الكتاب المصريون ودور الرعاية الاجتماعية
قرأت منذ أيام قليلة تصريحاً في إحدى الجرائد القومية عن سيادة وزير الثقافة د جابر عصفور عن منعه للاستثناء في منح منح التفرغ لأنها للإبداع فقط وليست دارا للرعاية الاجتماعية ..
لم أدرك كيف يمكن أن يتحدث الوزير عنا نحن الكتاب بتلك الطريقة المهينة وكأن من يحتاج إلى تلك المنحة هو شحاذ يمد يده لسيادة الوزير فينهره بقسوة بحجة أن الوزارة ليست داراً للرعاية الاجتماعية ..
ماذا تفعل وزارة الثقافة للمبدعين وماذا تقدم لهم؟ هناك الآلاف من الكتاب الذين يحتاجون لدعم الوزارة ولا يجدون من يمد يده إليهم سواء في نشر أعمالهم أو تسليط الضوء عليها فيقعون فريسة لبعض دور النشر التي تستغل ذلك للأسف..
لا أحد ينكر مدى عجز الوزارة وترهلها وضياع دور الشباب الواعد بها ولا سيطرة الشللية والمصالح على هيئاتها وجوائزها وليس أمام سيادة الوزير حلاً أمام كل تلك النوائب سوى منع بضع جنيهات عن الكتاب الذين يحتاجون إلى وقت ومبلغ حقير يقتاتون منه ويطعمون أبنائهم مقابل تقديم عمل إبداعي يستحق..
كان الوزير السابق فاروق حسني يمنح منح التفرغ لكل من احتاج تكريما لعقله وجهده واحتراما لكرامته والآن وبعد ثورتين لم نجد ممن يتغنون بأهمية القوى الناعمة سوى التعامل مع المبدعين بشكل لا يليق ..
المؤسسات الثقافية في مصر لا تحتاج ثورة ولا عشر ثورات هي تحتاج في الواقع إلى الإزالة الكاملة، كما تفعل الحكومة مع المباني المخالفة والتي تفجرها بالديناميت عليها أن تتخلص من ذلك الكيان الفاشل المسمي ظلما بوزارة الثقافة والتي تنفق مليارات الجنيهات بلا فائدة حقيقة للمبدعين ولا للشعب الذي تفشت به آفات التحرش والإدمان والعنف وغيرها..
منذ بضعة سنوات منح حاكم الشارقة حفظه الله منحة لاتحاد الكتاب لعلاج الكتاب المرضى ،لم يفعلها رئيس الحكومة المصرية والتي يرفع الكتاب المصريين رأسها في كل المحافل الثقافية .
من يرعى المبدعين إذا تخلت عنهم أوطانهم؟ من يمد لهم يد العون حين يتنكر لهم الزمن، هل سنظل طوال حياتنا نستجدي الدولة حتى تمنحنا حياة نستحقها؟ لا نريد حياة كريمة إنما نريد أن نعيش بكرامة ونتفرغ لإبداعاتنا التي ترفع رأس مصر عالياً ولن يحدث ذلك طالما يعامل المبدع الفقير معاملة الشحاذ.
سيادة الرئيس: لن ترتفع دولة تحتقر مبدعيها وتهينهم وتسخر من فقرائهم أبداً مهما ارتفع هدير المصانع ..
سيادة الوزير حينما يطلب مبدع منحة التفرغ فذلك يعني أنه يفزع إلى الدولة التي يربي بكتاباته عقول أبنائها ولا يطلب إحسانا من رصيد سيادتك الخاص..