العرض المسرحي العماني "زهرة الحكاية" يعلق في السرديات المكرورة والمطولة

تم نشره الإثنين 17 تشرين الثّاني / نوفمبر 2014 10:42 مساءً
العرض المسرحي العماني "زهرة الحكاية" يعلق في السرديات المكرورة والمطولة
من العرض المسرحي

المدينة نيوز - علق العرض المسرحي العماني "زهرة الحكاية" للمخرج يوسف البلوشي، في الديالوجات والمنولوجات السردية المطولة والمكرورة في معظم مشاهده رغم توفره على جماليات سينوغرافية في بعض لوحاته ومشاهده.

يستهل العرض المسرحي الميلودرامي الذي الف نصه عباس الحايك والذي اقترب من منطقتي المسرحي السويدي هنريك ابسن والمسرح الواقعي في تحديد المكان والزمان، مشاهدة ظلال خمس شخصيات من المجاميع مع انعكاس اضاءة سفلية صفراء وحمراء من خلفية ستارة شفافة في عمق خلفية المسرح بمصاحبة غناء وعزف ايقاعي على آلة الدف من الموروث العماني ليدخلوا الى خشبة المسرح فيما تتموضع في منتصفها حمالة او ستاند من قطعتين على شكل قضبان تجلس خلفهما فتاة صلعاء فيما يسود مختلف ارجاء المسرح شبه تعتيم ، لتخرج المجاميع بعد اداء اللوحة وتتغير الاضاءة المسلطة على الفتاة التي تضم بين يديها دمية من الاصفر الى الازرق فيما هي تدخل في مونولوج مطول حول نفسها ومتى ستصبح

عروسا .

العرض المسرحي الذي عرض مساء أمس على مسرح هاني صنوبر في المركز الثقافي الملكي ضمن مهرجان المسرح الاردني 21 يتحدث عن احدى قضايا المرأة والنظرة الدونية لها والتي لا تقيمها كانسان وانما من خلال مواصفاتها الشكلية والخارجية ، إذ شخصية العرض الرئيسة "زهرة" والتي تؤديها وفاء البلوشي، فتاة تعيش مع اهلها في قرية وتتعرض لمرض مجهول يعمل على تساقط شعرها وجعلها صلعاء وهنا دلالة او ترميز عن اي شيء شكلي او حتى معنوي قد يعتقده الناس مثلبة في حق اي انثى، ومن هنا وفي ظل موروثات مجتمعية بالية يعتقد اهلها ومعهم اهل القرية انها تعرضت للعنة ما فيحبسها اهلها منذ الصغر في البيت فيما هي تحدد نفسها وتحبسها داخل قفص يمثل سورا لها يحصنها من المجتمع ولا تراه غريبا عن جدران البيت التي تحيط بها وذهنية اهلها ومجتمع القرية الرافض، فتحيله الى جزء من جسدها فتارة يكون عشيق الطفولة (علي) الذي سيقترن قريبا باحدى اقرب صديقات طفولتها (ليلى) وتراه في احلام القيلولة زوجا لها تزف اليه ويدخل لها، وتوظفه حينا اخر متراسا يحميها من اهلها الذين يتكالبون عليها لمنعها من الهرب، الحكاية هي اذا تلك النظرة الدونية للأنثى حتى من اقرب الناس لها .

النص المنطوق للعرض الذي جاء بالفصحى بشكل يسّر فهم الجمل الا ان صوت شخصية زهرة كان يغيب احيانا في بعض اللوحات والمشاهد، علاوة على الاطالة والجمل المكرورة في الديالوجات والمنولوجات التي كان بالإمكان الاستغناء عن كثير منها لاسيما ان الثيمة التقطت لدى المتلقي من الجمل الاولى حتى لو كانت رؤية المخرج في هذا الصدد العمل على تكثيف التذكير بما تعانيه الانثى من اضطهاد ونظرة دونية، فيما جاء النص غير المنطوق من علامات بصرية معبرة عن مشاهد العرض والانتقال من لوحة الى اخرى .

وفق المخرج وفق المخرج في توظيف خيال الظل كعلامات سينوغرافية في استحضار ذاكرة "زهرة" والذي لعب دورا كبيرا في لوحات "الفلاش باك" والحاضر معا، لاسيما حين تستذكر شخصية زهرة طفولتها وبعض المواقف التي كان والدها يقمعها عليها رغم انها كانت طفلة ومنها الرقص احتفالا بالاعراس والذي كان يعتبره عيبا وامرا مشينا لفتاة، علاوة على استخدامه انعكاس ظلين على السيكوراما في عمق الخشبة للشخصية الرئيسة "زهرة" معبرا عن حالة التشظي التي تعيشها إضافة لتوظيفه كفضاء آخر خارج الغرفة او المكان الذي تتواجد فيه "زهرة"، علاوة على المؤثرات الصوتية والموسيقية التي جاءت مزج بين الموسيقية الحية والمسجلة.

وفق المخرج في توظيف عناصر السينوغرافيا الاخرى لاسيما الاضاءة التي جاءت متغيرة (حمراء، زرقاء، صفراء، وبيضاء) ومتسقة ومتحركة بحسب لوحات ومشاهد العرض، فيما عبرت الملابس والاكسسوارات والمكياج المرافق ومنها ملابس والشكل الخارجي للمجاميع عن طبيعة الزمان والمكان بحسب البيئة العمانية وكذلك ملابس شخصيات والديها وشقيقها احمد علاوة على اضفاء حالة الصلع على الشخصية الرئيسة وشحوبة اللون الذي يعبر عن السقم بشكليه المرضي والنفسي الاداء جاء متماسكا لمعظم شخصيات العمل لا سيما تناغم خروجهم ودخولهم الذي كان يتمّ بطريقة تلقائية وسلسة ، الا ان الشخصية الرئيسة زهرة تميزت باتقانها الانتقال بالاداء الصوتي في ديالوجها مع زهرة الطفلة وتقمصها لطفولتها وشخصيتها الحالية وامها في ذات الوقت .

ويختتم العرض مشاهده بأجمل لوحاته حين تسقط زهرة في منتصف عمق الخشبة نحو الستارة الشفافة وهي تسعى للخروج من البيت والهروب تجاه عرس صديقتها ليلى بعد ان ارداها والدها قتيلة لتسلط اضاءة علوية بيضاء في ظل اضاءة حمراء وبمصاحبة الدخان وفي ذات الان الذي يطل فيه المجامع كاشباح من خلف الستارة لحملها على حمالة تظهر شجرة تتلالا من شدة الاضاء الناصعة في موقع سقوطها فيما ترتفع الاذرع بالحمالة وترتفع معها قامة زهرة عليها وتنهض لتمثل شكل دمية تدور حول نفسها فيما تتساقط قطع بيضاء كالثلج من اعلى الخشبة على هذه المشهدية لتعبر عن اعتلاء روح زهرها وطهارتها وتجذر شجرة بما تحمله من مدلولات في مكان مقتلها.

شارك في العرض مشعل العويسي (الاب) زينب البلوشي (الام) عيسى الصبحي (احمد) .

--(بترا)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات