الملك المنجز والملهم

تم نشره الجمعة 29 كانون الثّاني / يناير 2010 05:25 مساءً
الملك المنجز والملهم
د. نصير شاهر الحمود

يصادف السبت عيد مولد أبو الحسين، وهو اليوم الذي نسعى فيه للمباركة وإلقاء الضوء على منجزات سيد البلاد على صعيد سائر القطاعات لا سيما الشأن الاقتصادي منها.

فقد حمل جلالته على عاتقه منذ توليه العرش، تحويل البلاد إلى محج حراك اقتصادي يُحاكي القدرات العلمية والفنية المرموقة للأردنيين ويدغدغ مشاعر المستثمرين الأجانب في الوفود إلى بلد تتوافر لديه أعلى نسب التعليم الإقليمية، فضلاً عن قدراته على التعامل مع مختلف مظاهر التطور التكنولوجي والفني والمعارف الجديدة.

وقد استند جلالته في هذا الشأن إلى ثقته العالية بأبنائه القادرين على التغلب على مقدرات الطبيعة المحدودة، من خلال فهمهم العميق لتوجيهاته ورؤاه فضلاً عن تجارب دول أخرى قد تكون اليابان أبرز أمثلتها، وما قد يترتب على ذلك من تحويل مدخلات اقتصادية متاحة إلى منتج أو سلعة أو خدمة ذات قدرات تنافسية عالية من شأنها النفاذ إلى أسواق باتت مشرعة أبوابها لمن يستطيع فرض تميزه.

كان رهان جلالته في مكانه ، إذ لم يخيب الأردنيون ظنه بهم ، لكن دور جلالته لم يقتصر على تعزيز هؤلاء نفسياً ومعنوياً بل كان على رأس المروجين لقدرات أبنائه ، حين حمل معه الهم الاقتصادي وجال به حول العالم الذي بات يدرك مدى الإمكانيات الفردية والجماعية التي يحظى بها الوطن وأبنائه، وقد مثّل حضوره المتميز في المؤتمرات والمحافل الاقتصادية الدولية وآخرها "دافوس" وقدرته على سلب الباب المتابعين لجزالة خطاباته، دوراً يفوق تلك المليارات التي تنفقها دول لترويج نشاطها الاستثماري مع تركيزه الدؤوب على القدرات والأمل والتزاوج بينهما.

مع مرور سبع وأربعين عاماً من سنوات عطاء سيدي و أحد عشر عاماً من حكمه، نجد زيادة متواترة في مساعي جلالته لتعظيم مصادر قوى أبنائه، فقد كان الأكثر قدرة بين نظرائه على إعادة صياغة نظام يضمن تحويل شح مدخلات لجزالة في المنتج، ليُضحي الأردني متميزاً في طبه وتعليمه وتجارته، من دون أن يقلل ذلك من مقدار تشبثه بأصالة تدعو للتمسك بالفضائل ونبذ ما دون ذلك.

قد يقول قائل إن الأزمة المالية العالمية فرضت واقعاً صعباً على الاقتصاد الأردني، لكن الأخير ظل رغم ذلك سليماً من حيث مقدار ضبط إيقاعه للمؤشرات المصرفية ومقدار الدين إزاء الناتج المحلي، ولم ينزلق في أتون تحديات جسيمة أتت على اقتصادات تمتلك قدرات طبيعية كبيرة تؤهلها لتجاهل تلك التحديات ولعل أمثلة اليونان والبرتغال واسبانيا تستحق الذكر في هذه الصدد، وهي دول  تتمتع سلعها وخدماتها بسرعة النفاذ للأسواق الأوروبية، كما تمتلك في الوقت ذاته ناصية القدرات الخام التي لم تفدها كثيرا في إدارة دفة تحديات ظهرت أمامها مع حلول الأزمة تلك، فيما تحوز البلدان ذاتها على مقدرات سياحية تعد الأكبر على المستوى العالمي.

رغم أن قادة كثر يفوقونه سناً وحُكماً بيد أنهم لم ينالوا تلك الحظوة التي يتمتع بها جلالته محلياً ودولياً، فقد كان جلالته مثالاً للقائد الملهم المُجدد، بل كان الوحيد القادر على تجميع قدرات محدودة منت به الطبيعة على دولته، محولاً مكامن الضعف تلك - في وقت قصير- لمصادر قوة، مع تأكيده المستمر على ثقته بنجاح أبناءه في فهم تطلعاته الهادفة للارتقاء بتنافسيتهم.

نرى في مشاهد محيطة كثيرة تبلور رغبات ومطالبات شعبية لقادة دولة بضرورة تطبيق تطوير ما في حقل معين، لكن الصورة تختلف عند الحديث مع جلالته، إذ كان هو المبادر في تبني أفكار ورؤى لمشاريع من شأنها تحقيق القيمة المضافة للاقتصاد الوطني، فيما كان الجميع يلتحقون بركب توجيهاته المتقدمة والتي تعكس مقدار تطلعاته للوصول لأردن نموذج على المستوى الإقليمي.

على أن التقدم في فكر وطرح جلالته بات يتطلب الآن وأكثر من أي وقت مضى أجهزة رسمية ترتقي بمسؤولياتها لرقي تطلعات سيد البلاد، على أن تعكف تلك المؤسسات على تجميع القدرات واستنهاضها بأقصر الأوقات وبأقل التكاليف الممكنة لتسريع وتيرة تنفيذ تطلعات جلالته.

أطال الله عمركم ودمتم يا سيدي تاج الفخار على رؤوسنا.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات