للذين صدّعوا رؤوسنا بالسلام!

تم نشره الجمعة 31st تشرين الأوّل / أكتوبر 2014 01:04 صباحاً
للذين صدّعوا رؤوسنا بالسلام!
أ.د. سالم بن أحمد سحاب

في سبتمبر الماضي وقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وقد فاض به الأمر، وطفح لديه الكيل من مناورات الحكومة الإسرائيلية بزعامة الصهيوني نيتنياهو، ومَن هم على شاكلته. ومَن هُم على شاكلته ليسوا بالقليل. إن عباس بالرغم من صبره الطويل على اليهود، واعتراضه المتكرر على معارضيه الذين حذّروه من كذب اليهود وعدائهم الشديد، وعدم تقديمهم إلاّ الفتات مقابل التنازل عن كثير من المسلّمات. فقد اعترفت منظمة التحرير بحق إسرائيل في الوجود دولة قوية ذات سيادة في حين تبخل على الفلسطينيين بدولة منزوعة من كل سلاح، واعترفت منظمة التحرير أيام الراحل عرفات بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، في حين تعمل إسرائيل على التهام القدس الشرقية، ورضيت منظمة التحرير لكلِّ إسرائيلي العيش بكرامة وحرية على أرض فلسطينية مغتصبة، في حين تبخل إسرائيل على الفلسطينيين العيش لا بنصف كرامة، ولا بربع حرية.
وقال عباس أمام الحشد الدولي الكبير: (ليس مجديًا استنساخ أساليب ثبت عقمها. ومن المستحيل العودة إلى دوامة مفاوضات تفرض إسرائيل نتائجها مقدمًا، ولا جدوى لمفاوضات لا تؤدّي لإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي التي تم احتلالها عام 1967، ولا جدوى لمفاوضات لا تلتزم بجدول زمني صارم لتحقيق هذا الهدف). وأضاف: (إسرائيل ترفض صنع السلام، وتحاول إضفاء طابع ديني على الصراع، وتكريس ذلك في المناهج الدراسية، وممارسات الاحتلال وفرض ثقافة عنصرية، وخطاب تحريض وكراهية).
وبدوري أوجّه الخطاب لكلِّ أولئك الذين صدّعوا رؤوسنا بأهمية الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع العدو المغتصب للأرض، وللكرامة، وللإنسانية! ها قد جلس عرفات، ومن بعده عباس. منذ 23 سنة كانت أوسلو، ثم أعقبتها مدريد. نعم جلسوا، وحرثوا اللؤم الصهيوني الذي سبقت إليه يهود يثرب قبل 1435 عامًا، منذ أن أهلّت أنوار محمد عليه الصلاة والسلام في ربوع المدينة.
منذ ذلك اليوم والحقد اليهودي المشبع بتعاليم الصهيونية الحديثة ينمو ويكبر ويزداد علوًّا وفجورًا. ومع ذلك يردد علينا بعض رجال الإعلام وحملة الأقلام حدوتة (السلام)، وكذبة (المفاوضات)، ومحدودية (الخيارات).
ها نحن اليوم في المربع الأول، وفي النقطة صفر. 

(المدينة 2014-10-31)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات