بالصور.. جسر للمحبين في البصرة على غرار باريس
المدينة نيوز:- بادرت مجموعة من الشباب العراقيين بتحويل جسر قديم ومهمل إلى "جسر للحب"، على غرار ما هو موجود في بعض دول العالم المتحضرة التي تحترم الإنسان، مثل باريس وروما وبرلين، من أجل إشاعة ثقافة الحب والتسامح ونبذ العنف والأحقاد.
الجسر الذي وقع عليه الاختيار لم يكن يحمل اسما منذ تشييده منذ عشرات السنين، ويقع على "نهر الخورة" المتفرّع من "شط العرب" الشهير، وها هو اليوم يبدو بحلة جديدة بعد أن قام شباب بصريون يحبّون الحياة ويراهنون عليها بطلاء بدنه الصدئ "على نفقتهم الخاصة"، وتثبيت مشبّكات حديدية يمكن أن تعلّق عليها الأقفال بسهولة، كما اشتروا من مالهم الخاص أكثر من 250 قفلا لتوزيعها على العشاق والمحبين مجانا.
ولم تكن مفاجأة لهم حين هبّ لمساندتهم في ذلك عشرات البصريين بعشرات الأقفال، وكل ذلك من أجل أن يكون في البصرة وللبصرة "جسر للحب" بعد أن قطّع الإرهاب جسور القلوب بين أبناء الوطن الواحد.
بدأ الأمر بمجموعة صور التقطها شاب عراقي لجسر الفنون في باريس خلال زيارة لفرنسا، يعلق العشاق فيه أقفالا من النحاس على سور الجسر ويلقون مفاتيحها في نهر السين تعبيرا عن الارتباط برباط الحب الأبدي.
أرسل الشاب الصور إلى أصدقائه متسائلا: لم لا يكون لنا جسر في البصرة؟، فأعجب أصدقاء الشاب بالفكرة وطلبوا إذنا وحصلوا على موافقة تحويل جسر فوق ممر شط العرب المائي إلى "جسر الحب".
قال أحد الذين تبنوا فكرة الجسر،أحمد السلمي: "افتتحنا الجسر يوم الثلاثاء 17 أكتوبر/ تشرين الأول، وتوقعنا أن العدد سيكون قليلا جدا فوزعنا الأقفال التي اشتريناها مجانا يوم الافتتاحية 250 قفلا. لكننا فوجئنا بالعدد الكبير الذي كان متواجدا يوم الافتتاح حيث وصل العدد تقريبا إلى أكثر من 900 شخص كان متواجدا على هذا الجسر في يوم الافتتاح وبالتالي كان إنجاز كلش كبير في وقت قصير."
في الأيام القليلة التالية لبدء تنفيذ الفكرة في البصرة توافدت على الجسر أعداد كبيرة من الشبان والفتيات ليعلقوا أقفالا نحاسية على أسواره. وكتب بعضهم اسمه في أوراق صغيرة ربطوها بالأقفال التي ألقوا مفاتيحها في مياه شط العرب.
وقال السلمي: " وصل عدد أقفال الجسر خلال أيام قليلة من 250 قفلا إلى أكثر من 700 حاليا وهذا إنجاز كلش كبير بأنه الناس جاية (تأتي) وتضع أقفال. لكن للأسف قبل فترة تعرض هذا الجسر إلى محاولة تخريب من بعض الناس. لحد الآن ما يعرفون منو هؤلاء الناس. حاولوا يشلعون هذه الأقفال وحاولوا يشلعون هذا المشبك. ولكن حاليا الشباب أعادوا صيانته مرة ثانية وصار الجسر وسيستمر إن شاء الله."
وذكر السلمي أن فكرة الجسر لاقت اعترضات من بعض الناس في البصرة وأنه وزملاءه المنفذين للفكرة تعرضوا للكثير من المضايقات.
وقال: "نحن الفريق تعرضنا إلى ضغوط كلش كبيرة من جهات. ممكن مسميات قد تدخل ضمن مسميات حزبية وحتى مجموعات مسلحة كانت توصل لنا مسجات (رسائل) عن طريق الفيسبوك أو عن طريق موبايلاتنا الشخصية أنه هذه الفكرة محرمة وأنه أشبه بفكرة التميمة المحرمة بالدين الإسلامي".
وأضاف: "لكن كان هناك توضيح من قبل رجال الدين المعتدلين وضحوا بأن التميمة لا تقصد بها هذه الأقفال وإنما يقصد بها غايات أخرى. ولكن بصورة عامة هنالك مضايقات كبيرة من بعض الأحزاب ومن بعض الفرق السياسية الموجودة في البصرة."
ويواصل الشبان في البصرة تعليق الأقفال على الجسر رغم تراجع أعدادهم بعد الأيام التالية لبدء تفيذ الفكرة.
" وكالات "