حصاد العام الاول الرئاسي لاوباما تراجع ونكسات وفتور..!!
في الذكرى الاولى لتنصيبه ، تلقى الرئيس الامريكي باراك اوباما ضربة مباشرة له ولحزبه الديمقراطي الذي خسر مقعداً في مجلس الشيوخ كان موقعاً ثابتاً للحزب الديمقراطي على مدى 47 عاماً وتحديداً توارثته عائلة كيندي الى حين شغوره بوفاة السناتور تيد كيندي.
وكما هو معروف فقد فاز المرشح الجمهوري سكوت براون عن ولاية ماسوتشوستس التي تعد معقلا دائما للديمقراطيين وهزم سكوت براون مرشحة الحزب الديمقراطي مارثا كوكلي التي كانت تعتبر فوزها مضموناً والى ما قبل شهر من موعد الانتخابات كانت المرشحة الديمقراطية تتقدم بـ 35 نقطة على المرشح الجمهوري لكن قبل اسبوع بدأت النتائج متقاربة جداً والفرص متساوية ، فاندفع الديمقراطيون في تعزيز حظوظ مرشحتهم التي لم تتواصل مع الناس بشكل كاف بل انها في خضم المعركة الانتخابية أخذت اجازة وقضتها خارج الولاية في الفترة من 19 كانون الاول وحتى 5 كانون الثاني،،
نجاح كوكلي بالاضافة الى اضعاف مكانة الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ هو ايضا ضربة للمشروع الذي يراهن عليه الرئيس اوباما وهو اقرار قانون متكامل للرعاية الصحية الشاملة هذا المشروع الذي تعثر يصطدم اليوم بفقدان الاكثرية الديمقراطية في المجلس وهي وصولهم قبل انتخاب كوكلي لمقعد ماسوتشوستس الى 60 مقعداً وهو ما يؤهلهم لاخذ قرار بدون مساندة جمهورية.
في تفاصيل هذا المشهد التشريعي الامريكي هنالك مجلس الشيوخ من يقترح اليوم ان يكف الرئيس اوباما عن تردده وان يقر هذا القانون في مجلس النواب والشيوخ قبل السابع من شباط موعد تنصيب كوكلي وممارستها لمهامها عمليا،، لكن في كل الاحوال فان هذه النتيجة اضعفت ادارة اوباما.
وما يعنينا هو ان الرهان على اوباما في تنفيذ وعود حكومته بانجاز تسوية في المنطقة هو رهان غير واقعي بمعزل عن بدايات التحول في خريطة مجلس الشيوخ ، والذي ازدادت مواقفه تشدداً بالنسبة للقضية الفلسطينية حيث هنالك حاليا اكثرية ساحقة جمهورية ديمقراطية متحدة تدعم اسرائيل وتمانع في ممارسة اي ضغوط عليها وتؤيد المشروع الصهيوني بتطرف يفوق تطرف اليمين الاسرائيلي في الكنيست.
لا يوجد شك ان اليمين المحافظ وقوى الضغط الصهيونية قد نجحت في توجيه رسالة صارخة للرئيس اوباما عبر مواقف عديدة وتحولات كثيرة خلال عام اسهمت في خضوعه التام وفي تراجعه عن كل طروحاته فيما يخص القضية الفلسطينية وأوضاع منطقتنا بما في ذلك اعتماد كل السياسات العدائية التي رسمتها ادارة بوش للمنطقة ومنها الحرب الوقائية والتوسع في تكريس الوجود العسكري والنزوع الدائم نحو التدخل فيما تسميه امريكا بؤر التوتر او مراكز الارهاب.
ما تغير في سياسات اوباما عن سياسات بوش الابن هو الاسلوب والخطاب الناعم وتقديم انواع مسكنات جديدة للعرب والمسلمين ، حيث بات يدرك اليوم ان حتى هامشه في اطلاق الوعود والتمنيات واطلاق الشعارات الانسانية والاخلاقية بات هامشاً محدوداً وفي كل يوم جديد تضيف عليه الصهيونية،،
فما كان يطرح من قبله يوم 20 كانون الثاني 2009 الى يوم تنصيبه لم يعد قادرا حتى على ترديده اليوم.