عندما تتشاءم الحكومة

تم نشره الثلاثاء 02nd أيلول / سبتمبر 2014 01:45 صباحاً
عندما تتشاءم الحكومة
د. فهد الفانك

تتناقض التصريحات الرسمية في تقييمها لحالة الاقتصاد الأردني، فهل هو بخير ويحقق تقدماً كما كان معتقدأً، ام أنه في أسوأ الحالات وفي حالة تراجع كما قال رئيس الوزراء.
ليس بالإمكان النظر إلى إحدى وجهتي النظر على أنها مصيبة، وإلى وجهة النظر الأخرى على أنها مخطئة، أو بالعكس.
وجهتا النظر صحيحتان إلى حد بعيد، ذلك أن مؤشرات الاقتصاد الأردني ليست باتجاه واحد، فبعضها إيجابي يؤكد وجهة نظر المتفائلين، وبعضها الآخر سلبي يؤكد وجهة نظر المتشائمين.
في الحالتين فإن تقييم حالة الاقتصاد الأردني بهذا الاتجاه أو ذاك ليست مسألة علمية بحتة يحسمها الاقتصاديون، لأن كلاً منهما يعتمد على مؤشرات منتقاه تؤيد وجهة النظر وتتجاهل المؤشرات الأخرى بالاتجاه المعاكس.
هناك وجهة نظر إيجابية تعتمد أساساًَ على المؤشرات التي تعطي قراءة إيجابية مثل ارتفاع احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية، وانخفاض معدل التضخم إلى مستوى 3%، وتحقيق نمو إيجابي في الناتج المحلي الإجمالي بمعدل 5ر3% بالأسعار الثابتة، وتقليص عجز الموازنة بالتدريج، وتدفق الاستثمارات العربية والأجنبية، وارتفاع حوالات المغتربين، والنمو الواضح في المقبوضات السياحية، والالتزام ببرنامج للإصلاح الاقتصادي مقبول لصندوق النقد الدولي.
وهناك وجهة نظر سلبية تعتمد على مؤشرات منتقاه تعطي صورة متشائمة لحالة الاقتصاد الراهنة، وفي المقدمة ارتفاع المديونية وخاصة بالعملة الأجنبية، وأعباء اللاجئين السوريين، وارتفاع معدل البطالة والفقر، وانسداد منافذ الصادرات الوطنية إلى سوريا ولبنان والعراق بسبب الاحداث، وانقطاع الغاز المصري والبترول العراقي إلى آخره.
المتفائلون لديهم حجج صحيحـة، والمتشائمون لديهم حجج صحيحة أيضاً، فالنتائج الاقتصادية مختلطة، مما يترك لمن يشاء أن يختار منها ما يناسبه.
من الطبيعي والحالة هذه أن تجد الحكومة نفسها في الجانب المتفائل لأنه يعني نجاحها في السير بالاتجاه الصحيح، وأن يجد المعارضون للحكومة أنفسهم في الجانب السلبي لأنه يعني إظهار فشل الحكومة وسيرها بالاتجاه الخاطئ. أما إذا أخذت الحكومة بالجانب المتشائم كما حدث مؤخراً، فهذا استثناء يقصد به تبرير قرار صعب، تعود الحكومة بعد تمريره إلى حالة التفاؤل.
المفاضلة بين الاتجاهين ممكنة بطبيعة الحال، فالتفاؤل مطلوب لأنه يشجع على النمو والاستثمار، أما التشاؤم فيؤدي إلى الجمود والانكماش ويحقق ذاته.

(الرأي 2014-09-02)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات