المشروع الإسلامي الذي نريد ...!!
![المشروع الإسلامي الذي نريد ...!! المشروع الإسلامي الذي نريد ...!!](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/32957.jpg)
يحاول البعض أن يسوقوا لنا عبر العديد من المقالات والدراسات المنشورة هنا وهناك فكرة أرتباط المشروع الإسلامي المنشود ببعض الدول والحركات والأحزاب وإظهارهم بانهم الممثل الشرعي والوحيد للمشروع الإسلامي المأمول على الرغم من ثبوت خلو اجندات هذه الدول والفصائل والحركات من أفكار الإسلام الحنيف ومعانيه الناصعة التي تتمثل في الاعتدال والوسطية ونبذ العنف والتطرف والتكفير المجاني.
ففي أكثر من مقال حاول بعض الكتبة ومحترفو الكلام والصياغة استخدام عبارة المشروع الإسلامي وهم بصدد تحليل الوضع الداخلي والدولي لبعض الدول او الحركات أو الأحزاب ، حيث تناول البعض الوضع الداخلي في إيران مثلاً والأحداث الدامية التي أعقبت إجراء الانتخابات الرئاسية هناك على اعتبار أن المستهدف من هذه الأحداث هو المشروع الإسلامي الذي تمثله إيران !! وسبق ان رأينا نفس هذا التحليل عندما تم وصف الإنقلاب الذي قامت به حركة حماس في غزة وكذلك سمعنا نفس هذا الكلام عند تحليل أسباب ومسببات حرب تموز لعام 2007 تلك الحرب التي دخلها حزب الله لتمرير إجندات دولية معينة والدفاع عنها كانت نتيجتها إرجاع لبنان الحبيب ثلاثين سنة إلى الوراء !! كل ذلك لمجرد تمرير فكرة مفادها أن هذه المناطق المشتعلة دائماً تمثل بصورة أو أخرى المشروع الإسلامي المنتظر والذي لهذا السبب تحارب هذه الدولة والحركات والاحزاب من كل حدب وصوب ومن الصغير والكبير في هذا العالم .
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هل فعلاً ان الدولة الإيرانية ونظامها القائم تمثل المشروع الإسلامي المنتظر والمأمول ، هل دولة أو نظام تسفك فيه دماء الابرياء لمجرد التعبير الحر والسلمي عن الرأي يمثل بالفعل المشروع الإسلامي التي ننشده ؟! هل حركة مثل حركة حماس التي خلعت عباءة المعارضة والمقاومة المشروعة من أجل أرجل كرسي الرئاسة والسلطة التي كانت بمنظور رجالها قبل الفوز بالانتخابات رجساً من عمل الشيطان فإذا بها تتحول بقدرة قادر إلى محطة جديدة من محطات المقاومة!! تمثل بالفعل النموذج الإسلامي المنشود ؟؟!! وهل حزب الله بإفكاره وطروحاته واستراتيجيته يمثل بالفعل المشروع الإسلامي النهضوي الذي نتطلع إليه ؟؟!!! هل الدخول في حرب غير متكافئة حصدت الأخضر واليابس في لبنان عمل وارد على إجندة المشروع الإسلامي الذي نأمله ، هل تدمير البنية التحتية للدولة اللبنانية وتكبيدها والشعب اللبناني المليارات من الدولارات عمل يقره ويقبله المشروع الإسلامي المنتظر؟؟!!
بالقطع الإجابة على كل هذه التساؤلات هي النفي، لا لأنني أريد أن أتبع سياسة خالف تعرف بل لان معاني الإسلام وسماحته ونصاعة أفكاره وعدالة معتقاداته ونزاهتها تناهض ما هو مشاهد ومسموع من هذه الدول والحركات والاحزاب ، فبالقطع لا يسمح المشروع الاسلامي المنشود باضطهاد الأفراد وترهيبهم لمجرد التعبير عن أرائهم ، كما لا يسمح بإصدار الفتوى تلو الفتوى لتبرير قتل الأخ في سبيل البقاء على الكرسي، ولا يسمح بالعبث والتطاول على سيادة دول الجوار ، وكذلك لا يسمح بالطبع بالإنفصال عن السلطة الشرعية داخل الدولة وتأسيس سلطة انفصالية في جزء من إجزاء الدولة الواحدة ، كما لا يسمح أيضاً بالاقتتال الداخلي وإراقة الدماء التي حرمها الله إلا بالحق ؟؟! ولا يسمح كذلك بالدخول في حرب خاسرة بالنيابة عن الآخر يكون فيها االضحية الدولة ومؤسساتها وأفرادها ؟؟!.
وعلى الرغم من أن استراتيجيتنا في الاردن تقوم على أساس عدم التدخل في شؤون الغير إلا انه لا يمكن السكوت عن أي محاولة تهدف إلى ربط المشروع الإسلامي بأي دولة أو هيئة أو حزب هو بعيد كل البعد عن أسس وركائز الدين الإسلامي الحنيف التي من أهمها الوسطية والاعتدال والمحبة والسلام وحرية التعبير والعيش الكريم.
أدعو جميع من انساهم هم الدنيا أو أشغلتهم ظروف الحياة المريرة معاني الإسلام ومفاهيمه وركائزه إلى إعادة قراءة رسالة عمان لإستيعاب المضامين الرئيسية في سماحة الإسلام واعتداله وإنصافه ، والقائمة على الوسطية في كل أمر أو شأن سواء كان هذا الشأن داخلياً يتعلق بعلاقة الدولة بشعبها ، أو خارجياً يتعلق بعلاقة الدولة مع غيرها من الدول المجاورة القائمة على حسن الجوار وعدم الاعتداء أو المساس بسيادتها الداخلية.