د.سعيد ذياب: الحل يكمن في استعادة اليسار العربي لرؤيته وخطابه الثوري
المدينة نيوز :- أقامت دائرة الإعلام لحزب الوحدة الشعبية يوم أمس الاثنين 3/11/2014 ندوة بعنوان المخاطر التي تتعرض لها المنطقة ودور حركة التحرر العربية، تحدث فيها الدكتور موفق محادين رئيس رابطة الكتاب الأردنيين والدكتور سعيد ذياب الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية بحضور حزبي وشبابي، ونخبة من المثقفين، وذلك في مقر الحزب.
وقدم الندوة الرفيق هشام علقم عضو اللجنة المركزية للحزب وعضو دائرة الإعلام.
وقدّم رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين الدكتور موفق محادين مداخلة أكد فيها أن الأمة العربية تعيش الآن في زمن يمكن أن نطلق عليه زمن هزيمة وعجز وفقدان للأمل في ظل السيناريو الدموي الذي تديره الولايات المتحدة الأمريكية والقوات الأطلسية والصهيونية وأدواتها من الرجعية العربية.
واستعرض الدكتور موفق محادين، المراحل السياسية التاريخية التي عاشتها الأمة، وتناول نقطة التحول التي عصفت بالأمة وهي معاهدة سايكس بيكو، فقد شكلت وفق محادين مفهوم الدولة القطرية.
وقال رئيس رابطة الكتاب الأردنيين: "الشكل الجديد الذي تعيشه الأمة الآن هو تقسيم ما قسمته سايكس بيكو الى كانتونات طائفية". وأضاف :" نحن أمام شكل من أشكال ما سمّاه الروائي أمين معلوف الهويات القاتلة، حيث كانت الهوية القاتلة وقت سايكس بيكو هي الإقليمية، أمّا اليوم فالهوية القاتلة هي الطائفية".
ويرى الدكتور موفق محادين بأن الحل في ظل رواسب ما أنتجته سايكس بيكو من هويات قاتلة من إقليمية وطائفية يكمن في مشروع مقاومة حقيقي يكون على عاتقه إعادة إنتاج الهوية القومية الحقيقية.
وأضاف محادين:" استعادة الخطاب القومي العروبي الحقيقي واستعادة الهوية القومية، وإعادة الاعتبار لثقافة المقاومة، وإقامة نسيج جدلي بين خطاب المقاومة والخطاب القومي في محاولة لإطلاق جبهة شعبية عربية اشتراكية علمانية، تتحرك اجتماعيا وثقافية وسياسيا من أجل التحرر الوطني؛ هو طريقنا لمواجهة ما تعيشه الأمة".
وقدّم الدكتور سعيد ذياب مداخلة أكد فيها على أن الهوية العربية تشهد جهداً كبيراً يعمل على تفسيخها، والمشاريع الأمريكية من الشرق الأوسط الجديد وغيرها من المشاريع ساهمت في تفسيخ هذه الهوية، واستعرض ذياب الوضع التي تعيشه الأمة في التناحر بين الإقليمية والطائفية وزيادة أعداد الفقر والبطالة وقلة الخدمات الصحية والتعليمية المقدّمة للشعوب.
وقال الدكتور سعيد ذياب بأن الأمّة تعيش عملية تحويل صراع وهو من الصراع العربي الصهيوني الى صراع مذهبي وطائفي، وأضاف: "الشيء اللافت للنظر هي أن مؤسسات الأمة مثل الجيوش يمارس عليها عملية تخريب واضحة في تغيير عقيدتها وخلق حالة من التباعد بينها وبين الشعوب العربية، وتسميتها من خلال الإعلام عبر جيش النظام هو أكبر دليل على هذا التخريب".
هذا وتطرّق الدكتور سعيد ذياب الى الأزمة التي يعيشها اليسار والقوى القومية، حيث قال: " اليسار العربي والقوى القومية لا تقوم بالدور المطلوب منها، حيث يعيش اليسار العربي حالة انكفاء واستدارة في خطابه الثوري التغييري والصراع الطبقي وأصبح يتبنّي الخطاب الليبرالي". وأكّد على أن هذا الوضع الذي وصل إليه أفقده القدرة على التأثير والتغيير في الواقع العربي.
ويرى الدكتور سعيد ذياب أن الأمة الان تعيش ثلاث تحديات أساسية وهي احتلال فلسطين، والنفوذ المتسع للقوى الغربية في الوطن العربي، والأخيرة مواجهة الإرهاب. ورأى بأن الحل يكمن في استعادة اليسار العربي لرؤيته وخطابه الثوري الطبقي، والى إعادة القضية الفلسطينية لعمقها العربي كبوصلة كونها القضية المركزية، والحاجة الى رؤية فكرية تقدمها الأحزاب اليسارية والقومية والمثقفين العرب لمواجهة هذه المرحلة.