الأردن وواقع الحال في عالمنا العربي

تم نشره الأحد 19 تشرين الأوّل / أكتوبر 2014 12:05 صباحاً
الأردن وواقع الحال في عالمنا العربي
د. فطين البداد

اذا ألقينا نظرة عامة على واقع الحال في عالمنا العربي، لحز فينا الحزن عميقا ، ذلك أن العربي يفتقر في بعض الدول إلى حق بديهي وهو حق الحياة .

في سوريا حرب ودمار وموت وكلوم لن تندمل حتى بتقادم الزمن ،

فمنذ بداية الأزمة إلى اليوم وأطفال سورية هم وقود الحرب ، أولئك الأبرياء الذين شاء قدرهم أنهم ولدوا في الزمن الخطأ، في زمنٍ طغت فيه النار على الهشيم ، والجبروت على الرحمة .

في سورية، يرغم " الأسد " الأطفال على حمل السلاح ليحولهم إلى " شبيحة " وداعش تخيرهم بين القتل أو القتال في صفوف التنظيم المتخلف .

الأطفال هم الأضعف والخاسر الأكبر ، وهم الأكثر تعرضاً للاستغلال : إما بالإنتقام أو اتخاذهم كدروع أو وسائل ضغط خبيثة .

ثلاث سنوات ونصف عمر الأزمة السورية التي بدأت ثورة سلمية تطالب بالحرية والديموقراطية ، قبل أن تدخل مرحلة " التسليح " بسبب القمع والبطش الذي مارسه النظام طوال ستة أشهر من هتاف " بدنا حرية ، الشعب السوري واحد " وما هي إلا أيام معدودات حتى استغل أعداء سورية الحال ، فتحولت البلد إلى مكان خصب للعصابات الإرهابية المتطرفة تحت تسميات مختلفة من : حزب الله إلى الميليشيات العراقية الشيعية وصولاً إلى داعش وأخواتها .

تغيب ملامح الحياة الطبيعية للسنة الرابعة عن محيا سورية وأطفالها الذين باتوا يفتقدون البراءة والحس الطفولي : فقد تشربت نفسياتهم رائحة البارود ، واعتادت أسماعهم لعلعات الرصاص ، وأصداء الإنفجارات ، لقد سُلبوا طفولتهم وتلونت أيامهم بلون الدم وألعابهم بالدخان والسواد ، وحملوا - باكراً - أفكاراً زرعت عنوة في نفوسهم وعقولهم من قبل الأطراف التي تكاتفت - جميعها - على هدف واحد : هو تدمير مستقبل سورية بتدمير أطفالها وتشويههم.

وأما اليمن " غير السعيد " في هذه الأثناء ، والذي كان من المفترض أن يحتفل الشهر الماضي وتحديداً في ٢٦ سبتمبر/ أيلول بالعيد الـ٥٢ لثورة ١٩٦٢ ، فإنه فقد توازنه وسلب عقله ويعيش مفاجآت صادمة : فها هم الحوثيون يحتلون صنعاء قبل الإحتفال بأيام ، وها هي ميليشياتهم المدربة في لبنان والمسلحة من إيران تريد أن تعود باليمن القهقرى بما يصل إلى أكثر من نصف قرن : إلى ذلك الزمن البائد والعصور المظلمة .

وأما ليبيا فقد طغت فيها لغة السلاح على كل اللغات ، وها هم الليبيون يعيشون أيامهم منقسمين ما بين برلمان طبرق والمؤتمر العام ، والقادم أدهى وأمر.

ما يجري في سورية واليمن وليبيا لا يختلف كثيراً عما يجري في فلسطين ولبنان ومصر ، قد يزيد أو ينقص ، ولكنه واقع مؤلم وبائس آلت إليه حال الشعوب العربية والإسلامية.

أما الأردن العزيز ، فقد سجل معجزة في أمنه وأمانه وسط محيط مضطرب ، ونأمل أن تعي الحكومات فيه أن لقمة الخبز غالية جدا ، وحبة الدواء لا تضاهى في زمن البطالة والفقر وانعدام الحيلة .

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات