النسر الطمّاع لنظير رياض حداد

(إهداء إلى أطفال أصدقائي الأعزاء)

في قديم الزمان كان نسر جبّار يعيش في كهف على قمة الجبل القريبة من ساحل البحر وكان هناك صياد وإبنه يراقبانه يوميا وكيف أنه كان يطير ويغوص في البحر ليصطاد الأسماك الصغيرة ويعود بها إلى فراخه المنتظرين عودته في الكهف بفارغ الصبر ليسدوا بها جوعهم، إلى أن كبروا وأصبحوا بحاجة ماسّة إلى كمية أكبر من الطعام.

فكر النسر كيف عليه أن يحل مشكلة طلب فراخه الزائد على إلتهام الأسماك الصغيرة والتي كان صيدها يسبب له تعبا ً مضنيا ً، خاصة وأنه كسول ولا يحب مشاق الصيد، فقرر ان يصطاد سمكة أكبر حجما ً لتغنيه عن العمل المتواصل طيلة النهار، فراح يراقب البحر ألى أن عثر على سمكة كبيرة وقرر إصطيادها. وما أن فعل ذلك حتى راحت السمكة الكبيرة تقاومه دفاعا ً عن نفسها وتشده إلى الأسفل إلى أن إختفيا عن الأنظار.

دهش الصيّاد وإبنه لما حدث وهرعا ليتحققا من مصير السمكة والنسر، فوجدا أن السمكة الكبيرة إستطاعت بقدرة قادر أن تعود سالمة إلى البحر، أما النسر فتبيّن أنه لاقى حتفه حين إرتطم جسمه بالصخور.

وهنا قال الأب الصيّاد لإبنه:

"أرأيت يا بنيّ، كيف أن الطمع ضر وما نفع" ؟؟؟