وزير الخارجية الفلسطيني: سنتقدم بمشروع قرار لمجلس الأمن في أقرب وقت

تم نشره الإثنين 22nd أيلول / سبتمبر 2014 09:17 صباحاً
وزير الخارجية الفلسطيني: سنتقدم بمشروع قرار لمجلس الأمن في أقرب وقت
وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي

المدينة نيوز:- قال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، إنهم سيتقدمون في أقرب فرصة ممكنة بمشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي، لتحديد سقف زمني محدد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

جاء ذلك في حوار للمالكي مع وكالة الأناضول على متن الطائرة الرئاسية التي وصلت إلى نيويورك لمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، المقررة الأسبوع الجاري.

وقال المالكي “في أقرب فرصة ممكنة سنتقدم بهذا المشروع، حيث تم تبني هذا التوجه من قبل جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، وبالتالي أصبحت الآن مهمة لدى كل الدول العربية”.

وأضاف “أُعطيت التعليمات إلى البعثة الفلسطينية في الأمم المتحدة لبدء المشاورات، وبدأت هذه المشاورات مع العديد من الدول، ومن جانبنا نحن بدأنا ببعض الصياغات، وعليه فإنه عند الانتهاء من الصيغة الأولى فسوف نعرضها على الجميع والتشاور بشأنها”.

كما توقع المالكي لقاءًا طويلاً وصعباً للرئيس الفلسطيني مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في نيويورك، وقال “نتوقع أن يكون لقاءً طويلاً وصعباً حيث سوف يتمسك كل منا بمواقفه”.

ومن المرجح عقد الاجتماع غدا الثلاثاء ، بحسب مسؤول فلسطيني تحدث للأناضول، مفضلاً عدم الكشف عن هويته.

وتوقع وزير الخارجية الفلسطيني أن تمارس ضغوطاً أمريكية ودولية على الجانب الفلسطيني، لثنيه عن التوجه إلى مجلس الأمن، وقال “نحن مدركون أنه ستكون هناك ضغوط أمريكية”.

وأضاف “توقعاتنا أننا سوف نجد أنفسنا تحت ضغط كبير من قبل الدول التي ستلتقي بنا وتتحدث معنا خلال فترة وجودنا في الجمعية العامة وسوف يتم إيفاد العديد من الدول لإقناعنا بعدم جدوى مثل هذا التوجه، ولكن هذه قناعتنا لأنه لم يعد أمامنا أي طريق آخر”.

ونفى المالكي وجود مخاوف فلسطينية من انشغال العالم بقضية تنظيم “داعش” عن القضية الفلسطينية، قائلا “داعش عبارة عن ظاهرة عابرة صنعت وسوف تزول قريباً جداً”.

وفيما يلي نص الحوار:-

* ما هي الرسالة الفلسطينية إلى الدورة الحالية من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة؟

الرسالة الفلسطينية هي أنه آن الأوان للمجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية ، فأولاً هذه القضية مضى عليها أكثر من 6 عقود دون حل، وثانياً أن هذا الاحتلال موجود منذ حوالي 47 سنة، ومسؤولية المجتمع الدولي هي بوضع حد لهذا الاحتلال وإنهائه، ويجب أن يتعاون المجتمع الدولي مع فلسطين في تحديد سقف زمني لإنهاء هذا الاحتلال، هذا هو التوجه الفلسطيني، وجاء هذا التوجه نتيجة لغياب مثل هذه الاستراتيجية الدولية.

ومن الواضح تماماً أن الاستراتيجيات الدولية تعتمد على إدارة النزاع بدلاً من حل الصراع والتخوف من ردود الفعل الإسرائيلية في حال أقدم المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات ملموسة تنهي الاحتلال للأراضي الفلسطينية وتخوفاً من تلك الدول التي تحتمي وراءها إسرائيل.

إذاً، الرسالة واضحة، وقد بدأنا بها في العام 2011 وأكدنا عليها في العام 2012، وعدنا للحديث حولها في العام 2013، والآن في العام 2014 نريد التأكيد ونقول إننا غير راضون عن أننا في كل عام نعود إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لتذكير المجتمع الدولي بهذه المأساة وضرورة حل هذه المشكلة، ويجب أن يأخذ المجتمع الدولي القرار والمسؤولية في تحديد سقف زمني لحل هذه المشكلة.

وبما أن المجتمع الدولي لم يتجرأ على المبادرة إلى مثل هذه الخطوة، فنحن تحركنا بحكم المصلحة والواجب تجاه أبناء شعبنا، لكي نطرح هذه القضية أمام المجتمع الدولي، ونتوقع ألا يخذلنا في هذا الموضوع.

وفي حال خذلنا المجتمع الدولي فعندها فإن لكل حادث حديث، لكننا نأمل أن يتعامل مع هذا الطلب ليس كطلب محق وإنما مستحق، لكي نبدأ في تحديد سقف المرحلة النهائية، والبدء بالعد التنازلي باتجاه إنهاء الاحتلال، وتحديد موعد قيام الدولة الفلسطينية.

* ما هي مكونات الاستراتيجية التي ستطرحونها في الأمم المتحدة؟

هي ليست استراتيجية جديدة وإنما ذات الاستراتيجية الدائمة، ولكن حاولنا أن نطرحها في إطار جديد لعله يستقطب الاهتمام الدولي، آخذين بعين الاعتبار بأننا نتحدث عن استراتيجية تبدأ بالتركيز على الهدف النهائي ثم نعود إلى الوراء حتى نحدد كيف يجب علينا أن نبدأ، بدلاً من أن نبدأ دون أن نحدد ما هو السقف ومتى نصل ، كما كان الحال خلال السنوات الماضية.

نريد أن نبدأ من النهاية، فنحدد ما هو الهدف، وما هي الفترة الزمنية المطلوبة للوصول إلى هذا الهدف، وكيف يمكن أن نبدأ.

هذه هي الاستراتيجة، وهي تحتوي على العناصر الدائمة بدون تغيير، فلا زلنا مقتنعين بضرورة العودة إلى المفاوضات من أجل الدخول في التفاصيل المطلوبة حول الحدود والقضايا الأخرى، ولا زلنا مقتنعين بمبادرة السلام العربية كونها تشكل المرجعية الأفضل لأي اتفاق سلام فلسطيني-إسرائيلي، وعربي-إسرائيلي، ولا زلنا مقتنعين بحل الدولتين، ولا زلنا مقتنعين أن القدس يمكن أن تكون مدينة مفتوحة ومدينة سلام وحرية وعاصمة للدولتين، ولا زلنا مقتنعين بمفهوم حسن الجوار والتعاون لحل الإشكاليات، والمشاكل الموجودة على المستوى الإقليمي والدولي.

هذه هي الاستراتيجة الفلسطينية، وهي ليست استراتيجية إحلال، وإنما استراتيجية تحدد أن هناك مساحة جغرافية يتم إقامة دولة فلسطينية لأبناء الشعب الفلسطيني، وبالتالي هي نفس المفاهيم السابقة وبنفس مكوناتها، ولكن برؤية مختلفة انطلاقاً من تحديد الهدف والعودة الى المفاوضات.

* متى من المتوقع تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي بشأن تحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال؟

في أقرب فرصة ممكنة، فأولاً، تم تبني هذا التوجه من قبل جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، وبالتالي اصبحت الآن مهمة لدى كل الدول العربية، وأُعطيت التعليمات إلى بعثتنا في الأمم المتحدة للبدء بالمشاورات، وبدأت هذه المشاورات مع العديد من الدول، وبدأنا نحن ببعض الصياغات، وعليه فإنه عند الانتهاء من الصيغة الاولى فسوف نعرضها على الجميع والتشاور بشأنها.

خلال هذا الاسبوع، الجمعية العامة للأمم المتحدة منشغلة بخطابات القادة والمسؤولين، وبالتالي سيكون من الصعب بمكان تغيير التركيز من الجمعية العامة إلى مجلس الأمن، ولكن بالتأكيد فإنه بعد انتهاء هذه الفترة من الخطابات والنقاشات فقد نعيد التركيز من جديد، وبالتالي فقد نتحدث عن بدايات الشهر القادم.

* هل تتوقعون ضغوطاً أمريكية عليكم لعدم التقدم بمشروع قرار إلى مجلس الأمن؟

نعم ، مدركون أنه ستكون هناك ضغوط أمريكية، وقد بدأت هذه الضغوط منذ اليوم الأول الذي طرحنا فيه هذه الاستراتيجية أمام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ولم يشجع ذلك بل على العكس كان يحاول إقناع الجانب الفلسطيني بعدم جدوى الذهاب إلى مجلس الأمن، ولكن نحن مقتنعون بهذا التوجه لأنه لم يعد هناك من إمكانية إلا عبر سلوك هذا الطريق.

توقعاتنا هي أننا سوف نجد أنفسنا تحت ضغط كبير من قبل الدول التي ستلتقي بنا وتتحدث معنا خلال فترة وجودنا في الجمعية العامة، وسوف يتم إيفاد العديد من الدول لإقناعنا بعدم جدوى مثل هذا التوجه، هذا الشيء نعلمه، ولكن رغم ذلك فإن هذه هي قناعتنا لأنه لم يعد أمامنا أي طريق آخر بعد أن أغلقت الحكومات الإسرائيلية كل المسالك الأخرى، وبعد أن فشلت الجهود الأمريكية في التوصل إلى اتفاق سلام، أو في إقناع إسرائيل بالالتزام بتعهداتها إن كان ذلك بوقف الاستيطان، أو إطلاق سراح الأسرى.

وبعد أن فشل المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته تجاه الاحتلال وحماية الشعب الفلسطيني، لم يعد أمامنا سوى هذا الخيار كتوجه وحيد يجب أن نسلكه، ولكن هو بداية الطريق وليس نهايته حيث أنه بالتأكيد بعد أن نمر عبر ممر مجلس الأمن، وبعد أن تظهر نتائج هذا التوجه ستكون لدينا مسالك أخرى عديدة، ولكنها جميعها سوف تصب ضمن إطار القانون الدولي.

* هل ستلتقون مع جون كيري في نيويورك؟

نعم، هناك موعد قد حُدد للقاء كيري، ونتوقع أن يكون لقاءًا طويلاً وصعباً، حيث سيتمسك كل منا بمواقفه، ولكن هم تعودوا أيضاً على الاستماع إلى مواقفنا وصلابتها، وعدم رضوخ هذه المواقف لأية ضغوط، وإن هذه المواقف في نهاية المطاف هي مواقف محقة تلتزم بالشرعية الدولية ، وبعدالة المطالب الفلسطينية.

* هل تخشون أن يؤدي الانشغال الدولي بقضية تنظيم “داعش” إلى إهمال القضية الفلسطينية؟

قطعا لا، داعش عبارة عن ظاهرة عابرة صُنعت، وسوف تزول قريباً جداً، وبالتالي ليس لدينا أدنى شك، وندرك أن المجتمع الدولي رغم كل ما يمر به من أزمات مثل الكثير من بقاع العالم، هناك دائما رؤية ثابتة وثاقبة بخصوص مركزية القضية الفلسطينية وضرورة ايجاد حل لها بشكل سريع ، وهذا الدعم والقناعة موجودة لدى عدد كبير من دول العالم، وهذا ما نلحظه باستمرار من خلال تواصلنا مع هذه الدول أو من خلال طرح القضية الفلسطينية في المحافل الإقليمية والدولية.

لا يوجد لدينا أي تخوف أن تأتي أية قضية أخرى لتغطي على أهمية القضية الفلسطينية، ولكننا نتفهم أنه في فترات زمنية ما قد يكون هناك اهتمام أكبر في تلك اللحظة بموضوع ما، ولكن هذا لا يعني التقليل من الاهتمام بالقضية الفلسطينية.

" الاناضول" 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات