مسرحية "الحصالة" الاماراتية طرح آخر للتسلط الذكوري على الانثى

تم نشره الأربعاء 19 تشرين الثّاني / نوفمبر 2014 10:52 مساءً
مسرحية "الحصالة" الاماراتية طرح آخر للتسلط الذكوري على الانثى
من المسرحية

المدينة نيوز- قدم العرض المسرحي الاماراتي "الحصالة" مساء الثلاثاء على مسرح محمود ابو غريب في المركز الثقافي الملكي وضمن فعاليات مهرجان المسرح الاردني21 ، طرحا اخر ضمن سياقات قضايا المرأة والتسلط الذكوري على الانثى ووضعية المرأة في المجتمعات العربية والتي كانت سمة دورة هذا المهرجان.
العرض المسرحي الذي ظهر بسيطا في ديكوره واتكأ على المدرسة الواقعية باسلوبية التراجوكوميديا يستهل مشاهده بظهور شخصيتي العرض يتموضعان في تواز على طرفي مقدمة الخشبة في ظل اضاءة عامودية بيضاء مسلطة عليهما وتعتيم كامل في المسرح محملا بمضامين ظلمات الحكاية،
فيما مسافة ليست بالقصيرة بينهما تشي الى التباعد العاطفي الذي يفصلهما وهو اعلان مبكر عن ثيمة العرض في بنائها الخارجي والتي تحكي قصة فتاة تعيش مع والدها العجوز والطيان السابق الذي يبقيها حبيسة البيت العتيق البائس لتقوم على خدمته، رافضا منها الخروج الى الدنيا وتحقيق احلامها بالزواج وانشاء اسرة او حتى ان تطاوعه في بيع الارض والبيت والتمتع بثمنهما الذي يساوي الكثير والانتقال الى شقة اكثر حداثة، فيما تعبر في بنائها الداخلي عن التحول الاجتماعي الاقتصادي الذي اصاب العديد من مجتمعات دول الخليج العربي من حيث ارتفاع ثمن الاراضي في مواجهة الزحف العمراني والتطور الذي تشهده ومردود ذلك على المواطنين البسطاء باحداث نقلة نوعية في معيشتهم من خلال بيع ما يمتلكون من اراض وبيوتات قديمة في سياق ذلك، والاشارة الى بعض التداعيات الاجتماعية السلبية لذلك من انانية ونكران وعدم وفاء لا سيما اللوحة التي ادتها الابنة حالمة، بانها تعيش في ثراء ورخاء وعن الزوج الذي تتركه حال اذا لم يطعها.
تكشف "الحصالة" منذ المشهد الاول عن بساطة السينوغرافيا والديكور الذي كان عبارة عن صندوق كبير يتدلى من اعلى المسرح الى منتصف الخشبة مرتفعا عنها بمسافة تتجاوز المتر والنصف مثلت الحصالة التي كان يكنز الاب فيها مدخراته فيما ابته لا تعلم بأمر تلك المدخرات التي يخبرها عنها حال اصرارها في الثلث الاخير من العرض على ان تغادر وتتركه وحيدا، وصندوق آخر أصغر حجما وظف معظم الوقت باعتباره مقعدا للجلوس.
وفق المخرج والمؤلف محمد صالح بتوظيف تقنيات الممثلين العالية، مرعي الحليان(الاب) وسميرة الوهيبي(الابنة) واللذين قدما اداءً منسجما ومتميزا بإيصال المضامين والرسائل التي حملاها العرض والتي لم تبتعد عن بعض الاسقاطات السياسية في بعض اللوحات، لاسيما على لسان شخصية الاب، وتجلت من خلال الاداء الحركي الايمائي المعبر علاوة على تعابير الوجه، واستخدام الاضاءة وتوظيفها لخلق فضاءات مختلفة بحسب سياقات اللوحات والمشاهد لتحمل في طياتها مستويات متعددة من المحمولات والمضامين، وخصوصا لاسيما فيما يتعلق بالتعتيم وشبه التعتيم المطبق على العرض ومآلاته الظلامية وخلق تكوينات بأجساد الممثلين مع قطعتي الديكور، والذي كسرت حدته تلك الفكاهات الخفيفة التي كان يطلقها الفنان المميز مرعي الحليان في ادائه لشخصية الاب العجوز.
النص المنطوق الذي جاء باللهجة الاماراتية المحكية بشكل مونولوجات جسدت البوح المكنون في داخل كل شخصية والذي يعكس حجم معاناتها اضافة الى الديالوجات التي جاءت تعبر عن عمق الثيمة وسبر ذوات الشخصيتين ومخاوفهما لاسيما خلال جدالهما وتشاجرهما وتصالحهما على امتداد لوحات ومشاهد العرض، فيما عبرت عناصر السينوغرافيا من إضاءة التي جاءت متحركة وتوظيفها لخلق الفضاءات المطلوبة عن محمولات اللوحات وتداعياتها خصوصا في لوحة خروج الفتاة من البيت ولحاق والدها بها طالبا منها عدم الرحيل، في تشكيل مستطيل قلبه معتم فيما اضلاعه مضاءة تسير فيها شخصياتا العرض، في حين جاءت الملابس التي لونها اقرب الى لون الطين (البني الفاتح) تجسيد حقيقي لمهنة الاب وللحياة البائسة الممرغة بالطين أما اكسسوارات العرض التي جسدتها قطع النقود المعدنية التي عبرت بوضوح عن مدلولاتها من ثراء والحبل الذي مثل قيدا من الاعراف للاب والتابوهات للابنة التي ما تفتأ ان تسقط شخصية سندريلا على نفسها وما يجسده ذلك من تداعيات المعاناة الاجتماعية.
يختتم العرض مشاهده بعبارة "خلو حذاء سندريلا عندكم انا طين ابوي عندي" على لسان الابنة، في اشارة واضحة الى قيمة الارض والانتماء اليها والتجذر بها رغم ما قد يواجهه الفرد من حالات ضعف واغراءات.
(بترا)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات