أهو احتلال؟!
تم نشره الأربعاء 20 كانون الثّاني / يناير 2010 01:20 صباحاً
طارق مصاروة
بعشرة آلاف جندي أميركي في هايتي، يحق للرئيس شافيز أن يتساءل: أهي مساعدة لضحايا الزلزال أم احتلال؟؟.
لكن أوضاع هايتي، وقد لا يعرف الكثيرون هذه الأوضاع الاقتصادية والأمنية المزرية، فإن الأمين العام للأمم المتحدة طلب ثلاثة آلاف وخمسمائة جندي اضافي من معتمري القبعات الزرقاء.. إلى جانب زملائهم المرابطين منذ سنوات، والأميركيين.
- فالمطار الوحيد في هايتي متآكل، وضربه الزلزال وهو غير قادر على احتمال نقل اغاثي جوي ثقيل!!.
- ولا مخازن مؤهلة لتكديس مواد الاغاثة.
- والناس جوعى قبل الزلزال فكيف بعده، ولا بُدَّ من حماية مواد الاغاثة منهم، وحماية مخازنها، وطرقها والمؤسسات المشرفة فجهاز الدولة ضرب هو الآخر!!.
- والأمن مفقود قبل الزلزال، وهناك قوات للأمم المتحدة مرابطة هناك لحماية الحياة الإنسانية، ومساعدة الدولة في أداء واجباتها!!.
.. نزل عشرة آلاف جندي أميركي، وهؤلاء يحتاجون إلى ادامة تعادل تغذية شعب هايتي كله، وتعادل نفقات اقامتها ما يمكن ان تقدمه أميركا والعالم لاعمار البلد المنكوب، فكلنا يعرف طبيعة المعسكر الأميركي، والمدن السكنية الملحقة به، والP.X الذي يزودها بالآيس كريم، ومحال الهامبرجر والبيتزا، ولزوم التسلية المعروفة وأولها محطة تلفزيون تبث اربعاً وعشرين ساعة إذا لم تكن محطات!!.
العارفون بالأمر، ودارسو تاريخ المنطقة والكاريبي يقولون: إن الأميركيين نزلوا للاغاثة وسيبقون لعقود طويلة قادمة. ولعل هذا من حظ الهايتيين المساكين الذين يمكن ان يعملوا في تقديم الخدمات اللازمة للجيش الضيف». كما ان المعونات سترتفع ليكون البلد لائقاً بG.l s، ولبيان الكرم الأميركي في المدن الكبرى.. ومدن الصفيح. ففي الخمسينيات ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية كان هناك منتجعان لتسلية أغنياء أميركا: واحد سوي في كوبا حيث كازينوهات القمار، والبارات، والفنادق الملونة.. وهذه انتهت بانتصار ثورة فيدل كاسترو، اما المنتجع الثاني فكان غير سوي.. وفيه شطآن بيضاء كالثلج، وفنادق، وصبيان وشباب في خدمة الاغنياء أهل الشذوذ!!.
وقد استبدل المستثمرون هافانا وهايتي بمباذل لاس فيغاس.. وها نحن نتابع!!.