مثقفون يتحدثون عن حضور الثقافة العربية في الغرب

تم نشره الثلاثاء 23rd أيلول / سبتمبر 2014 01:35 مساءً
مثقفون يتحدثون عن حضور الثقافة العربية في الغرب
تعبيرية

المدينة نيوز:- رغم الفوارق الثقافية التي تثير الكثير من التساؤلات وتبعث على القلق والحيرة حين تغيب لغة الحوار والتفهم , الاّ ان الكثير من المثقفين اليوم يسعون الى حضور الثقافة العربية في الغرب لتتكرس لغة الحوار والمزيد من الفهم عن الحضارة العربية وثقافتها المتسامحة والتي تكرس مضامين الوسطية والاعتدال عبر الادب واجناسه المختلفة .

ولعل توحيد الشعوب بتقريب بعضها من بعض عبر التبادل الثقافي هو ما يعلمنا القبول بالفروق القائمة بيننا لكي يتقبل كل منا الآخر ، على حد قول الشاعر والكاتب الفرنسي جان بيار فاي ، فمن بحر التنوع الثقافي الهائل الذي تسبح فيه الإنسانية نستمد جميعا الوسائل الضرورية التي تمكننا من مجابهة مخاطر الغد التي تتهدد البشرية جمعاء.

وحول حضور الثقافة العربية في الغرب تحدث عدد من المثقفين لـوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) عن تجاربهم وارائهم , حيث يقول استاذ اللغة الايطالية في الجامعة الاردنية عامر سبايلة ان الثقافة الاردنية اذا ما تمت اعادة اكتشافها بشكل حقيقي ومؤثر فسيكون لها تأثيرها الكبير والعميق في الثقافة العالمية .

ويضيف : نحن في الاردن نملك موروثا ثقافيا هاما ويحتاج الى جهود وبرامج لنقله للغرب , اذ يوجد في هذا الموروث الكثير من اوجه التشابه مع الغرب كونه موروثا يحمل حضارات عدة : بيزنطية ونبطية ورومانية ، وهذا التقاطع مع الغرب يحتاج الى جهد مؤسسي واضح .

ويؤكد الدكتور سبايلة ان حضور الثقافة العربية عموما في الغرب ضعيفة كون حضور الثقافة يفتقد الى المنهج والرؤية والفاعلية إضافة الى ان هناك بعض القصور العربي في فهم العقلية الغربية .

ويشير الى ان الادب الصوفي يملك اداة التأثير على الغرب بطريقة كبيرة كونه موروثا يحمل مكنونات سحر الشرق , لكن ما نزال نحتاج الى الرؤية التي من خلالها نكشف عن معالم الثقافة العربية .

ويقول الشاعر البحريني علي الشرقاوي انه يمكننا التحدث عن حضور الشعر والرواية عندما نتحدث عن حضور الثقافة العربية في الغرب ، فقد شارك الكثير من الشعراء العرب في المهرجانات العالمية للشعر وبالذات في فرنسا والمانيا ، وسنويا نسمع عن اكثر من مهرجان شعري ، ما يعني ان هناك العديد من الشعراء ممن وصلت بعض قصائدهم الى القارئ الاوروبي والمتابع ,وهناك العديد من الترجمات لاعمال عربية من بينها روايات نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل .

ويضيف انه واذا ما امعنا النظر ، نجد ان الحضور العربي في اوروبا ما زال في خطواته الاولى ، ويتم على استحياء ، حيث لا توجد تلك المنظمات الثقافية العربية التي تقوم بدور الترجمة من العربية الى اللغات الاوروبية , اذ ان مشروع مؤسسة عربية ثقافية ذات ميزانية جيدة ، وحدها قادرة على ان تصنع فارقا.

واعربت الفنانة التشكيلية الفلسطينية منال ديب عن املها بأن تكون هناك رابطة تضم وتمثل الفنانين التشكيليين العرب المغتربين ، مشيرة الى ان مثل هكذا رابطة ستفتح مجالا لتقديم أعمال وأفكار الفنانين المغتربين للإنسان العربي وثقافته، وفي المقابل ستكون حلقة وصل بين الفنانين العرب والفنانين المغتربين للتعاون والنهوض بالأعمال التشكيلية وما لها من تأثيرات إيجابية على الأفراد والأسر والمجتمعات.

وتقول ان حياتها في المهجر وبعدها عن وطنها فلسطين اوجد لديها رغبة في تجسيد الوطن عبر لوحاتها لتتمكن من المضي بمشاعر الإنتماء رغم المسافات بينها وبين أرضها وأهلها.

وتقول الفنانة التشكيلية ديب ان معظم لوحاتها تجسد لذاكرة لم تمت بل بالعكس تم احياؤها عبر الفن التشكيلي , فكان لها متعة لقاء أحبتها ووطنها من خلال أعين مشاهدي فنها وعبر المعارض الشتى التي أتاحت لها التعبير عن هويتها الوطنية في ظل ظروف صعبة للغاية مشيرة الى معرضها الذي اقيم في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، تحت عنوان "فلسطين" ولمدة ثلاثة أشهر متتالية.

وحسب الشاعر العراقي ناظم الساعدي المقيم في السويد فان الاهتمامات تتفاوت حسب قدرة المثقف العربي على ابراز شخصيته ومنجزه الثقافي ومدى تقبل المجتمع الغربي لافكاره .

ويقول انه وبشكل عام نحن نحظى بفضاء حرية يمكن أن نقدم ما نمتلكه , متسائلا : هل تنهض المنتديات والنوادي الثقافية العربية بمسؤولياتها فعلا لابراز جهودنا كمغتربين .

ويعرب عن اسفه لانه ليس هناك نشاطات كافية لمد يد العون للمثقف العربي لطرح افكاره في مدى أوسع , لهذا كما يقول "فان الخلل هو في المثقف والمؤسسات العربية وليس في دول العالم , وان الاهتمام يتفاوت حسب طريقة وآلية الظهور للنشاطات وطريقة طرحها بما يتوافق مع البيئة المتاحة".

وتنوه الكاتبة والفنانة التشكيلية الاردنية نسرين العزام بضرورة حضور فعال للثقافة العربية في الثقافة الغربية عامة ، إذا ما قارناها بحضور تأثير الثقافات الأخرى في الثقافة الغربية .

وتؤكد انه " ومؤخرا تحسن الوضع مقارنة بما كان عليه سابقا، فأصبحت ثقافتنا جزءا من المحافل الأدبية والفنية وأحيانا الإجتماعية المعقودة في أوروبا بالإضافة الى ترجمة العديد من الأعمال الأدبية ، للغات الغربية الأخرى ، وأصبح هناك تبادل ثقافي واحتفاء وتكريم الغرب للعديد من الشخصيات الثقافية كمحاولة لتعريف الغرب بالثقافة العربية.

 ( بترا )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات