المؤامرة على الاشرفيين مستمرة
سواء كانت حكومة المالكي ام حكومة العبادي فان النهج واحد لم يتغير ازاء الاشرفيين المحاصرين في سجن ليبرتي القريب من مطار بغداد الدولي , والذي كان معسكرا للقوات الامريكية قبل انسحابها من العراق عام 2011 قسرا بفعل المقاومة العراقية التي اوقعت في صفوف هذه القوات الوف التلى والجرحى . وقد تجسد هذه النهج الاجرامي والارهابي بالقتل المباشر تارة , وباطلاق الصواريخ تارة اخرى , واخيرا الحصار الجائر المنافي لكل الاعراف الدولية .
ان هذا السلوك الاجرامي ضد اناس عزل محميون دوليا بضمانة الامم المتحدة والولايات المتحدة ايضا , هو اسلوب نظام الملالي في ايران , اذ يصرف ثلثي الميزانية الايرانية على العمليات الخارجية لارهابية , وانشاء منظمات ومليشيات مسلحة تعمل ضد دول وحكومات لا تتوافق مع نهج ملالي ايران وعقيدتهم " ولاية الفقيه " , اما الثلث الاخر فهو للشعب الايراني , ومن يتنفس منهم او يعارض هذا النهج يرمى في السجون بدون محاكمة وقد يكون مصيره الاعدام لاسيما اذا عرف عنه انه من اتباع المعرضة وخاصة من اتباع منظمة مجاهدي خلق المعارضة . ومن أساليب القمع التي يمارسها نظام الملالي من خلال الحكومات العراقية التابعة لهذا النظام بحق اللاجئين الإيرانيين المعارضين له في العراق هو الحصار الطبي المطبق عليهم بهدف قتلهم بالطريقة البطيئة رغم انها طريقة لا انسانية بحكم الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الانسان . وكانت حكومة المالكي قد بدأت هذا الأسلوب منذ عام 2009. وسار على ذات النهج العبادي الذي حل محل المالكي اثر الانتفاضة الشعبية في المناطق الغربية ضد سياسته الانتقامية الطائفية . وتوفي منذ عام 2009 أي بعد تحول مهمة حماية أشرف من أمريكا إلى القوات العراقية ( 21) من الاشرفيين جراء الحصار الطبي حتى الآن. كما أن عدداُ آخر من المرضى الذين يعانون من أمراض مستعصية يعيشيون حالة خطيرة جراء هذا الحصار الإجرامي.
ومن الاساليب المتبعة لقهر الاشرفيين وضع العراقيل أمام نقل المرضى إلى المستشفيات مما يؤدي إلى عدم حصولهم على العلاج المطلوب , او اختيار الطبيب المتخصص أو إلغاء موعد عملية جراحية سبق ان قررها الطبيب المعالج منذ فترة طويلة بحيث تتفاقم حالة المرضى حيث تصل إلى نقطة اللا عودة.
فحالياً ينتظر أكثر من 800 مريض لكي يأتي دورهم للمواعيد الطبية التخصصية بينهم 256 مريضاً ينتظرون عمليات جراحية. ويأتي ذلك بينما أكدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مرات أن مرافقة المترجم هي جزء من حق الحصول الحر على الخدمات الطبية. إلا أن القوات العراقية وبهدف ممارسة الأذى بحق المرضى قلما تسمح لهم بمرافقة مترجميهم. وخلال 3 أشهر من صيف عام 2014 من التعهدات التي كانت قد وافقت عليها مديرية المخيم لنقل المرضى إلى بغداد، تم العمل بـ 7,3 بالمئة فقط ولم يلب 93 بالمئة المتبقية مما يحتاج السكان للعلاج.
ويذكر أن 571 طبيباً و1463 من الكوادر الطبية لمستشفيات العراق أدانوا في بيان لهم مؤخراً فرض الحصار الطبي والتمويني على سكان مخيم ليبرتي المحميين حسب القوانين الدولية. واعتبر البيان الحصار جريمة ضد الإنسانية، مطالبين بإعطاء سكان المخيم الحرية في الحصول على الخدمات الطبية.
ويدعو سكان مخيم ليبرتي جميع المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان والهيئات الدولية والضمائر الحية خاصة في العراق والدول العربية إلى القيام بأي عمل لوضع حد لهذا الحصار الجائر الذي يتم بطلب من النظام الإيراني وألا يدخروا جهداً بهذا الصدد.
كما يحذر السكان من أن الحصار الطبي مدة 6 سنوات قد عرض حياة العديد من المرضى للخطر وأدى إلى وفاة 21 من السكان مؤكدين على التعهدات المكتوبة والمتكررة التي قطعتها الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة تجاه أمن وسلامة السكان مطالبين بالعمل على خطوة عاجلة لوضع حد لهذا الحصار الإجرامي ووصول السكان الحر إلى الخدمات الطبية في العراق مذكرين بأنه تعتبر هذه الممارسات انتهاكا صارخا للمعاهدات الدولية ومن المصاديق البارزة للجريمة ضد الإنسانية فيجب معاقبة المسؤولين عنها.