المعلمين ورثة الأنبياء
قم للمعلم وفّه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
إن إدراك ضخامة الدور الذي يقوم به المعلم يدفعنا لكي نتكلم عن عظم المسؤولية التي تقع على كاهله فما هذه الألوف من أبنائنا وفلذات الأكباد , إلا غراس تعهدها المعلم بماء علمه فانبعثت وأثمرت وفاضت علما ومعرفة وفضلا، فمما لا شك فيه أن أولى الناس بهذا التبجيل والإجلال هو المعلم ، لأن اسمه مشتق من العلم ومنتزع منه فالمعلم يصيد ببحر علمه على الأرض القاحلة فتغدو خضراء يانعة
المعلم هذا العملاق الشامخ في عالم العلم والمعرفة وهو النور الذي يضيء حياة الناس وهو عدو الجهل , وهو الذي ينمي العقل ويهذب الأخلاق وهو يحمل أسمى رسالة وهي رسالة العلم والتعليم التي حملها خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
إن المعلمين هم حماة الثغور ومربو الأجيال وسقاة الغرس وعمار المدارس المستحقون لأجر الجهاد وشكر العباد والثواب من الله يوم الميعاد.
لقد حمل المعلمين الأمانة الغالية الملقاة على عاتقهم والرسالة الكبرى وهم أهل لذلك فيا معشر المعلمين - إنكم عاملون فمسؤولون عن أعمالكم - فمجزون عنها من الله ومن الأمة والتاريخ ومن الجيل الذي تقومون عليه - كيلا بكيل ووزناً بوزن فإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم ولكم من الله فضل جزيل .. ومن التاريخ والأمة ثناء جميل وإن قصرتم فقد أسأتم لأنفسكم ولأمتكم وضاع الكثير .
فيا معشر المعلمين قال رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
إنكم رعاة ومسؤولين عن رعيتكم وأنكم بناة ، والباني هو المسؤول عما يقع في البناء من زيغ وانحراف ،إن المعلم هو بمثابة الأب لتلاميذه ، فهو راعيهم ومرشدهم القويم الذي يأخذون عنه العلم وقبل ذلك التربية التي يحب أن يتصف بها أبناؤه ، لذا فمسؤوليته في ذلك يلزمها الحزم والجهاد في سبيل الله بتلقين المتلقين أسمى الأخلاق والمعاملات الدينية
وقدوة المسلمين هو معلمنا وحبيبنا وقائدنا صلى الله عليه وسلم - الذي قال فيه الخالق عز وجل ( لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ). وأنتم بالتالي قدوتنا نتعاقب على أيديكم الأجيال وأنتم صانعي الرجولة والشهامة - وأنتم المرشدين - وأنتم السبب بعد الله في رقي والمجتمعات رعاكم الله
فتحية ملؤها المحبة لكل معلم جاهد نفسه في سبيل بناء أجيال تذهب بالأمة إلى الرقي في كل المجالات ، وجعل من مهنته السامية قدوة تستحق الإقتداء بها.