (تحرر الاسلام: رسائل في زمن التحولات) احدث اصدارات المفكر والاكاديمي الاردني الدكتور فهمي جدعان وذلك في منتدى مؤسسة عبد شومان مساء امس الاثنين بحضور العديد من المثقفين والكتاب والمهتمين.
واوضح الدكتور زهير توفيق ان جدعان في هذا الكتاب يأخذ موقعه اللائق بين رواد الفكر العربي المعاصر مشيرا الى ان المؤلف يرى ان انحطاط الحضارات ليس مشكلة نهائية على خلاف تلك الاشكالية التي عرفها ابن خلدون.
واعتبر توفيق ان جدعان لا يطرح مشروعا بل هو يعيد طرح اشكاليات عبر رسائل تصل الى الناس يدعو فيها الى عزل الشعارات السياسية التي الصقتها جماعات او افراد عنوة في الدين الاسلامي مثل سعي البعض منهم الى اعادة الخلافة . وزاد ان الكتاب تدور موضوعاته ضمن النقد الحضاري في الفكر الانساني وهو لا يرى في التناقض مع الغرب تناحرا بل دعوة الى سلوك وسطي للتفاهم والحوار المتواصل، مثلما هو دعوة لفك الاشتباك بين العقل المعرفي والعقل الوجداني.
واشار توفيق في الندوة التي ادارها الدكتور غسان عبد الخالق ان الفكر العربي عموما يتميز بنزعته الاخلاقية في طرح الثنائيات لبناء الدولة بعيدا عن التوظيف الانتهازي للدين في العمل السياسي، لافتا الى ان الكتاب يركز على موضوع المرأة ودورها في المجتمع بعيدا عن القراءة المتعسفة او الظاهرة في الدين.
وبين ان الكتاب عرض لمحطات تاريخية في الخلاف الاسلامي الاسلامي مشيرا الى ان التاريخ تجاوز مثل هذه النزعات وضرورة العودة الى المباديء الرئيسة التي كانت تحكم فهم الرسالة الاسلامية والتي شيدت على مباديء المعرفة والرحمة والانفتاح والتسامح والتكافل والعلم بعيدا عن الشطط والايغال في العصبيات .
ورأى الباحث مجدي ممدوح ان اهمية الكتاب يكمن في توقيت صدوره حيث تعيش الكثير من المجتمعات الاسلامية والعربية تحولات عصيبة ، مشيرا الى ان جدعان سعى في الكتاب الى تقديم رؤية فلسفية لظاهرة الربيع العربي، داعيا الى توظيف آليات الجدل الفلسفي الى العمل على النص وتأويله والى المقاربة بين الاشكاليات المعاصرة، ولافتا الى اسباب تعطيل تلك الاليات حيث اختار التجربة التركية في تفسير الحراك الاجتماعي هناك مقارنة عما يجري من حراك في عدد من البلدان العربية.
وقال مؤلف الكتاب الدكتور جدعان في موضع رده على ملاحظات واسئلة واستفسارات الحضور ان الكثير من المجتمعات العربية تشهد منذ سنوات ظواهر عنيفة في التعبير وهو ما يتطلب التنبه والتحذير من مخاطر تداعياتها مبينا ان الاسلام لم يتمكن من الوصول الى الآخر الا عبر جاذبيته التي اتسمت بجملة من العناصر والخصال الحميدة لكنه اليوم يندفع ليكون طاردا لارتباط البعض من الجماعات الاسلامية في عمليات القتل والفهم القاصر للمرأة.
واضاف انه انطلق في تاليف هذا الكتاب من الواقع الشاخص اليوم امام ابصار العالم مباشرة بعيدا عن التأثر بالفلسفة الغربية، مبينا ان العولمة باتت تدخل كل بيت في ارجاء العالم ولا مجال لاي جماعة او فرد ان يعزل نفسه عما يجري من تحولات واحداث ورؤى وافكار يخوض فيها انسان هذا العصر.
(بترا)