"الكعب العالي" بديلًا عن المهدئات..!!
المدينة نيوز:- إنكَ تسير في هذه الحياة على أية حال، مهما حدث ورغم كل ما تتوقع أن يحدث لك، أنتَ تمشي ولا يوقفك سوى الموت.
أما عن الفرق بين المشي في "الكعب العالي" و"الكعب الرياضي"، فإنكِ في الأول، تراوغين الذاكرة، وتحاولين تجزئتها على نحو متعالٍ، نعم أنت تتعالين على ذاكرتك، وكل الشوارع أخفض من أن تنظري إليها إلا إذا كانت متسخة بشكل قد يؤذي كعبيك.
تتألمين قليلًا، لكنك تكابرين أكثر، فالجميع ينظر إلى تعاليك وعينيك اللتين تبتسمان كذبًا، ولأنك تلحظين نظراتهم دون الحاجة للالتفات إليهم، تصرّين أن تمشي دون ركاكة، حتى لا يُقالَ عنك "سنة أولى كعب"! تتلقفين فتاتَ ذاكرتك ببطء عبر الأمكنة والأسماء والمارّة الذين يشبهون خيباتك العديدة، ومنهم من يحاول جرّك إلى الهاوية بترديد رقمه على مستوى سمعك، كأنما ينتظر صوتك بعد الثانية عشرة ليلًا لتتحادثا في الممنوع. لا تظنّي غير ذلك، فأي مكالمة ترتجين من رجل يلقي برقمه أمامك في الشارع العام؟! الظن بأولئك بغير السوء سوء يا عزيزتي.
والتذكر البطيء والسير الأبطأ بلا شك، سيسهم في تبريد أحاسيسك، ويعزز اللامبالاة تجاه من خذلك، بالتالي تتصالحين أسرع مع الحياة بعد أي نكسة أو إحباط قد يصيبك. لذا تستطيعين بدل شرب المهدئات أن تلبسي "الكعب العالي".
أما "الكعب الرياضي"، الذي تمرّين فيه سريعًا محاولة إظهار لياقتك في السير خفيفة على الأرض لا يهمك منها نظافتها أو اتساخها إلا إذا كان لونه أبيض، وقد تتغاضين عن ذلك إذا كان قديمًا.
تعبرين ذاكرتك بجزيئاتها المرئية بغير وضوح داخلك، وحولك، لكنك لا تجيدين التفكير بتأنٍ، حيث تتصاعد الأحداث واحدًا تلو آخر حتى ذروة صعبة، لن تهبطي منها إلا باكيةً أو غاضبة وربما تصبحين أكثر من ذلك، حاقدة!
إنه المشي وإنها الذاكرة، وإنهما خطا مثلث متساوي الساقين، مهما تباريا للوصول إلى نقطة التقائهما لن يسبق أحدهما الآخر، فأنت ذلك الضلع الذي يحافظ دومًا، على زاويتي انطلاقهما المتساويتين، كما تحددين سرعة وصولهما وفق اختياراتك، "كعب عال" أو "رياضي"!
" الفجر"