استيراد شحنات قمح مصابة بحشرة "السونة" تكبد المخابز خسائر مالية
المدينة نيوز :- كشفت مصادر رسمية مطلعة أن الحكومة استوردت كمية من القمح المصاب بتأثير حشرة "السونة" التي تسبب ضعف تماسك عجين الخبز.
بيد أن الحكومة أكدت على لسان مساعد أمين عام وزارة الصناعة والتجارة حسوني محيلان قال ان " الكميات المصابة لا تتجاوز ألفي طن فقط" وفقا للغد.
وبينما تتضارب رواية المصادر مع رواية الحكومة تؤكد نقابة أصحاب المخابز ؛ بحسب نقيبها عبد الاله الحموي أن مخابز المملكة كافة تعاني من مشكلة أثناء عجن الخبز تتمثل بعدم تماسك العجين منذ ثلاثة أسابيع.
ويؤكد الحموي أن المخابز تستهلك ما يقارب ألفي طن يوميا من الطحين ما يعني أن مشكلة عدم تماسك العجين شملت حوالي 60 ألف طن من القمح حتى الآن.
وبينت المصادر أن شحنات القمح تم استيرادها من ثلاث دول هي رومانيا وروسيا وأوكرانيا جميعها مصابة بحشرة "السونة" ولكن بنسب متفاوتة.
المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها أكدت لـ"الغد" أن الوزارة قامت خلال الأسبوع الماضي بإجراء فحوصات مخبرية في إحدى مطاحن القطاع الخاص في عمان على عينة عشوائية من شحنات القمح وأثبتت الفحوصات إصابة تلك العينة بحشرة السونة.
وأوضحت المصادر أن حشرة "السونة" تصيب القمح أثناء فترة النمو وتتغذى على مادة الجلوتين الذي يعتبر مكونا أساسيا في تماسك الطحين عند عجنه الامر الذي ينفي ان تكون شحنات القمح اصيبت بالحشرة اثناء شحنها.
وأكدت المصادر ان عدم وجود مادة الجلوتين في مادة الطحين لا يؤثر على صحة الانسان وانما تنعكس على جودة الخبز.
من جهته ؛ قال محيلان "هنالك جزء محدود من إحدى شحنات القمح المستورد من اوكرانيا لا تتجاوز 2000 طن مصابة بتأثير حشرة السونة وتم معالجة الموضوع من خلال خلط الجزء المصاب بالأنواع الاخرى لضمان جودة الطحين".
وبين محيلان أن إحدى الشحنات التي تم فحصها في مختبرات داخل المملكة وخارج المملكة أظهرت وجود نسبة محدودة لا تتجاوز 0.5 % ومواصفة عقد الشراء ان لا يزيد نسبة الاصابة بالحشرة أكثر من 1 %.
واقر محيلان بوجود شكاوى للوزارة من قبل اصحاب المخابز تتمثل في تراجع جودة الطحين وعدم تماسك العجين ؛ مؤكدا انه تم معالجة الملف من خلال عمليات خلط القمح عند طحنه.
وبين أن المواصفات القياسية لا تحدد نسب مادة "الجلوتين" في القمح.
وقال محيلان إن "عدم تماسك العجين يعود إلى عوامل الطقس وارتفاع درجات الحرارة".
وبين أن تأثير حشرة السونة يعتبر جزءا من ذلك ولكن ليس عاملا اساسيا.
وأكد محيلان ان إصابة الكميات المحددة من إحدى شحنات القمح لا علاقة لها بمواصفة الجودة والصحة ؛ مبينا أن زيادة نسبة مادة "الجلوتين" وفق تقارير طبية يصيب جلد الإنسان بالحساسية.
وبين محيلان أن الوزارة لا تشتري القمح إلا بعد فحصه من قبل جهات مختصة للتأكد من مطابقة الكميات للمواصفات الموجودة ضمن عقد العطاء.
وطالب محيلان أصحاب المخابز للتغلب على مشكلة عدم تماسك العجين استخدام الماء البارد عند العجنة وزيادة نسبة الملح إضافة إلى تخفيف كميات العجنة الواحدة. وأوضح محيلان أن منتجات الطحين الزيرو مثل الكعك والكيك لا تحتوي على مادة "الجلوتين" مبينا أن الوزارة ستقوم بتوجيه اسخدام الكمية المصابة بتأثير الحشرة لانتاج أصناف أخرى غير الخبز.
من جانب آخر؛ قال الحموي ان "النقابة ما تزال تتلقى شكاوى من اصحاب المخابز حول وجود خلل في مادة الطحين المستخدم لانتاج الخبز تتمثل في عدم تماسك العجين".
وبين الحموي أن النقابة قامت بمخاطبة المطاحن لمعرفة السبب إلا أن المطاحن أرجعت الخلل في الطحين إلى جودة القمح.
وأوضح أن المخابز تكبدت خسائر نتيجة عدم تماسك العجين وقامت بإتلاف العجنات نتيجة عدم تماسكها وعدم تمكنها من انتاج الخبز.
وبين أن بعض المخابز رفضت استقبال الطحين وقامت بإرجاعه إلى المطاحن؛ فعلى سبيل المثال تم ارجاع 70 طنا من محافظة مادبا الى مطاحن الشمال بسبب تراجع جودة الطحين.
وطالب الحموي ضرورة الإسراع في حل مشكلة الطحين حتى لا يتكبد اصحاب المخابز خسائر مالية نتيجة اتلاف العجنات.
وقال "في حال كان القمح مصاب بحشرة السونة فأنها تعتبر السبب في تراجع جودة الطحين وعدم تماسك العجنة".
وأكد أن حشرة "السونة" تتغذى على مادة الجلوتين الموجود في القمح والتي تعتبر مكونا اساسيا في قوة وتماسك الطحين.
وبين الحموي أن حشرة السونة تعتبر آفة خطيرة تسهم في حدوث فاقد في الغلة ومشكلات في التصنيع وتحدث في الدقيق نكهة غير مستساغة وتعيق انتفاخ الخبز بالشكل المطلوب.
ونفى الحموي أن يكون ارتفاع درجات الحرارة هو السبب في عدم تماسك العجين بدليل أن المخابز عملت خلال الفترة الماضية بدرجات حرارة أعلى من الفترة الحالية ولم يتم تسجيل أية شكاوى.