استثناء منابع الخلافات والأفكار التي تثير الفتنة أساس مواجهة الفكر التكفيري

المدينة نيوز:- أكدت فاعليات أكاديمية واجتماعية ضرورة وضع تصور شامل لمواجهة فكر التكفير والقتل والاستباحة لمجرد المخالفة في التوجه والرأي الفقهي، أو الطائفة والمذهب، أو الإثنية العرقية.
وقال عميد كلية العلوم والآداب في جامعة العلوم الإسلامية ونائب مدير مركز دراسات الوسطية الدكتور خالد الجبر إن لدى الأردنيين ثقافة دينية تحض على التسامح والمحبة وتساعدهم على تحصين المجتمع من التطرف واقصاء الآخر وخاصة أن ظواهر التطرف والاقصاء والعزل نادرة في هذا المجتمع لكن امتداد الفتنة حولهم يحدث صدعا في المجتمع، واصطفافات واستقطابات في بعض الاحيان .
وأوضح أن "رسالة عمّان"، ومبادرة "كلمة سواء" تصور يشمل مزيدا من الانفتاحِ الداخلي على المكونات الاجتماعية للمجتمعِ الأردني، وتشجيع الحوار والتواصل والفعاليات المشتركة فيما بينها، وتوسيع دائرةِ مشاركتها في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
وأكد أن استثناء منابع الخلافات، وأية أفكار تثير الفتنة أساس مواجهة هذا الفكر التكفيري الحامل لثقافة الموت.
وبين أن الجرعة التي نجدها في وسائل الإعلام المحلية غير كافية لمواجهة هذا الفكر المتطرف الذي تروجه وسائل إعلام خارجية، وتنفق على إشاعته أموال طائلة، فضلاً عما ينفق على تسليحه داعيا إلى ضرورة أن تسخر المؤسسات الثقافية والأكاديمية والتربوية جهودها للوقوف صدا منيعا في وجه هذا الفكر، وبث روح التنوير والأمل والايجابية.
ودعا إلى تأسيس حياة فضلى قيميا وخلقيا تتمثل مطالب العدل والحق والمساواة، وتخفيف مظاهر الفقر والبطالة ، إضافة إلى تبني الفكر الإيجابي الوسطي الاعتدالي الذي لا يقصي أحدا، وينتهج الحجة والإقناع والحكمة والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة والدفع بالتي هي أحسن .
وأشار إلى أهمية دور المسجد والكنيسة، ودور العلم والمؤسسات التعليمية والتربوية ومراكز البحوث والدراسات في التصدي للفكر المتطرف .
ودعا الدكتور الجبر مديرية التوجيه المعنوي إلى التعاون مع المؤسسات الأهلية من خلال الزيارات الميدانيةَ للفرق العسكرية، واللقاءات في الجامعات والكليات والمؤسسات المدنية لشرحِ الموقفِ بصورة واضحة، وتخصيصِ برامجِ إعلامية لبث التوعية والإعلاء من الروحِ المعنوية ، كما دعا المواطنين إلى رفض الإشاعات، والتّدقيق فيما يبثّ إعلاميّا للتوثق منه، ووقف مظاهر استعمال السلاحِ في المناسبات الخاصة كالأفراحِ والنجاحِ.
أما نائب عميد كلية المال والأعمال في جامعة آل البيت ورئيس جمعية شمس البادية الشمالية التعاونية الدكتور تركي مجحم الفواز، فيرى أن المواطن الأردني يثق بقدرة واحترافية منتسبي القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية بالتعامل مع هذه التنظيمات والمحافظة على الأمن الوطني انطلاقا من أن الجيش مدرب تدريب احترافي ومسلح بأحدث الأسلحة ويمتلك عقيدة وطنية منتمية للأردن وشعبه، و قادر على حماية الحدود من أي اعتداء سواء كان العدو جيشا أو قوات غير نظامية .
وأوضح أن أفراد المجتمع يعيشون تعبئة داخلية ولديهم اقتناع أن الجيش الأردني سيهزم كل من يحاول الاعتداء على الأردن مؤكدا أن قوة الأردن تنبع من وعي أفراده وانتمائهم للأردن وقيادته وشعورهم بالمسؤولية الوطنية بضرورة المحافظة على المكتسبات الوطنية التي تحققت بسواعد الأردنيين.
ودعا منظمات المجتمع المدني وأحزابه الفاعلة إلى توعية الشباب بمخاطر هذا الفكر الإرهابي وتوحيد جهود القوى السياسية والمجتمعية من خلال زرع قيم الأخلاق والإخلاص والأمانة التي تعزز المواطنة والانتماء وتجعل الجميع شركاء في الدفاع عن استقرار وأمن الأردن داعيا إلى الالتفاف حول الجيش والقيادة .
ودعا نائب رئيس اتحاد جمعيات العاصمة رئيس جمعية أبو علندا للتنمية الاجتماعية عبدالاله الحنيطي المواطنين إلى نشر الوعي والفكر والثقافة لدى المجتمع وضرورة أن يعي خطورة الارهاب والمنظمات التكفيرية والسموم التي تبثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي الى غالبية الشباب خاصة العاطلين عن العمل .
وأضاف أن للاردن دور محوري في محاربة التطرف خاصة أنه من اكثر الدول المعرضة لتداعياته مبينا أن الحرب على الارهاب تشكل اولوية وطنية للأردن في ظل ادراكه بأنه ليس بمنأى عما يجري في المنطقة من تداعيات تهدد أمنه الوطني .
وأشار إلى أن مشاركة الأردن في التحالف الدولي لمحاربة التطرف والارهاب تحمل رؤية استراتيجية لفهم ما يجري في المنطقة ولعدم امكانية قبول تكرار النسخ الاقليمية على الساحة الوطنية مؤكدا أن التراب الاردني سيحرق كل من يحاول النيل من قدسيته ورسالة التسامح والاعتدال التي تعبر عن الاسلام الحنيف التي ينتهجها الأردن .
(بترا)