تقرير رئيس الجمعية الاوروبية لحرية العراق الى مجلس الامن

تم نشره الأحد 23rd تشرين الثّاني / نوفمبر 2014 10:38 مساءً
تقرير رئيس الجمعية الاوروبية لحرية العراق الى مجلس الامن
رئيس الجمعية الاوروبية لحرية العراق - ارشيفية

المدينة نيوز – ورد للمدينة نيوز الاحد تقرير الجمعية الاوروبية لحرية العراق الى مجلس الأمن الدولي حول الوضع في العراق قبل عقد اجتماع مجلس الأمن الدولي .

وتاليا نص التقرير كما وردنا :

الجمعية الاوروبية لحرية العراق (EIFA)
تقرير إلى مجلس الأمن الدولي حول الوضع في العراق

17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014
مقدمة وملخص

1. فترة قصيرة بعد انعقاد جلسة مجلس الامن الدولي للامم المتحدة بشأن العراق في 23 تموز/ يوليو 2014 بدأت الضربات الجوية لقوات الائتلاف على داعش في آب/ أغسطس عام 2014. وعلى الرغم من مرور 100 يوم من القصف وارسال مجموعة كبيرة من الأسلحة و الذخيرة الى القوات العراقية والبشمركة في كردستان من قبل الولايات المتحدة، لا يزال ليس هناك أي أفق واضح لنهاية ناجحة في الحرب ضد هذه المجموعة الوحشية. ويعتقد المسؤولون الأميركيون بان هذه المعركة سوف تستمر لعدة سنوات.
2. بعد غزو الكويت من قبل الجيش العراقي القوي في عام 1991، استغرق الأمر 40 يوما بالنسبة للتحالف الغربي لتحريرها. واستمر الحرب عام 2003 للاطاحة بصدام حسين حوالي 3 أسابيع.و يتساءل المرء لماذا تأخذ كل هذا الوقت لحرب ضد جماعة إرهابية - التي لا تقارن بالجيش العراقي في تلك الأيام، دون أي نهاية في الأفق؟
3. ليس هناك أي شك في أن الائتلاف ضد داعش، وخاصة حكومة الولايات المتحدة، لم يكن لها استراتيجية واضحة. ليست لديهم نية لإرسال قوات على الرغم من عدم وجود قوة محلية موثوقة وجديرة بالثقة على الأرض في العراق أو سوريا.
ان الولايات المتحدة وحكومة العبادي غير قادرين على تجنيد أو تنظيم العشائر السنية العراقية أو عناصر من السكان الذين حاربوا ضد القاعدة في الماضي. غالبية كبيرة من العشائر العراقية والسنة الذين كانوا يقاتلون حكومة المالكي انسحبوا الآن من ساحات القتال، وجزء صغير منهم فقط انضموا الى داعش.
4. حصيلة هذا الوضع أصبحت الآن أن الميليشيات الإرهابية والإجرامية المرتبطة بايران أقوياء بحيث يحلون محل داعش في بعض المناطق. وكانت حصيلة الجرائم التي ارتكبتها هذه القوى الشيعية في العراق أسوأ بكثير من داعش خلال العقد الماضي.
5. مع أنه قد يكون هناك وجهات نظر مختلفة حول جذور الأزمة الحالية، الا ان الأمر الذي لايقبل الشك فيه أن الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة وقوات التحالف في احتلال العراق ومساعدة الحكم الاستبدادي من المالكي وتسليم العراق على طبق من فضة إلى إيران، كان السبب الرئيسي للأزمة الحالية.
6. عدم الانتباه الى جذور المشكلة وعدم بذل الجهود لتصحيح هذه الأخطاء والأسوأ من ذلك ان اتباع سياسة فاشلة نفسها من قبل الولايات المتحدة وحكومة العبادي كله مما يجعل هذه الحرب طويلة المدى.
7. ومن وجهة النظر العسكرية ان القصف لم يكن فعالا من دون مشاركة نشطة من المجتمع السني والعشائر. وقد أعلن أهل السنة مرارا وتكرارا عن استعدادهم للانضمام إلى الائتلاف. انهم كانوا لديهم تجارب ناجحة في قتالهم ضد القاعدة عندما كان الجنرال بترائوس قائد القوات الامريكية في العراق. ولكن بعد التخلص من القاعدة في العراق وتركت هذه العشائر وشأنهم من قبل الأميركيين ثم قام المالكي بقمعهم بوحشية. لذلك انهم وبحق وضعوا بعض الشروط للانضمام إلى الحرب ضد داعش.
8. من أجل جلب العشائر السنية مرة أخرى على المشهد نحتاج إلى اعتماد نهج مختلف: إنهاء النفوذ الإيراني في الحكومة، والحد من نفوذ الميليشيات الشيعية الإرهابية (مثل فيلق بدر، عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله . (وإلا فإن الحرب ضد داعش سوف تتحول إلى صراع شيعي سني.
9. لمواجهة التعبير العنيف والتفسير الرجعي والمتطرف عن الاسلام لكل من السنة والشيعة، نحن بحاجة إلى بديل ثقافي وديني. يجب علينا دعم هؤلاء المسلمين الذين يدعون إلى الإسلام الحنيف.
10. للوصول إلى هذه الأهداف، يتعين على المرء أن يتخذ موقفا حازما ضد الفاشية الدينية الحاكمة في إيران ويطردها من العراق وسوريا. ثم نشهد اتجاها معاكسا. لكن يبدو أنه لاتزال لا رغبة لدى الولايات المتحدة ان تقترب الى هذا الحل وذلك بسبب أملها للودية مع الملالي وهذا يمكن أن يؤدي الى كارثة.
الجمعية الاوروبية لحرية العراق (EIFA) أعدت هذا التقرير بالعجالة لرفعها الى مجلس الأمن الدولي والائتلاف والمسؤولين الأوروبيين، مع الأمل في تقديم مساهمة صغيرة نحو اعتماد سياسة صحيحة في الحرب ضد داعش والأصولية الإسلامية.

§ دور ايران المدمر في العراق

11. لقد اتبع النظام الإيراني دائما سياسة تشكيل امبراطورية إسلامية عالمية، حيث اطلق عليها الخميني شخصيا وهو مؤسس النظام بانها الخلافة الاسلامية. وهذا هو مكتوب في الدستور الايراني. وفيما يلي نص المادة 11 من هذا الدستور: " المادة الحادية عشرة:
« يعتبر المسلمون أمة واحدة، وعلى حكومة جمهورية إيران الإسلامية إقامة كل سياستها العامة على أساس تضامن الشعوب الإسلامية ووحدتها، وأن تواصل سعيها من أجل تحقيق الوحدة السياسية والاقتصادية والثقافية في العالم الإسلامي». وفي وصيته دعا الخميني جميع المسلمين في العالم «الى تحشيد الجميع تحت راية الاسلام المرفلة بالعز وقوموا بالدفاع ضد أعداء الاسلام والمحرومين في العالم وامضوا نحو اقامة حكومة اسلامية وبجمهوريات حرة ومستقلة».
12. ومنذ اليوم الأول تعتبر جمهورية إيران الإسلامية ، العراق كنقطة انطلاق لتنفيذ هذه الاستراتيجية. وبدأت تدخلها من خلال خلق شعار فتح القدس عن طريق كربلاء. وواصل الخميني الحرب بين إيران والعراق، والذي اعتبره "نعمة الهية". بعد أن غزا صدام حسين الكويت في حرب الخليج عام 1991، أصبحت الحكومة العراقية ضعيفة جدا. واستغلت إيران الفرصة لإعادة تدخلها والتي وصلت ذروتها خلال حرب عام 2003. وكانت إيران واحدة من المؤيدين غير المرئيين لحكومة الولايات المتحدة في احتلال العراق. وهكذا بعد سقوط صدام حسين، بدأت إيران تدخلها التوسعية والسياسية والاستخباراتية والارهابية والاقتصادية في هذا البلد.
13. وكخطوة أولى، أرسلت طهران آلافا من العراقيين الذين كانوا يقيمون في إيران خلال الحرب العراقية الإيرانية الى العراق وتم تنظيمهم في مجموعات مرتبطة بالحرس الثوري الايراني ثم دخلوا تدريجيا الجيش والمؤسسات الأخرى في الفترة من 2003 واحتفظوا بهويتهم شبه العسكرية من خلال العمل تحت إمرة فيلق القدس الايراني.
14. في كانون الثاني/ يناير 2006، كشفت منظمة مجاهدي خلق المعارضة الايرانية عن أسماء 32000 من العراقيين ممن كانوا يتقاضون أجورهم من ايران. ان هذه الوثيقة الثمينة تضمنت بالتفصيل أسماء وسنة دخولهم في الحرس الثوري الإيراني ومكان مهماتهم وأرقام الحسابات ومبلغ أجور هؤلاء العراقيين التي كانوا يتلقونها من الحرس الثوري الإيراني والخ.
كتب وكالة اسوشيتد برس للأنباء في 26 كانون الثاني/ يناير 2006 مايلي:
"قالت جماعة ايرانية معارضة تتخذ من فرنسا مقرا لها يوم الجمعة ان ايران لديها الآلاف من الموظفين العاملين في العراق، ونشرت أسماء ما يقارب من 32000 شخص زعمت انهم عناصر النظام ... ونشر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الأسماء والتواريخ المزعومة بانها كانت استأجرتهم إيران والأجور من 31690 عراقي. وادعى المجلس أن معظم الأموال لهؤلاء الناس يدفعها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني، وهي جزء من الجيش الايراني الذي يقول الجيش الامريكي انه يدفع نفقات الميليشيات في العراق ويزودهم بالأسلحة ".
وفي وقت لاحق، تم توظيف 400 من هؤلاء العراقيين في مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي. وكان واحد منهم هادي العامري، قائد ميليشيات بدر الإرهابية الذي أصبح فيما بعد وزيرا للنقل في الفترة الثانية من رئاسة الوزراء المالكي.
15. الا ان ايران لم تكتف عند مجرد إرسال الإرهابيين الشيعة إلى العراق. كونها كانت مطلعة على الوضع في العراق، أنها بدأت في التحريض على الإرهاب تحت اسم أهل السنة منذ البداية. ان العديد من قادة القاعدة لجأوا من أفغانستان إلى إيران في عام 2001. وقدمت إيران لهم ملاذا آمنا وتم إبقائهم تحت السيطرة بغية توظيفهم في فرصة مناسبة في المستقبل. وكان عام 2003 وقتا مناسبا لتوظيف البعض منهم.
16. وكتبت نيويورك تايمز 28 حزيران/ يوليو 2011 تقول: اتهمت وزارة الخزانة يوم الخميس السلطات الايرانية بمساعدة تنظيم القاعدة وقالت انها فرض عقوبات مالية على ستة أشخاص يعتقد أنهم من عناصر القاعدة في إيران والكويت وقطر وباكستان. عن طريق اتخاذ موقف قوي تجاه هذا السؤال المحير ما إذا كان النظام الإيراني الشيعي يسعى لمساعدة تنظيم القاعدة الذي يتكون جلهم من السنة ، أكد مسؤولو وزارة الخزانة أن الحكومة الإيرانية قد دخلت في اتفاق مع عناصر من هذه الجماعة الإرهابية والسماح لها باستخدام هذا البلد كنقطة عبور لتحويل الأموال والناس من الخليج إلى باكستان وأفغانستان. وقال المسؤولون أنهم أصبحوا مقتنعين بأن عز الدين عبد العزيز خليل، الذي وصفوه بأنه " عنصر بارز لتسهيل أمور القاعدة في ايران "، والتي يعمل في ايران بموجب اتفاق بين القاعدة والحكومة.
واصدرت وزارة الخرانة بيانا جاء فيه : " هذه الشبكة تعمل بمثابة الخط الرئيسي والتي من خلالها ارسل تنظيم القاعدة الاموال والميسرين وعناصره من مختلف أنحاء الشرق الأوسط إلى جنوب آسيا، بما في ذلك عطية عبد الرحمن، وهو من الزعماء الرئيسيين في تنظيم القاعدة المقيم في باكستان" . ان السيد عبد الرحمن، آخر من ستة أشخاص وردت أسمائهم في بيان اصدرته وزارة الخزانة، يعتقد أنه قد ارتقى مؤخرا إلى رجل رقم 2 في تنظيم القاعدة ويرفع التقارير مباشرة إلى زعيم التنظيم الجديد أيمن الظواهري الذي تولى التنظيم بعد وفاة أسامة بن لادن. " وأكد ديفيد كوهين وكيل وزارة الخزانة لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية تقول: « من خلال الكشف عن صفقة سرية بين إيران وتنظيم القاعدة والسماح له بتنقل الأموال وناشطيه عبر أراضيها، نحن نلقي الضوء على جانب آخر من جوانب دعم إيران لا مثيل لها للإرهاب"،. ... وقال مسؤول كبير في الادارة الامريكية انه يعتبر ذلك لفضح كل من "شبكة تسهيل التمويل الرئيسية لتنظيم القاعدة وأحد الجوانب الرئيسية للدعم الإيراني للإرهاب الدولي" . وقال هذا المسؤول في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين "لدينا شعور بان هذه الشبكة تعمل عبر الأراضي الإيرانية بمعرفة وعلى الأقل إذعان السلطات الإيرانية ".
17. إيران لم ترسل جميعهم إلى العراق اطلاقا، واحتفظت ببعضهم بهدف استخدامهم في عمليات إرهابية أخرى. وكتبت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها يوم السبت 20 ايلول/ سبتمبر 2014 أن مجموعة يدعى "خراسان" تم تشكيلها من قبل محسن الفضلي، وهو من افراد في الدائرة المقربة من أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة المقتول وانه استقر حاليا في سوريا. وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، أن وكالات الاستخبارات الأمريكية كانت تراقب المواطن الكويتي محسن الفضلي البالغ من العمر 33 عاما منذ عقد من الزمن. وفقا لوزارة الخارجية الأمريكية كان الفضلي يعيش في إيران مع مجموعة صغيرة من تنظيم القاعدة قبل الذهاب إلى سوريا. وكانت هذه المجموعة هربت من أفغانستان إلى إيران بعد هجمات 11 ايلول/ سبتمبر. وتضيف صحيفة نيويورك تايمز أن وزارة الخارجية الامريكية حددت محسن الفضلي بانه "زعيم تنظيم القاعدة في ايران" في عام 2012 وقال انه كان يدير "تيار المال والأفراد" في إيران. وفقا لما قالت الخارجية الامريكية كان الفضلي يتعاون مع شخص ثري كويتي من ممولي الجهاديين ".

§ تسليم العراق لإيران

18. ونظرا لوجود القوات الأمريكية في العراق، كان حضور الميليشيات المرتبطة مع النظام الإيراني وفيلق القدس لا تكفي لهيمنة ايران الكاملة على العراق. ومجيء المالكي الى السلطة في عام 2006 سارع سيطرة النظام الايراني التدريجية على العراق. وعلى رغم من ان صعود المالكي على السلطة قد تم بمباركة الامريكان الا انه اصبح شخصية رئيسية لتنفيد أجندة طهران في العراق. وكان أذكى تحرك النظام الايراني لخداع الامريكيين الايحاح بان المالكي يحافظ على مصالح كل من ايران والولايات المتحدة في نفس الوقت.
19. ان ولاية ثانية للمالكي كرئيس للوزراء كانت مأساة للشعب العراقي وللمنطقة، وللعالم. كتب علي الخضيري مستشارا لسفراء الولايات المتحدة في العراق، في صحيفة واشنطن بوست في 3 تموز/ يوليو:
" في 2006 ساعدت في تقديمه إلى السفير الأميركي وأوصيت به كخيار واعد لرئاسة الوزراء.... ولكن بحلول عام 2010 ، كنت أحث نائب الرئيس الأميركي وكبار مسؤولي البيت الأبيض على سحب دعمهم للمالكي، حيث أدركت أن بقاءه في السلطة سيخلق حكومة استبدادية و طائفية ومثيرة للانقسام تمزق البلاد و تدمر المصالح الأميركية، إلا أن أميركا تمسكت به، وكانت النتيجة أننا نواجه اليوم اندحارا استراتيجيا في العراق وربما في الشرق الأوسط كله .
«... انه بدأ بحملة منسقة لتدمير الدولة العراقية واستبدالها بمكتبه الخاص وحزبه ، حيث قام بطرد القادة العسكريين المحترفين واستبدالهم بآخرين موالين له، وأجبر رئيس القضاء العراقي على منع منافسيه من المشاركة في انتخابات آذار 2010 . وبعد إعلان النتائج و خسارة المالكي أمام التحالف المعتدل مؤيد للغرب الذي كان يضم ممثلين عن كافة المجموعات العرقية – الطائفية الرئيسية ، أصدر رئيس القضاء حكما منح المالكي فرصة أخرى لتشكيل الحكومة، ما زاد من التوترات والعنف».
« لم يكن جدالنا مهما جدا، لأن الرجل الأقوى في العراق والشرق الأوسط – الجنرال قاسم سليماني قائد قوات القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني – كان على وشك حل الأزمة بدلا منا ». «بعد حثه العراقيين المتناحرين على العمل معا ، أملى عليهم سليماني النتائج نيابة عن المرشد الأعلى الإيراني ، وهي ان يبقى المالكي رئيسا للوزراء، وجلال طالباني رجل العصابات الكردي الأسطوري بعلاقاته مع إيران لعقود طويلة سيبقى رئيسا للجمهورية ، الأهم من ذلك جعل الجيش الأميركي يغادر البلاد نهاية 2011».
« لم يقم المالكي أبدا بتعيين وزيرين للداخلية والدفاع متفق عليهما في البرلمان ولا حتى رئيسا للمخابرات، وبدلا من ذلك حصر تلك المناصب به. كما نكث بكل الوعود التي أعطاها بمشاركة السلطة مع منافسيه السياسيين بعد ان صوتوا في البرلمان اواخر 2010 لعودته مرة اخرى الى السلطة.
(واشنطن بوست- 3 تموز/ يوليو 2014)

20. ووفقا للتقارير الصادرة عن منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش: العراق لديه واحد من أعلى معدلات الإعدام في العالم.
يوم 19 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2014 أعربت بعثة الأمم المتحدة (اليونامي) والمفوضية العليا لحقوق الإنسان عن قلقهما تجاه تزايد عدد الإعدامات في العراق. ارتفع عدد حالات الإعدام في العراق في السنوات بين 2005 حتى 2009 حيث أعدم 124 شخصا في عام 2009. وعلى الرغم من أنه كان هناك انخفاض في عدد عمليات الإعدام في عام 2010 (عام الانتخابات في العراق) الا انها ارتفعت بشكل حاد في السنوات 2011 حتى 2013 حيث تم ارسال 177 شخصا الى حبل المشنقة على الاقل في عام 2013 كما أعدم 60 شخصا على الاقل خلال الأشهرالتسعة الأولى من عام 2014.
عادة ما تتم عمليات الإعدام في العراق بطريقة جماعية بحيث في نموذج تم اعدام 34 شخصا في يوم واحد في عام 2013.
وأعلنت وزارة العدل العراقية هناك الآن 1724 شخصا ينتظرون دورهم في صف الاعدام.
وفقا للتقرير السنوي للجمعية العراقية لحقوق الانسان في الولايات المتحدة ( 7 كانون الثاني/ يناير 2014 : " هناك 16000 سجين قد حكم عليهم في العراق و 17000 سجين آخرين يحتجزون في السجن دون اصدار الحكم عليهم. وفي عام 2013 وحده عدد العراقيين الذين قتلوا بلغ 11215 شخصا واصيبوا 25684 شخصا بجروح ".
«حذرت منظمات دولية مستقلة من تراجع الحريات وتدني الحقوق العامة بالنسبة للمرأة في العراق باعتباره ثاني أسوأ دولة عربية»(قناة الشرقية 11 ديسمبر/ كانون الأول 2013)
«يقدر عدد المسيحيين في العراق مليونا ونصف المليون قبل عام 2003 الا أنه في الوقت الحاضر تبقى في العراق 300 ألف فقط». (الجزيرة 20 تموز/ يوليو 2014)
21. الفساد في حكومة المالكي كان مذهلا. ويقول تقرير لمنظمة الشفافية الدولية لعام 2009 في المرتبة الحكومة العراقية 167 في العالم في مجال مكافحة الفساد، وفي تقرير عام 2010 انخفض إلى 175، وفي عام 2011 كانت في المرتبة 174. يذكر التقرير أن الفساد قد وصل إلى أكثر من 50٪ في العراق. (قناة الجزيرة، 13 نوفمبر 2014)
مؤسسة استار فور في تكساس تقول ان 20 مليون دولار تسرق يوميا من العراق و 10٪ من النفط في جنوب العراق تسرق من قبل شبكة نظمتها إيران. (قناة الجزيرة، 13 نوفمبر 2013)
وفقا للتقرير السنوي للولايات المتحدة حول حقوق الإنسان في العراق، 7 كانون الثاني عام 2014، هناك عشرة ملايين فقير في العراق و 4 ملايين منهم يعيشون تحت خط الفقر. وأضاف أن 20٪ من المواطنين العراقيين هم من الأميين، بينما في 90قرنا مضت، لم يكن هناك تقريبا الأمية في العراق.
ووفقا لفاليري آموس، أصبح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية 1.8 مليون شخص بلا مأوى ومشرد في العراق في ديسمبر الماضي (قناة الحرة 14سبتمبر 2014).
22. جعل اتفاق سوفا ورحيل القوات الامريكية الأمور أسهل بالنسبة لايران في أوائل عام 2009. ومن الأمثلة على ذلك هي النقل الغير قانوني لحماية سكان أشرف من الولايات المتحدة إلى الحكومة العراقية والتي أدت إلى حدوث 6 مجازر. ومباشرة بعد رحيل القوات الأميركية قال الخامنئي خلال لقائه مع الرئيس العراقي في 29 شباط/ فبراير 2009 انه على رئيس الوزراء المالكي أن يعمل على اساس التزامه بطرد مجاهدي خلق من العراق. فحدث بعد خمسة أشهر في 28 و 29 تموز/ يوليو 2009 حمام الدم الأول في أشرف بأمر من المالكي.
23. بحلول نهاية عام 2011 مع مغادرة آخر جندي أميركي العراق، البلاد أصبحت مستعمرة لإيران. وكتب الخضيري في صحيفة واشنطن بوست:
«كذلك نكث المالكي بتعهداته التي أعطاها للولايات المتحدة، وحسب توجيهات إيران و لم يتحرك بقوة نهاية 2011 لتجديد الاتفاقية الأمنية التي كانت ستسمح للقوات الأميركية القتالية بالبقاء في العراق . كما انه لم يفك ارتباط مكتبه بمكتب القائد العام للقوات المسلحة، ذلك الكيان الذي استخدمه لتجاوز سلسلة القيادة العسكرية من خلال إجبار القادة على رفع تقاريرهم إليه، ولم يتخل عن السيطرة على قوات محاربة الإرهاب وقوات سوات المدربة على يد الولايات المتحدة، مستخدما إياها كقوات حرس امبراطورية. كما انه لم يفكك هيئات الاستخبارات السرية ومرافق السجون و التعذيب التي استخدمها كأداة لضرب منافسيه، ولم يلتزم بقانون يفرض حدودا على ولاية الحكم، داعيا المحاكم الى إصدار أحكام تتوافق مع ما يريده . كذلك لم يصدر لحد الآن عفو جديدا شاملا كان سيساعد في إخماد الاضطرابات التي أججتها الفصائل الشيعية والسنية العنيفة التي كانت تندمج تدريجيا في العملية السياسية
باختصار، فان عراق المالكي وعراق حزب الدعوة، يبدو كثير الشبه بعراق صدام حسين وعراق البعث، لكن صدام، على الأقل، ساعد على احتواء إيران - العدو الستراتيجي لأميركا دون ان تنفق واشنطن تريليون دولار على دعمه.
لم تعد هناك ”ديمقراطية” اذا كان رجل واحد وحزب واحد يرتبط بعلاقات مع إيران ، يسيطر على القضاء والشرطة والجيش و جهاز المخابرات وعلى إيرادات النفط والخزينة والبنك المركزي . في ظل ظروف كهذه من المحتمل جدا ان تتجدد الحرب الأهلية العرقية الطائفية في العراق ، بل ان ذلك مؤكد».(واشنطن بوست -3 تموز/ يوليو 2014)

§ تضحية السنة
24. على الرغم من أن جميع أبناء الشعب العراقي عانى في ظل حكومة المالكي، الا ان أهل السنة واجهوا إبادة جماعية وحشية والسجون مليئة بالسجناء السنة والذين أعدموا هم تقريبا كل من السنة.
25. في ديسمبر 2011 مباشرة بعد عودته من رحلته إلى الولايات المتحدة، قام المالكي بتنفيذ مؤامرة ضد نائب رئيس الجمهورية الدكتور طارق الهاشمي، أحد زعماء السنة العراقيين الأكثر احتراما واعتقل العديد من حراسه الشخصيين وزملائه المقربين وحكم المالكي على عدد منهم بالاعدام وقتل آخرون تحت التعذيب. وحكم على طارق الهاشمي، الذي كان قد ذهب إلى كردستان العراق ومن ثم الى تركيا بالإعدام غيابيا. وقد استمر عملية القضاء على السياسيين السنة وتطهيرهم. كما تم القبض على وزير المالية رافع العيساوي في كانون الأول/ ديسمبر 2012. واعتقل أيضا حراسه وزملائه. كل هذه التدابير التي نفذت بأوامر من النظام الإيراني قد أجريت بمباركة امريكا.
26. في كانون الأول/ ديسمبر عام 2012 أي بعد عام من انسحاب القوات الأميركية، بدأت المظاهرات والحركات السلمية والانتفاضات في المحافظات السنية. على الرغم من الاعتقالات واسعة النطاق وحملة القمع الوحشية، المالكي كان غير قادر على إسكاتهم. واستمرت الانتفاضات في الأنبار وصلاح الدين وديالى ونينوى وكركوك وبغداد. ان المركز الرئيسي لهذه المظاهرات كان محافظة الانبار وهي أكبر محافظة في العراق والتي هي ذات أهمية استراتيجية على الحدود مع دول سوريا والأردن والمملكة العربية السعودية.
27. لم تواجه المظاهرات السلمية والاعتصامات المليونية بردود فعل إيجابية من المالكي. وفي واقع الأمر هاجم المالكي على المعتصمين في الحويجة في 23 نيسان/ أبريل 2013 وهي مدينة بعدد سكاني قليل في محافظة كركوك. ووفقا لقناة الجزيرة، "50 شخصا على الاقل قتلوا وجرح 250 آخرون."
وقال وزير التربية العراقية محمد تميم، الذي استقال من حكومة المالكي بعد مجزرة الحويجة، في تعرية مدهشة: ما حدث في ساحة اعتصام الحويجة مجزرة ٌ بكل ما تعنيه الكلمة (قناة الشرقية 24 أبريل 2014)
سليم الجبوري رئيس لجنة حقوق الانسان النيابي العراقي: "تم تشكيل لجنة من قبل البرلمان لتقصي الحقيقة ... وكانت النتيجة أن المتظاهرين لم يكن بحوزتهم السلاح، وهذا ما ثبت بالدليل ..." سوات " كانت القوات المهاجمة التي لم تكن تقبل الحلول السلمية، لم يكن لديهم شيئا سوى أسلحة للاستخدام، وقد بلغ 80٪ من الضحايا من الخصر إلى أعلى، وهذا يعني أنهم كانوا مستهدفين برصاصة في الصدر أو الرأس أو الجانب. "(قناة الشرقية ، 26 أبريل 2014 )
28. على أي حال استمرت المظاهرات السلمية حتى كانون الأول/ ديسمبر 2013 عندما هاجمت قوات المالكي المتظاهرين في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، مما أسفر عن مقتل وإصابة المئات. وقبل يوم واحد بذلك كانت قوات المالكي قد هاجمت منزل الدكتور أحمد العلواني، رئيس لجنة الاقتصاد في البرلمان العراقي، والقبض عليه وقتل بعض أفراد عائلته، بينهم شقيقه. انه لا يزال في السجن.
29. وكان في مثل هذه الظروف حملت عشائر الأنبار السلاح. وكانت مطالبهم بسيطة جدا ومشروعة: سحب الجيش من مدنهم وتسليم الملف الأمني إلى القوات المحلية والإفراج عن السجناء السياسيين، ووضع حد للتمييز المذهبي على نطاق واسع.

