إيران تريد مقايضة محاربة داعش بملفها النووي

تم نشره الأحد 21st أيلول / سبتمبر 2014 03:41 مساءً
إيران تريد مقايضة محاربة داعش بملفها النووي
جون كيري ووزير خارجية ايران جواد ظريف - ارشيفية

المدينة نيوز - قال مسؤولون إيرانيون كبار إن ايران على استعداد للتعاون مع الولايات المتحدة وحلفائها في محاربة متشددي تنظيم الدولة؛ لكنها تود أن تشهد قدرا أكبر من المرونة بشأن برنامجها لتخصيب اليورانيوم.

وتسلط هذه التعليقات من المسؤولين، الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم، الضوء على مدى الصعوبة التي قد تواجهها القوى الغربية لإبقاء المفاوضات النووية منفصلة عن الصراعات الإقليمية الأخرى.

ولطهران نفوذ في الحرب الأهلية السورية كما أن لها نفوذا لدى الحكومة العراقية التي تواجه قواتها تقدم مقاتلي الدولة.

وقد أطلقت ايران إشارات متباينة عن استعدادها للتعاون في إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة، الذي استولى على مساحات كبيرة من الأراضي في العراق وسوريا، ونسبت إليه سلسلة من أعمال العنف الطائفي وقطع الرؤوس والقتل الجماعي للمدنيين.

وقال الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي في الآونة الأخيرة إنه اعترض على عرض من الولايات المتحدة لبلاده للعمل معا من أجل دحر الدولة؛ لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن واشنطن لم تتقدم بأي عرض من هذا النوع. وفي العلن استبعدت واشنطن وطهران التعاون على الصعيد العسكري في معالجة خطر التنظيم.

غير أن المسؤولين الإيرانيين أبدوا في لقاءات خاصة استعدادا للتعاون مع الولايات المتحدة في التصدي للدولة وإن لم يكن بالضرورة في ساحة القتال.

ويوم الجمعة قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن ايران لها دور في هزيمة الدولة، فيما يشير أيضا إلى إمكانية تحول الموقف الأمريكي.

وقال مسؤول إيراني رفيع المستوى مشترطا عدم نشر اسمه "إيران دولة ذات نفوذ كبير في المنطقة ويمكنها المساعدة في محاربة إرهابيي الدولة.. لكن الشارع ذو اتجاهين. فأنت تعطي شيئا وتأخذ شيئا".

وأضاف المسؤول: "الدولة خطر على الأمن العالمي، وليس برنامجنا (النووي) الذي هو برنامج سلمي".

وترفض طهران اتهامات غربية أنها تسعى لاكتساب القدرة على إنتاج أسلحة نووية تحت ستار برنامج مدني للطاقة النووية.

وردد مسؤول إيراني آخر هذه التصريحات. وقال المسؤولان إنهما يودان أن تبدي الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون مرونة بشأن عدد أجهزة الطرد المركزي التي يمكن لطهران الاحتفاظ بها في أي اتفاق طويل الأجل، يتم بموجبه رفع العقوبات المفروضة على ايران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

وقال مسؤول إيراني آخر: "يمكن للجانبين إبداء المرونة بما يؤدي إلى عدد مقبول للجميع".

الغرب يريد فصل المحادثات النووية

وقال مسؤولون غربيون إن إيران لم تثر هذه المسألة في المفاوضات النووية التي استؤنفت في نيويورك يوم الجمعة مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين.

ويقول دبلوماسيون مطلعون على سير المحادثات إن من المستبعد التوصل إلى اتفاق نهائي في نيويورك.

وقال المسؤولون الغربيون إنه سيكون من الصعب عليهم حتى مناقشة هذه النقطة في المفاوضات النووية؛ لأن الولايات المتحدة وحلفاءها عازمون على إبقاء المفاوضات النووية مركزة بالكامل على المسائل النووية، مع اقتراب انتهاء المهلة المتاحة لإبرام اتفاق في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني.

وقال دبلوماسي غربي رفيع: "مع اقتراب المحادثات من نهايتها نرى أن الإيرانيين يرغبون في طرح ملفات أخرى على المائدة" - وفقا لرويترز - .

وأضاف: "يشيرون أحيانا إلى أنه إذا لم يكن هناك اتفاق (نووي) فإن الملفات الأخرى في المنطقة ستتعقد". وقال إن القوى العالمية "الستة عاقدة العزم على عدم طرح الموضوعات الأخرى على مائدة المفاوضات النووية".

وتجري محادثات نيويورك بين كبار المسؤولين في وزارة الخارجية من القوى الست ومن إيران هذا الأسبوع على هامش التجمع السنوي لزعماء العالم بالجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقد اتضح أن عدد أجهزة الطرد المركزي هو النقطة الشائكة في المفاوضات، التي يتوقع أن تستمر في نيويورك حتى 26 سبتمبر/ أيلول الجاري على الأقل.

وتملك إيران حاليا أكثر من 19 ألف جهاز، رغم أن نحو عشرة آلاف منها تعمل. وتريد القوى الست من إيران خفض العدد إلى أقل من خمسة آلاف جهاز لضمان تقييد قدرتها على إنتاج يورانيوم صالح لصناعة أسلحة نووية في فترة قصيرة إذا قررت مستقبلا امتلاك سلاح نووي.

ويحرص الإيرانيون على الاحتفاظ بأكبر عدد ممكن من أجهزة الطرد المركزي، كما أنهم اقترحوا الاحتفاظ بكل الأجهزة التي تم تركيبها وعددها 19 ألفا، مع إبقاء عدد أقل بكثير في وضع التشغيل. ويقول مسؤولون غربيون إن هذه الفكرة لا تروق لهم.

وقد أوضح المسؤولون الأمريكيون منذ أشهر أن عدد أجهزة الطرد الذي هم على استعداد لقبول تشغيلها في ايران في الأجل المتوسط أقل من خمسة آلاف.

وتقول ايران إن مثل هذه القيود ستكون إجحافا بحقها في تخصيب اليورانيوم. وكان الزعيم الأعلى خامنئي وصف هذه المسألة بأنها "خط أحمر" لطهران.

وليست أجهزة الطرد المركزي النقطة العالقة الوحيدة في المحادثات. ومن النقاط الأخرى الأجل الذي سيسري خلاله الاتفاق النووي والجدول الزمني لإنهاء العقوبات السارية على ايران ومصير مفاعل أبحاث يمكنه إنتاج كميات ملموسة من البلوتونيوم الصالح للاستخدام في صناعة سلاح نووي.

وبمقتضي اتفاق مؤقت تم التوصل إليه في نوفمبر تشرين الثاني 2013 جمدت ايران بعض جوانب برنامجها النووي مقابل تخفيف محدود للعقوبات.

وكان الغرض من هذا الاتفاق إتاحة الفرصة للتوصل من خلال المفاوضات لاتفاق دائم ينهي الخلاف المستمر بين الجانبين منذ نحو عشر سنوات، ويقضي على مخاطر نشوب حرب أخرى في الشرق الأوسط.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات