منتدى الفكر العربي يناقش كتاب "الإسلام والغرب: حدود الحريات الدينية"

المدينة نيوز:- ناقش لقاء نادي الكتاب في منتدى الفكر العربي، كتاب "الإسلام والغرب: حدود الحرية الدينية"، الصادر باللغة الإنجليزية، للباحثة الحقوقية والأكاديمية الليبية الدكتورة هناء القلّال، بحضور باحثين وأكاديميين ودبلوماسيين وناشطين حقوقيين وممثلي منظمات مجتمع مدني.
وقالت المؤلفة إن إختيارها للغة الإنجلزية جاء بسبب أن الكثير من الدراسات الغربية المتناولة للعلاقة بين الإسلام والغرب قد جانبها الاعتدال والانصاف في دراستها للإسلام والمسلمين، بالإضافة إلى نظرة المسلمين النمطية للغرب ككتلة واحدة، بالرغم من وجود عدد كبير من الأقليات المسلمة تعيش في الغرب يتم تجاهلها بدراساتهم الدينية.
وأوضحت القلّال أن الأحداث المعاصرة وحالة العداء والتخوف المتبادل لدى شرائح واسعة من المجتمعات الغربية والإسلامية عمّق حالة الانفصال بين الطرفين وأسس لصراع بعيد المدى ووقف حائلاً دون تجديد هذه العلاقة وتطويرها، وأدى ذلك ضمن نواتج الإعلام من الصور المشوهة إلى تأزم العلاقة والتوتر بينهما، في وقت تعيش بعض أقطار العالم الإسلامي معاناة بسبب الاحتلال أو العدوان عليها من أطراف غربية، حيثُ أن هذه الأحداث لا تعبّر عن كل المسلمين من جهة، ولا عن كل الغربيين، بل هي لا تتجاوز فئة محددة من كلا الطرفين لها مصالحها وأهدافها التي لا تخدم بالضرورة مصالح الجميع وأهدافهم.
وأشارت الباحثة إلى أن هذه الدراسة القانونية النوعية جاءت في محاولة لتلمس الطريق نحو واقع مختلف، ونحو رسم الصورة الحقيقية التي يجب أن تكون عليها العلاقة بين الإسلام والمسلمين والغرب من التعارف والتواصل والمصالح المشتركة، من خلال دراسة القوانين المختلفة التي تمسّ الحرية الدينية والأقليات الدينية في كل من الدول الأربعة محل الدراسة، وهي: السعودية ومصر والولايات المتحدة وفرنسا، مع التركيز على القيم السمحة التي ينادي بها الإسلام واستهداف تأكيد قيام علاقة إيجابية متواصلة تزيل حالة الاحتقان في العلاقات بين الاسلام والغرب وصولاً إلى تحقيق الأمن والسلام والاستقرار لشعوب الأرض كافة، وبما يحفظ حقوقها ومكانتها.
ومن جهته أشاد عضو مجلس أمناء المنتدى الدكتور فايز خصاونة بأسلوب عرض مادة الكتابات والمقارنات الرصينة التي قامت بها المؤلفة في الكتاب، مؤكداً على أبعاده المهمة لشرح الإسلام إلى الغرب التي لا تخفى على نخبة من علماء الغرب المتخصصين والمثقفين الغربيين.
بدوره تحدث الأمين العام للمنتدى الدكتور الصادق الفقيه حول أهمية ما يطرحه الكتاب في مجال القيم، وأهمها الحرية، سواء للأقليات في المجتمعات الغربية أو عند المسلمين، مشيراً إلى ضرورة هذا النوع من الدراسات، ولاسيما مع تصاعد حالة التطرف والتعصب والتشدد في كل مكان والتي لا تقتصر على الحالة الإسلامية منها، لكنها تبرز في هذه المنطقة أكثر لأن دوائر الصراع فيها أكثر، كون المنطقة نفسها منذ خرجت من عهد الاستعمار لم يتسنَّ لقيم مثل الحرية وحتى التدين السليم أن ترسخ فيها.
(بترا)