هل تنتهي معاناة سكان ليبرتي بسقوط المالكي؟!
قد لايمر يوم لانقرأ فيه بياناً للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية منشوراً في وسائل الإعلام ، يتحدث بألمٍ كبير عن معاناة اللاجئين الإيرانيين في مخيم ليبرتي ببغداد ، من حرمانٍ من الأغذية والمستلزمات الطبية والوقود ، ومنع إدخال السيارات الخاصة بسحب مياه الصرف الصحي ، أو الإعتداء على هؤلاء اللاجئين العزل من قبل القوات العراقية التي لاتملك من عراقيتها شيئاً بعد أن باتت نسخة مفضوحة عن الحرس الثوري الإرهابي .
وإذا كنا في الفترة الماضية نعقد الآمال على سقوط رئيس الحكومة السابقة نوري المالكي وذهابه الى مزابل التاريخ ونأمل أن تتحسن أوضاع هؤلاء اللاجئين المعارضين للنظام الإيراني ، فالأمر قد لايمكن أن يكون بهذه السهولة ، وإلافلماذا استمرت معاناة سكان ليبرتي الى يومنا هذا بل ازدادت سوءاً؟!
ان المالكي حالياً يمسك بالأفواج العسكرية في بغداد وعدد من المحافظات بقبضة من حديد رغم انتهاء ولايته العفنة ، وجميع القوات العسكرية وأفواج الحماية المتمركزة في المنطقة الخضراء خاضعة لأوامره ، وبإمكانها التعامل بشكل مهين ولا أخلاقي مع أي نائب (باستثناء نواب كتلته والمقربين منه) يدخل أو يخرج من المنطقة الخضراء ، ناهيك عن المواطنين العاديين ممن ليسوا نواباً ولا مسؤولين ،
إن معاناة مجاهدي خلق في بغداد هي انتصارات بالنسبة للسفارة الإيرانية المشؤومة التي تحكم هذا البلد وتتحكم بمقدراته وتعبث بمصير شعبه وتزعزع أمنه بالتفخيخ والتفجير والقتل على الهوية ، فمجاهدو خلق هم العدو الأول لنظام الملالي الحاكم في إيران ، وهؤلاء الثوار الأحرار هم خلاصة جيلٍ إيراني مشبع بالقيم الثورية الأخلاقية والمبادئ الإنسانية التحررية ، وهؤلاء بمثقفيهم وساستهم وأدبائهم وفنانيهم وأطبائهم ومهندسيهم يشكلون موجة (تسونامي) الكبرى التي ستقتلع الولي الفقيه من إيران لتقيم نظاماً ديمقراطياً يكون مصدراً للسلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط .
وقد لانبالغ إذا قلنا أن اهتمام النظام الإيراني وسفارته المشؤومة في بغداد بقضية مجاهدي خلق والسعي لتدمير هؤلاء الثوار جسدياً ونفسياً أكبر بكثير من اهتمامه بالعملية السياسية في العراق التي باتت أساساً لعبة في يد قاسم سليماني .
إن خمسين بالمائة من أسباب معاناة مجاهدي خلق المتواجدين كالسجناء هي ضعف دور الأمم المتحدة وبعثتها في العراق (يونامي) إزاء دولة بضخامة العراق تحكمها السفارة الإيرانية وتتجول في شوارعها الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني ، فهل أن رئيس اليونامي في العراق أعمى أو أطرش أو أحمق ليتجاهل عشرات البيانات التي يُصدرها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والتي تتحدث عن الموت البطيء لسكان ليبرتي؟! وأين كانت بعثة الأمم المتحدة عندما ارتكبت قوات المالكي مجازر بحق هؤلاء العزل راح ضحيتها العشرات منهم في مخيمي أشرف وليبرتي؟! وما هو الموقف الأمريكي تجاه مأساة مجاهدي خلق في العراق المحتل من قبل أمريكا؟!
خلاصة القول.. إن العراق في ليلة وضحاها أصبح وللأسف محافظة إيرانية خاضعة لملالي طهران ، والملالي بطبيعة الحال متربّصون بأعدائهم التاريخيين (مجاهدي خلق) ، وإذا كانت دول العالم وكل الأحرار والشرفاء في كل أرجاء المعمورة يطمحون للعيش بسلام وأمن واستقرار ، فعليهم المساهمة في قطع رأس الأفعى وإسقاط نظام الولي الفقيه في إيران ، وهذه الغاية لن تتحقق ما لم نقدم الدعم والحماية والتسهيلات لمجاهدي خلق .