ما وراء ثبات الأمن والأمان في الاردن
لا شك أنه جهد محمد صلى الله عليه وسلم , وهو جهد الصحابة الكرام رضي الله عنهم , جهد الدعوة بالأقدام وبعرض النفس على الناس ,كيف لا والله توعد بالخيرية والطمأنينة للمضحين في سبيل دعوته لكن على النهج الذي يرتضيه ربنا جل جلاله والذي خطَّه محمد صبلى الله عليه وسلم.
جهد الدعوة والخروج والإخراج في سبيل الله هو الجهد الذي جلب للمدينة ناصرة محمد صلى الله عليه وسلم ومستقبلته ومؤازرته ومونسته الطمأنينة والأمان والراحة والسكينة لغاية يومنا هذا وحتى قيام الساعة, حتى ناصرة المسيح الذي جاء بدعوة الحق لا زالت تقطف هي واهلها أمنا وأماناً لغاية الآن بالرغم من المحيط الملتهب في الداخل الفلسطيني وذلك بسبب مباركة الله عز وجل لكل من ينصر داعياً في سبيل اعلاء كلمته.
وفي الاردن الجهد الدعوي متسع وفيه من الاستغراق والوعي للرسالة المحمولة بين جنبات حامليها للفئات المستهدفة وهي كل الناس دون استثناء وفي كافة انحاء المعمورة , وله من الحرية التي تركها النظام السياسي والاجهزة الامنية التابعة له نصيب واسع ومساحة حرة مما جلب للقائمين على اركان النظام ديمومة في الحكم اكبر من غيرها واتساعاً زمنيا قد يمتد لسنوات أطول وأطول بسبب دعمهم لهذه الرسالة وترك هذه الجماعة المضحية تمارس تضحياتها في سبيل الآخرة والذين لا يريدون شيئا من حطام الدنيا التي ستزول هي ومن عليها وما على أديمها سوى رضا ربهم , وأيضا سير الكثيرين من ابناء المجتمع الاردني في نصرة هؤلاء المضحين أو الدفاع عنهم ,لذا فالله ناصر من ينصره ,ومبارك لمن ينصر دعوته من حكام أو عوام في اموالهم واعمارهم وحياتهم ومن فروع هذه الشؤون هو الاستقرار العسكري والسياسي في الاردن الذي يجني قطافه كل اركان الدولة ,فمصلحة مؤسسة الحكم ان تبقى على رأس الهرم في الدولة مقابل ما يقدم لبقية الاركان من شعب وعاملين في المؤسسات الرسمية او من يمارس عملا خاصا او للمغتربين حتى من حاجات قد يختلف البعض في ادائها كاملة أو انها تقدم منقوصة الا ان الامور سالكة للجميع بسبب السماح لجهد النبي صلى الله عليه وسلم يسري حتى وصل الآن لكل قرية دون استثناء حتى لو كان أنصاره في تلك القرى قليلون واتباعه والعاملون به أفراداً معدودون الا انه جهد معروف لدى الناس وبات الكل يعرف الدعوة .
لذا فليعلم الجميع ان الدعوة ودعم سيرها هو سبب الامن والامان فقد أكد تعالى في كتابه العزيز:" وما كان ربك مهلك القرى بظلم واهلها مصلحون". وقال تعالى :" وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون" طبعا (وانت فيهم) المقصود لقيامك بينهم ومعهم بجهد الدعوة وهذا يسري على كل من يقوم بنفس الجهد حتى بعد عصر محمد النبي عليه الصلاة والسلام.
وهناك قصة الرجل الصالح بين قوم فاسدين والتي تؤكد على أن الله أمر جبريل ان يخسف بهؤلاء القوم لإعراضهم وصدعهم عن الله فقال له جبريل (وهو اعلم) فيهم عبدك الصالح فلان فقال له الله "ففيه فابدأ" ؛ وذلك لأنه كان صالحا لنفسه ويعبد الله لكنه لا يقوم بنصح قومه او دعوتهم لما يقوم به ,فنفهم من كل تلك النصوص ان من يقوم بالدعوة او يسمح للآخرين ان كان غير قادر هو على ذلك بالدعوة والنصح في الدين يجلب لنفسه ولبلده الامن والامان والطمانينة , ويبعد الشرور والمآسي والويلات والنكبات والنزحات والاغتصابات وتحد من الجرائم وتوقف الانقبالات,وهذا ما يحصل في الادرن فكلما اشتعلت نيران المعارضة التي تتسع شيئا فشيئا الا ان اشتعالها يقول نطالب بالاصلاح وليس بدحر النظام. وهذا كله بفضل الدعوة التي ينصر الله ويدبر بفضلها بالخفاء كل النجاحات وليس السبب كما يقول المغمضون عيونهم عن الحقيقة الخفية ان السبب الدبلوماسية والحنكة والحكمة السياسية ووعي الشعب .
والاردن من الدول الرائدة على مستوى العالم بخدمة القائمين على هذا الجهد من مركز مميز كخلية النحل لا يوجد به كلل او ملل في المشورات والاعمال التي تفكر بنشر الدين في كل العالم ,كما ان هناك شعبا مسسما اصيلا يناصر ويستقبل ويرسل الجماعات من والى الداخل والخارج .
دامت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم باعثة الطمانينة ودام نهجه صانعاً للسلم والهدوء السياسي والاجتماعي ودام الدعاة شعلة خير وهداية وقناديل تضيء ليل الأمة الأسود والذي يوجع القلب بظلامه لولا فسحة الضوء التي تنبعث من هذا الجهد.