الولاء لا يقبل القسمة
![الولاء لا يقبل القسمة الولاء لا يقبل القسمة](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/33324.jpg)
الولاء في اللغة اسم مصدر مشتق من كلمة الولاية ومعناه النصرة والحماية والاتباع، له على الصعيد الشرعي منزلة عظيمة حيث يعتبر بمثابة قاعدة من قواعد الدين وأصل من أصول الإيمان والعقيدة ، فلا يصح إيمان شخص بدونهما، فيجب على المرء المسلم أن يوالي في الله ويحب في الله ويعادي في الله ، فيوالي أولياء الله ويحبهم، ويعادي أعداء الله ويتبرأ منهم ويبغضهم ، قال صلى الله عليه وسلم: ( أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله ).
والولاء على الصعيد السياسي والقانوني له أيضاً منزلة عظيمة حيث يعتبر بمثابة قاعدة من قواعد رابطة الجنسية والتي يعبر عنها بالمواطنة الصالحة والتي تتضمن معاني محبة الدولة ونصرتها واتباع احكامها واحترام هيبتها والحرص على مصالحها وسيادتها وعدم العبث بأمنها واستقرارها الداخلي والخارجي على حد سواء.
فمن أحب دولته وأبغض من يعاديها وكانت نصرته لدولته وكان متبعاً وخاضعاً بإرادته الطوعية لأحكامها وتشريعاتها المختلفة ومحترماً لهيبتها ومحافظاً عليها وحريصاً على مصالحها وسيادتها وكل من لا يعبث سواء بالاصالة عن نفسه او بالنيابة عن غيره !! بأمن دولته الداخلي أو الخارجي، يكون ذا ولاء وإنتماء لها والعكس دون أدنى شك صحيح.
على ضوء ما تقدم يمكننا الاعتقاد بأن الولاء لا يمكن قسمته على أكثر من دولة كونه يشكل الحبل السري الذي يربط بين الفرد ودولته، ومن هنا نعتقد ايضاً بأن الولاء يجب أن يكون مناط منح الجنسية وما يتبعها من حماية وأمن وحقوق أساسية، فمن يثبت بحقه عدم ولائه لدولته وعدم انتمائه لها لا يكون جديراً بجنسيتها ولا بحمايتها ولا بأمنها ولا بمنحه الحد الأدنى من الحقوق والامتيازات الاساسية ، فالجنسية ليست مجرد أداة لتوزيع سكان الدولة سياسياً والتفريق بين المواطن المقيم والأجنبي المقيم فقط ، بل نراها أكبر من ذلك بكثير فهي أدارة لقياس مدى الانتماء لدولة معينة ومحبتها وتفضيلها على النفس حيناً والتضحية من أجلها بالغالي والنفيس أحياناً اخرى.
من هنا كنا ولا نزال ندعو مشرعنا الأردني إلى ضرورة التوسع بعض الشيء في مفهومه للولاء كركن أساسي من اسس منح الجنسية وعدم اقتصار مفهوم عدم الولاء لديه على مجرد الإنخراط في خدمة عسكرية و/او مدنية لدى دولة أجنبية أو أية دولة أخرى دون الحصول على ترخيص أو إذن من مجلس الوزراء ، أو الانخراط في دولة معادية أو أتيان أو محاولة أتيان إي عمل يعد خطراً على أمن الدولة وسلامتها، بل يجب أن يشمل إنعدام الولاء للدولة بالاضافة إلى ما تقدم الانتماء روحياً وعقلياً ونفسياً لأجندات دولة اخرى والولاء والخضوع الايدولوجي لأوامرها وطلباتها، من هذه الزاوية فقط استطيع تدبر قوله عز وجل ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون )ومن هذه الزاوية أيضاً أفهم واستوعب عبارة "الأردن اولاً " التي يجب أن لا تكون مجرد شعار نرفعه ونتغنى به فقط بل يجب بالاضافة إلى ذلك أن تصبح بمثابة استراتيجية تربوية وتعليمية وإعلامية.
إن الولاء ركن من أركان رابطة الجنسية بين الفرد ودولته، وهو أيضاً سبباً من أسباب شمول هذا الفرد بحماية دولته وصونه واحترام ملكيته وضمان أمنه الاجتماعي والمجتمعي ، وعلى هذا الفرد أن يبرهن دائماً على وجود هذا الولاء وفق أقصى طاقاته وإمكانياته ومن اهمها المحافظة على امنها وعدم السماح لأي كان بالمساس بها أو باستقرارها والخضوع لأحكامها وتشريعاتها واحترم نظامها السياسي وشعاراتها وعلمها ورموزها ومؤسساتها دون المساس بحقه الاصيل في التعبير عن رأيه ومعتقداته السياسية أو الدينية أو الفكرية في إطار القانون، فالولاء لا يعني عدم وجود تيار معارض ،فالمعارضة ظاهرة صحية شريطة أن تكون وطنية العناصر والأهداف والتمويل والأفكار وان لا تكون وسيلة لبث الفرقة والتحريض ضد الدولة لأن الخطر الداهم على الوطن لا يتمثل في ذلك العدو المترصد به خارج الحدود بل يتمثل في ذلك العدو القابع بين ثناياه والجالس بين صفوف مواطنيه.
Kiswani69@hotmail.com