وفاة 20 طفلا على الأقل بعد تلقيحهم بريف إدلب السورية
المدينة نيوز - قال مصدر مطلع في وزارة الصحة بالحكومة السورية المؤقتة، أن 20 طفلا على الأقل تتراوح أعمارهم ما بين عام وخمس أعوام، لقوا حتفهم بعد دقائق من إعطائهم لقاحا ضد الحصبة بريف إدلب (شمالا)، الثلاثاء.
وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن نفسه، أن 20 طفلا، في حصيلة أولية، توفوا بعد نحو ربع ساعة من إعطائهم اللقاح، وذلك في بلدات سراقب وجرجناز والقرى المحيطة بها، وفق المعلومات التي توفرت من الكوادر الطبية في تلك المناطق.
ولفتت المصدر إلى أن حملة الحصبة تتم بالتعاون ما بين وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة ومنظمة الصحة العالمية واليونوسيف، لتلقيح أكثر من مليون ونصف طفل في المناطق المحررة، مشيرا إلى أن نتائج التحليل المخبري هي التي ستفسّر أسباب حصول الوفيات.
وتضاربت الأنباء حول أعداد الوفيات بين الأطفال بسبب جرعات اللقاح، ففي حين ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن 8 أطفال توفوا جراء اللقاح، قالت شبكة سوريا مباشر أن عددهم 7 أطفال،
في حين نقلت وكالة سوريا برس أن 36 طفلا توفّوا، بينما تحدث ناشطون عن وفاة 14 طفلا، اما الشبكة السورية لحقوق الإنسان فتحدثت عن فقدان 18 طفلا حياتهم جراء هذا اللقاح.
وفي الوقت الذي لم يتسن التأكد مما ذكرته التنسيقيات الاعلامية المعارضة السابقة من مصدر مستقل، لم يصدر حتى الساعة (11.30)تغ، أي إحصائية رسمية عن وزارة الصحة التابعة للحكومة المؤقتة، فيما يعقد وزير الصحة عدنان حزوري مؤتمرا صحفيا في وقت لاحق، بمدينة غازي عنتاب جنوب تركيا.
وكانت وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، قد أعلنت بأنها “أوعزت بإيقاف الجولة الثانية من حملة التلقيح ضد مرض الحصبة، والتي بدأت الاثنين في جميع المناطق الخاضعة للمعارضة، في ريف إدلب (شمال)، وذلك إثر حدوث حالات وفاة وإصابات بين الأطفال.
جاء ذلك عبر الحسابات الرسمية للوزارة في مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أعلن بيان صادر عن مديرية صحة إدلب الحرة، عن وقف حملة اللقاح ضد مرض الحصبة، للتحقق من صحة الأخبار الواردة، حول ظهور حالات تسمم بسبب اللقاح، شرق معرة النعمان، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة.
وأشار البيان، أن مديرية الصحة قامت “من خلال أكثر من 30 مركزا في محافظة إدلب، بتلقيح أكثر من 6 آلاف طفل ضد مرض الحصبة دون حدوث أي وفيات أو اختلاطات جديّة، إلا أنه حدث اليوم الثلاثاء، وبشكل مفاجئ، عدة حالات وفيات في مركز واحد في محافظة ادلب”.
وتابع البيان بالتأكيد على أن “جميع الاحتمالات المتوقعة تشير إلى حدوث خرق جنائي من قبل أيادِ مجهولة حتى الآن”، وأنه تمت إحالة الموضوع إلى القضاء للتحقيق في الأمر، ولاتزال القضية قيد البحث.
كذلك لفت البيان إلى أن تأكيد مديرية صحة إدلب الحرة أن كافة اللقاحات مستلمة بشكل كامل عبر منظمة الصحة العالمية، فيما تشير التحقيقات الأولية إلى أن كافة الاحتمالات المتعلقة، “لها صلة باختراق أمني محدود من قبل مخربين يرجّح صلتهم بالنظام، الذي يسعى لاستهداف القطاع الصحي لسوريا الحرة وخلق بلبلة”، على حد وصف البيان.
وطمأنت المديرية “كافة الأهالي الذين قاموا بتلقيح أطفالهم، أن اللقاح سليم تماماً، ولا يوجد أي خطر على أطفالهم الذين أخذوا اللقاح”.
وكانت عدة تنسيقيات معارضة، قد نقلت المعلومات الواردة حول حالات التسمم في منطقة (جرجناز، وسراقب، وتلمنس)، حيث أطلقت نداءات من مكبرات الصوت من مساجد قرى ريف إدلب، تطالب الناس بعدم تلقيح اطفالها.
ومنذ منتصف مارس(آذار)2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة. غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.
الأناضول