جامعة البترا تستضيف محاضرة عن الاضطرابات النفسية لدى أطفال غزة الناجمة عن العدوان
تم نشره الإثنين 11 كانون الثّاني / يناير 2010 03:46 مساءً
المدينة نيوز ـ أشار مستشارعلم النفس السريري الدكتور تيسير شواش إلى أن أطفال غزة كانوا أكثر الفئات العمرية التي تأثرت بأحداث العدوان على غزة حيث نشأت لديهم أعراض اضطرابات نفسية، وصفت بأنها "خبرات صادمة" المنبثقة العدوان الإسرائيليعلى غزة.
ودعا شواش في محاضرة له في جامعة البترا إلى تشكيل فرق دعم نفسي اجتماعي مهيأة لما قبل الأزمة وخلالها وبعدها، مشيرًا إلى أن الأطفال أكثر الفئات العمرية تأثرا بالأزمات والكوارث، بسبب قلة خبرتهم المعرفية والحياتية، ومحدودية آليات التكيف أو التدبرالمتوفرة لديهم.
وأشاد المحاضر بدور الأردن وتوجيهات جلالة الملك عبد الله بن الحسين والملكة رانيا العبد الله المعظمين بارسال مستشفى ميداني تابع للخدمات الطبية الملكية، والذي ضم فريقًا للدعم نفسي، إلى جانب معونات إنسانية أساسية.
وكانت نتائج تقارير ودراسات فلسطينية وعربية ودولية، قد أجمعت على معاناة سكان غزة من ردود فعل نفسية وعلى الأخص الأطفال، حيث أشار مدير مستشفى الأمراض النفسية في غزة الدكتور عايش سمور ازدياد أعداد المراجعين للعيادات النفسية، مبينًا أن 47% من الأطفال يعانون من أعراض ما بعد الصدمة، بينما يعناني 30% من مشاكل "نكوصية وسلوكية".
وأوضح شواش أن الإعراض تختلف بين الأطفال بحسب أعمارهم ففي سن الطفولة المبكرة من 3-5 سنوات تشتمل ألأعراض على فقدان الشعور بالأمن، والبكاء وظهور "سلوك نكوصي" مثل التبول اللاإرادي، مضيفًا أما في مرحلة الطفولة المتوسطة من 6-11 سنوات قد يعاني الأطفال من مشاعر الغضب والعدوانية تجاه الآخرين، وأعراض جسدية تتمثل بالتقيؤ والصداع، بالإضافة إلى معاناة البعض منهم من اضطرات نفسية مثل القلق، والاكتئاب.
وبين شواش أنه في سن المراهقة من 12-18 سنوات، يعاني الأطفال من الصدمة وعدم تصديق ما يجري حولهم، ويظهر عليهم الخوف والقلق، كما تزعزع لديهم الثقة بالنفس، ويفقدون القدرة على اتخاذ القرارات، وغالبًا ما يتأثر مستوى التحصيل العلمي لديهم.
وعلى الصعيد الاحصائي للآثار النفسية للعدوان على غزة فقد أشار الباحث الفلسطيني الدكتور سمير قوته إلى ارتفاع بنسبة الاضطرابات حيث يعني 51% من الأطفال من أعراض ما بعد الصدمة، و42% من الاكتئاب، و46% من مشاكل بالنوم، و63% من الخوف، و37% يعانون من تبول لا إرادي ونكوص، و45% من أعراض جسمية صداع ألم البطن وفقدان الشهية بسبب الحالة النفسية.
يذكر أن المملكة الأردنية الهاشمية قد سعت بكافة طاقاتها والامكانات المتوفرة لدعم أهل غزة بدءًا من توجيهات صاحبي الجلالة الملك عبد الله والملكة رانيا المعظمين، حيث تم ارسال مستشفى ميداني الى غزة بعد العدوان يشتمل على جميع التخصصات بما فيها الطب النفسي، كما تم ارسال فريق للدعم النفسي من مرتبات الدفاع المدني ومكثوا ستة أشهرقدموا التدريب و الدعم النفسي الاجتماعيلمئات الاطفال وذويهم.