ممثلات من اصل اردني يقدمن برنامجا يدافع عن المسلمين في الدنمارك

تم نشره الجمعة 19 أيلول / سبتمبر 2014 06:55 مساءً
ممثلات من اصل اردني يقدمن برنامجا يدافع عن المسلمين في الدنمارك
مسلمة في الدنمارك - ارشيفية

المدينة نيوز - سارة الناصر ونغم الشابي وإيليا جوكر واجلا بروهيك، أربع شابات دنماركيات من أصول مهاجرة (الأردن وإيران والبوسنة)، حولن برنامجهنّ "التشويش مستمر"، الذي كان من المفترض أن يكون ساخراً، إلى عكس للحقيقة في مرآة ذاتية.

قد يضحك المشاهد كثيراً من البرنامج، الذي يسعى إلى تعرية الأحكام المسبقة المنتشرة في الغرب. العنوان بالدنماركية يحمل تأويلاً آخر، إلى جانب ترجمة التشويش، فالعبارة متعلقة أيضاً بالغطاء أو الحجاب. لذا ظن البعض بأنه برنامج جاء للتهكم على الأخير. البرنامج يستند إلى تقديم فقرات عن الصورة النمطية للمهاجرين، كأفراد ومجموعات.

في بداياته لم يكن الشباب العرب يتفهمون بأن السخرية التي يتمتع بها المجتمع الدنماركي تذهب أيضاً نحو نقد ذاتي، هو واحد من المكونات الأساسية للشخصية الاجتماعية الدنماركية. فقد واجهت الممثلات الشابات حملة نقد واسعة، وتهديدات، في وسائل التواصل الاجتماعي، امتدت إلى الصحافة. حيث اعتبرها البعض تجاوزاً على العوائل والمجتمعات العربية، إذ إن حلقات البرنامج في البداية تعاملت مع محظورات اجتماعية من مثل "الزواج الصوري والقسري" وتصرفات وايحاءات يظن الدنماركيون بأنها تعبير عن "تخلف اجتماعي وحضاري يعانيه المهاجرون". ذلك قبل أن تحدث حلقاته نقلة في توضيح أن ذلك ليس "تخلفاً"، بقدر ما هو مرتبط ببعض أفكار موروثة وأخرى من نسج خيال "الأحكام المسبقة" عند الدنماركيين، وبصفة عامة الأوروبيين.

باسم "زهرة الشيخ" تقدم ايليا جوكر نفسها كمراسلة لـ"أخبار دبي"، وتنتقل من حدث دنماركي إلى آخر، تجري المقابلات مع أناس عاديين يسيرون في الشوارع أو يركنون قواربهم في الموانئ. في أحد تلك المشاهد تنسف "المراسلة" الأحكام المسبقة عند الدنماركيين عن شعب الخليج العربي باعتبار كل مواطن يملك يختاً خاصاً، متهكمة على مراكب الدنماركيين وسعادتهم.

ما يجري عرضه ليس مجرد حلقات تمثيلية ترفيهية، بل محاولات تفاعل ثقافي-اجتماعي لهز بعض التشوش المتبادل. هو التخلف الاجتماعي الذي يظن أصحاب الأحكام المسبقة بأن من يعيشون بينهم، من العرب والمسلمين والمهاجرين عموماً، أسرى له، لذا يصدمهم أن يشاهدوا أنفسهم في مرآة "التشويش مستمر".

في إحدى الحلقات، التي عرضت أواخر شهر أغسطس/آب الماضي، تذهب فتاة مهاجرة، تجيد اللغة الدنماركية كما الدنماركيين، لمقابلة وظيفة ممثلة. يطلب المخرج منها قراءة دورها كحبيبة أحد الشباب الدنماركيين، تقوم بذلك. يوقفها المخرج ويطلب تعديلاً بلكنتها لتظهر أنها من أصول مهاجرة، تلبي الطلب. يوقفها ثانية وهو يتحدث مع مساعدته أن "ثمة شيئاً ناقصاً لاكتمال الدور". فجأة تخرج الفتاة وتعود مرتدية حجاباً، فيصبح المخرج ومساعدته في قمة السعادة ليعلق "الدور مناسب لها".

مشهد إن دل على شيء يدل على الصورة والقالب النمطي الذي توضع فيه المهاجرات كما يراد رؤيتهن اجتماعياً وثقافياً كمقهورات ومظلومات ليس إلا. وهو مشهد يرمي "التشويش مستمر" إلى فكفكته ولو بتهكم وسخرية، عوضاً عن النقاش الجامد المستمر عقداً وراء عقد.

في المقابل يختزل مشهد "السكرتيرة" شيوع تهمة "عنصري وعنصريين"، كلما أراد بعض المهاجرين التعبير عن إحباطهم من محيطهم الدنماركي، أو أي محيط غربي آخر. فحين يطلب مدير عمل من موظفته من أصول مهاجرة القيام بعمل ما، بينما هي منشغلة بأظفارها، تؤنبه ليصمت مخافة اتهامه بالتمييز والعنصرية، فيقوم هو بكل الأعمال.

وحين تغوص الفتيات في الحالة الاجتماعية التي تعكس واقعاً ليس من نسج الخيال، تصبح السخرية أكثر عمقاً. ففي مشهد من مشاهد البرنامج تجلس خمس فتيات من أصول مهاجرة مع صديقتهن الدنماركية. وفيما يقمن بالمزاح والتهكم على بعض خلفياتهن الاجتماعية، تضحك صديقتهن الدنماركية معلقة: "إنها فكاهة الأجانب"، حتى ينقلب الأمر إلى جد.

تلك الجدية تطبيق لما يجري في الحياة العائلية، فيمكن للجميع أن يتحدثوا ويتهكموا على بعضهم، لكن بمجرد تدخل عنصر خارجي لإضفاء مزيد من النقد والتهكم، يتكتل الجميع بوجهه. بمثل تلك المشاهد تحاول الفتيات كسر القالب النمطي المتموضع فيه الإنسان العربي في قراءات سطحية غربية تستند إلى ضخ الأحكام المسبقة.

كسر النمطية من خلال هذا البرنامج الساخر، المستمر بحلقاته حتى يومنا، يستند إلى تبادلية قد تكون صادمة لطرفيها، العربي/المسلم والغربي، مواطناً وسياسياً، أو مستشرقاً يقدم رؤيته في قالب سطحي.

" وكالات " 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات