هل اعطى الاعلام المسرح حقه في الترويج?

المدينة نيوز- لا يمكن للمسرح ان يعيش بمعزل عن الإعلام, وللخطط الإعلامية دور هام وكبير في الترويج للأعمال التي تنتج وتقدم للجمهور, سواء كانت أعمالا جادة أو جماهيرية تهدف لملء فراغ المواطن, وتبقى هذه الخطط رهينة السياسة العامة للدولة الحاضنة لهذا الإبداع الفني والثقافي, الذي قد يتأرجح في مستوى اهتمامه ما بين إعطائه صفة الأولوية أو تغييبه عن الساحة الجماهيرية تبعا للسياسة العامة.
وتبقى القضية الرئيسية بحسب تصريحات الفنانين ان هناك اهمالا واضحا من قبل الاعلام المحلي للحركة المسرحية ولمدة طويلة, فالفن والثقافة لا يمكن لهما ان ينجحا دون مقص الرقيب الحر الذي يعكس الواقع والحقيقة حيث اعتبر بعض الفنانين ان الاعلام الاردني لم يتجاوز حد الخبر في التغطية الاعلامية وابتعد عن النقد والتحليل الذي تحتاجه الحركة المسرحية في اي زمان ومكان, وجاءت تلك التصريحات في التقرير التالي:
المخرج المسرحي غنام غنام قال ان الخدمة التي قدمها الاعلام الاردني للحركة المسرحية ناقصة والطموح اكبر مما يقدمه,حيث يعتبر الاعلام الحاملة الترويجية والنقدية للابداع لكننا نرى انه يعاني من كسل وغايات شخصية احيانا مشيرا انه في بعض وسائل الاعلام هناك ابناء مدللون وابناء محرومون الا انها في كل الحالات حتى حالات الدلال, ليست كافية والغريب ان تكون هناك مساحة كافية في الاعلام المحلي لأحداث فنية تدور في ساحات غير الساحة الاردنية اكثر بكثير مما يدور في الساحة الاردنية.
وأكد غنام انه لا يفاضل في الجودة بين المنتجين الخارجيين والمحليين لانه على ثقة ان المنتج المحلي مبدع جيد بكل المقاييس الفنية والفكرية موضحا ان اعجب العجب ان يكون للفنان الاردني مساحات في الاعلام خارج البلد اكثر مما يحظى به في الاردن وذلك ليس على صعيد فني,بمعنى ان كثيرا من وسائل الاعلام العربية تحتفي بخطواتنا ومنتجنا.
ولفت غنام الى ان الاعلام المحلي غفل عن برامج مخصصة للمسرح في الاذاعة الاردنية وذهبت لتسلط الضوء على الاعمال العربية والعالمية متسائلا عن البرامج الخاصة بالمسرح والفنون كافة وفي التلفزيون قائلا: لم نعد نرى برامج متخصصة بالموسيقى والمسرح والفن التشكيلي.
وفيما يتعلق بالصحف الاردنية قال غنام: حدث ولا حرج فإنها تحتاج لمادة للتشويق ويبدو انها لم تساهم بأن يصبح الفن الجاد مادة مسوقة بل اكتفت بأن تعيد ترويج ما تروجه وسائل اعلام متخصصة بالفنون السطحية وثقافة الفيديو كليب.
اما المخرج المسرحي اكرم ابو الراغب نشدد على ان الاعلام المحلي لم يخدم الحركة المسرحية على الاطلاق مشيرا ان التلفزيون الاردني يعمل ضد الفنان الاردني لافتا الى اهمية وجود وزارة للاعلام تعمل على تنسيق وتوجيه الاعلام بالطريقة المناسبة.
وبين ابو الراغب ان الاعلاميين الموجودين لدينا هم فقط متخصصون في النقد السياسي والقضايا المحلية البعيدة عن الفن والثقافة بشكل عام مما اثر على الحركة المسرحية وباتت لا وجود لها سواء محليا او عربيا, مطالبا باهتمام اكبر من قبل وسائل الاعلام المحلي في الحركة المسرحية الاردنية التي تعتبر من اهم مقومات الثقافة للبلد وعاملا مهما برفد الحركة الفنية ونقلها الى الاجيال القادمة.
من جهتها قالت المخرجة مجد القصص ان الاعلام الاردني اذا لم تذهب اليه لا يأتي اليك وفي هذه الحالة يقوم بعمله والتغطية اللازمة مشيرة الى ان المبادرة يجب ان تكون من المخرج والعاملين.
واوضحت القصص انها شهدت تقصيرا كبيرا من الاعلام المرئي والمسموع والرسمي وانها لم تستفد منه اطلاقا اما الاعلام المكتوب قام بتغطية اعمالها بشكل مناسب لافتة الى ان التقنية في الاعمال المسرحية تحت شعار السيئة, لا تعرض على شاشة التلفزيون الرسمي ولا يفرد لها ندوات تتعلق بالمسرح او استضافة اهم اقطاب المسرح في الاردن لتعريف الجمهور بها.
واكدت القصص انه باستثناء تغطية المهرجانات الرسمية لا يتم التواصل مع المسرحيين الا بمبادرات فردية مشددة على ان الاعمال الجادة غير الربحية تتعرض لرفض من ادارة التلفزيون الاردني لعمل دعاية اعلامية تعريفية. مشيرة الى ان المعلومات التي يتداولها البعض تؤكد ان ادارة التلفزيون تتخذ خطوات لانهاء الاشكالات بين الفنانين والتلفزيون موضحة ان الاعلام مهم لتسويق الاعمال المسرحية.
من ناحيته قال الفنان محمود صايمه انه وزملاؤه محاربون من التلفزيون الاردني مؤكدا ان الاعلام الاردني بشكل عام لم يخدم الحركة المسرحية بشكل خاص والفنية بشكل عام قياسا بالدول الاخرى التي تهتم في الحراك الثقافي إعلاميا.
وبيّن صايمه ان الاعلام الفني لدينا لا يتعدى مستوى الخبر حيث يحتاج المسرح الى دراسة تكتيكية ونقد مشيرا ان من مهام الاعلام صناعة الفنان.
بينما اكد الفنان موسى حجازين انه يقدر الاعلام الاردني المرئي والمسموع والمكتوب الذي كان له الفضل الكبير على الفنان الاردني في التسعينيات خاصة الصحف الاسبوعية والرسمية ولولا هذه الاجهزة والمسارات والمنافذ لما وصلت الاعمال المسرحية للجمهور مشيرا الى طموحه بأن يكون للاعلام دور اكبر واهتمام يستمر لاي عمل فني.
واعتبر حجازين ان الاعلام الاردني في الوقت الحالي يهتم بأخبار الفنانين العرب اكثر من الاردنيين مؤكدا ان التلفزيون الاردني حاربه شخصيا واصفا حال التلفزيون وتعامله مع الفنان المحلي (سارحه والرب راعيها) حيث لم يتنكر للادارات السابقة في خدمة الاعمال المسرحية المحلية والتي وصلت بها الى جميع انحاء الوطن العربي.
وتمنى حجازين على الساحة الفنية التقدم والازدهار في ظل الاعلام الاردني بكافة اتجاهاته حيث لا يوجد تسويق للاعمال الفنية على حد سواء دون اعلام حر وواقعي يعكس الحقيقة ويسوق الثقافة المحلية.