الجزائر تستعد لاستضافة حوار بين الفرقاء الليبيين بتزكية من المجتمع الدولي
المدينة نيوز:- تستعد الجزائر لاستضافة جلسات حوار بين فرقاء الأزمة الليبية لم يحدد تاريخها بعد، رغم استعدادت الدبلوماسية الجزائرية لها من خلال تحركات لكسب دعم دولي وإقليمي للمبادرة، وإعداد خارطة طريق لسير العملية.
وأعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة يوم 22 سبتمبر/ أيلول الماضي على هامش اجتماعات أعمال الدورة الـ 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك “استعداد الجزائر لاستقبال الفرقاء السياسيين الليبيين للجلوس على طاولة الحوار وينتظر أن يطلق هذا الحوار في أكتوبر/ تشرين أول المقبل بالجزائر”.
وكانت تقارير صحفية جزائرية ذكرت منذ أيام أن وفدا جزائريا يضم عدة شخصيات دبلوماسية وعلماء سيتوجه إلى ليبيا بداية الأسبوع المقبل لتسليم دعوات حضور للأطراف الليبية، التى أبدت استعدادها للمشاركة فى جلسات حوار الجزائر المقررة خلال الفترة من 15 إلى 28 أكتوبر/ تشرين أول الحالي.
غير أن مصدر جزائري مقرب من الملف، قال لوكالة الأناضول إنه “لم يحدد بعد تاريخ انطلاق الحوار بين الأشقاء في ليبيا والأمر غير مرتبط بموعد معين؛ كون الجزائر تحرص على أن يكون هذا الحوار فرصة تجمع كافة الأطراف دون إقصاء من أجل تجاوز وضع جد معقد”.
وتابع “كما أن الجزائر حريصة على إشراك أطراف فاعلة في جهودها على غرار دول جوار ليبيا وكذا الأمم المتحدة”.
وتشير معلومات مستقاة من مصادر حكومية جزائرية إلى أن “جلسات الحوار قد تتأجل إلى الشهر القادم من أجل إفساح المجال لجميع الأطراف للمشاركة في الحوار وتهيئة الظروف المناسبة لإجرائه”.
ولم تحدد السلطات الجزائرية لحد الآن موعد انطلاق هذا الحوار وسط تحركات دبلوماسية مكثفة من الجانب الجزائري سواء في الكواليس أو بشكل رسمي لتهيئة الأجواء لهذا الموعد.
من جهتها، قالت صحيفة الخبر الخاصة واسعة الانتشار في الجزائر أمس الأحد إن “خبراء جزائريين أعدوا مجموعة من المقترحات والتصورات التي ستشكل خارطة الطريق لمبادرة المصالحة الجزائرية الجامعة لإيجاد تسوية للأزمة الليبية”.
وأشارت نقلا عن مصادر وصفتها بالعليمة إلى أن “خارطة الطريق تتضمن خطوات ومقترحات يراد منها تسوية عملية لكافة المشاكل القائمة في ليبيا”.
ووفق الصحيفة تتضمن المبادرة الجزائرية “تحديد آليات لتقديم الدعم والمساعدة الدولية لليبيا، في مجال نزع السلاح وإلغاء حالة التجنيد لدى الميليشيات وإعادة الإدماج، وإحداث إصلاحات لمصالح الأمن الليبية، هذان العاملان ضروريان لترسيخ السلم ولإعادة بناء هياكل الدولة الليبية”.
وأضافت أن هناك “اقتراح تقديم دعم دولي واستشارات ومصاحبة ليبيا لإعداد دستور، كما يمكن لبعض الدول أيضا وفقا لاستعداداتها أن توفر التكوين السياسي في مجال الحوكمة الديمقراطية، لضمان تمثيل كافة الشرائح ومكونات الشعب الليبي إثنيا وقبليا في البنية السياسية الليبية الجديدة، كما يتم اقتراح منح القبائل دورا استشاريا في المرحلة الانتقالية المؤقتة التي ستمر عليها ليبيا للسماح بتقديم المشورة في عدد من المسائل، لوزنها وثقلها على المستوى الاجتماعي والسياسي وتشجيع الحوار فيما بينها مع تشجيعها على الابتعاد عن سياسات الميليشيات، والابتعاد عن أي مسعى للإقصاء والتهميش”.
وإلى جانب ذلك توصي المبادرة بـ”الدعوة إلى مبادرة مصالحة وطنية دون استثناء والذي يدعم من قبل المؤتمر الوطني العام، وهو السلطة التشريعية في ليبيا، وإعادة دمج والقبول بأعضاء قبيلة القذاذفة وغيرهم من القوى التي كانت قريبة من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي”.
كما تمت التوصية على “تأطير وتنمية المجتمع المدني الليبي كشريك استراتيجي في طريق ترقية الديمقراطية ومراعاة دور الشباب في الحياة السياسية”.
وعن الأطراف المعنية بالحوار تؤكد نفس المصادر للصحيفة أن “الحوار سيكون جامعا وشاملا، والترخيص لمجموعة عمل تابعة لمنظمة الأمم المتحدة، بتحديد قوائم قادة الميليشيات التي تشكل عائقا أمام استتباب الأمن والاستقرار في ليبيا، وهذه الخطوة ستكون لها آثار ردعية، كونها ستدفع قادة آخرين إلى مراجعة مقارباتهم ومواقفهم وتوقيف مسلسل العنف، وهذه الخطوة تتطلب تحييد بعض القوى الرافضة للحوار أو تلك المصنفة ضمن المنظمات”.
وضبطت الجزائر خارطة طريق الحوار الليبي بالتنسيق مع المجتمع الدولي وفق مصادر مطلعة، حسب الصحيفة، خصوصا دول جوار ليبيا.
واستقبل عبد القادر مساهل نائب وزير الخارجية الجزائري المكلف بالشؤون المغاربية والأفريقية الخميس الماضي بمقر الوزارة، السفيرة الأمريكية في ليبيا ديبورا جونس كمبعوثة خاصة من واشنطن وكذا المبعوث الخاص لرئيس الوزراء البريطاني من أجل ليبيا جونتان بويل إلى جانب الممثل الخاص للأمين العام الأممي في ليبيا ورئيس بعثة الدعم الأممي في ليبيا، بارناردينو ليون لبحث المبادرة الجزائرية حول ليبيا.
وفي تصريح صحفي عقب الاستقبال، قالت جونس إنها أجرت “حوارا جد مثمر وإيجابي حول مسألة تعني البلدين وهي المسألة الليبية وكيفية دعم تسوية هذه الأزمة وأن الأمر يتعلق بتسوية تكون لفائدة الليبيين أنفسهم و دول أخرى أيضا”.
من جانبه، قال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إن “الجزائر لها تصور ومعرفة ومبادرة تعد الأفضل من أجل (حل) في ليبيا وإنني متقين أن الجزائر تضطلع بدور جد هام (في تسوية) الأزمة الليبية التي تعد جد معقدة، حيث تتطلب مساهمة كافة الفاعلين الدوليين الكبار”.
من جهته، نفى وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الأحد بالقاهرة في تصريحات صحفية على هامش مشاركته في مؤتمر إعمار غزة وجود خلافات بين الجزائر ومصر حول الأزمة في ليبيا.
وجاء رد لعمامرة على تسريبات إعلامية بشأن وجود خلاف بين البلدين عطل انطلاق الحوار الليبي، وقال إن “الجزائر ومصر عضوان نشطان في إطار مجموعة الدول المجاورة لليبيا والتنسيق الجزائري المصري بشأن ليبيا قوي”.
" الاناضول"