§ جيش المالكي وسقوط الموصل

30. كان رد فعل المالكي وقواته القمعية توجيه ضربات جوية ضد المدنيين الأبرياء وسحق أهل السنة بدلا من الاستجابة لمطالب انتفاضة الأنبار والتوصل إلى اتفاق وذلك حسب ما أوصي به النظام الايراني.
31. وبينما كانت قوات أمن المالكي، بما في ذلك "الفرقة الذهبية" وقوات سوات ووحدات مكافحة الإرهاب وحشية وقمعية جدا، ولم تظهر أي رحمة في اعتقال وتعذيب وذبح الناس الا ان جيش المالكي كان عاجزا في مواجهة أهالي الانبار بحيث انتهت محاولاته لاستعادة الانبار لمدة ستة أشهر (من كانون الأول/ ديسمبر 2013 الى حزيران/ يونيو 2014) بالفشل. مع ذلك استمر الجيش في قصف السكان المدنيين.
استهدف القصف العشوائي الكثيف من مسافات بعيدة وراجمات الصواريخ من قبل طائرات هليكوبتر للجيش، المنازل السكنية والمدارس وحتى لم تبقى المستشفيات من أمان. استهدف مستشفى مدينة الفلوجة الرئيسي 17 مرة من قبل القوات العراقية طيلة المعركة التي استغرقت 8 أشهر. وذكرت ذلك قناة الجزيرة في 5 آب/ أغسطس 2014:
في المعركة 8 أشهر طويلة كان مستشفى الفلوجة الرئيسي ضرب 17 مرات من قبل القوات العراقية. وذكرت قناة الجزيرة التلفزيونية يوم 5 أغسطس 2014:« طيران الجيش الحكومي قصف مستشفى الفلوجة بالبراميل المتفجرة وتسبب بقتل واصابة عشرات ».
32. كان واحدة من أكبر الأخطاء التي ارتكبت الحكومة الأمريكية هو حل الجيش العراقي الذي كان محترفا جدا وذوي الخبرة الميدانية والبعيد عن وجود أي عناصر طائفية. ان الجيش الجديد الذي ساعدت الولايات المتحدة على تشكيله يفتقر إلى أي قيمة عسكرية بسبب وجود مؤسسة سياسية فاسدة وطائفية تحت تأثير النظام الإيراني. ان المالكي وبطلب من ايران نفذ عملية تطهير واسعة النطاق داخل الجيش ونصب رجاله في مناصب رئيسية من جهة وقد انتشر الفساد في جميع مفاصل الجيش من جهة أخرى. وقال وزير النقل الجديد العراقي في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 أن هناك أكثر من 150،000 موظف وهمي والجنود المجهولون الهوية في قائمة ممن يتقاضون الأجور وهذا يعني الناس الذين كانوا في الحقيقة لا يعملون أو لم تكونوا موجودين على الإطلاق ولكن وردت رواتب نيابة عنهم.
33. واجه قمع أهل السنة بتقاعس الأمريكيين الذين دعموا بشكل كامل المالكي، ثم خلق أجواء متفجرة في مختلف المحافظات السنية. ستة أشهر من المقاومة من قبل أهالي وعشائر الانبار ادى الى العديد من الانشقاقات في صفوف الجيش. وفي بعض الحالات كانت كتائب الجيش تستسلم تماما أو تختفي ولاذوا بالفرار للنجاة بحياتهم.
وذكرت قناة الجزيرة في الأول من كانون الثاني/ يناير عام 2014، عدد من فوج طوارئ واسط سلموا أنفسهم لمسلحي العشائر في الرمادي أثناء هجومهم على مركز شرطة الملعب. وأظهرت صور حصلت عليها الجزيرة أشخاصا يقولون انهم سلموا أنفسهم كي لا يكونوا طرفا في معركة يقتل فيها عراقي عراقيا آخر. وقام مسلحو العشائر بتوزيعهم على عدد من المنازل واعطائهم ملابس مدنية في انتظار تسليمهم الى عشائرهم». كما أفادت الجزيرة في 3 كانون الثاني تسليم آمر للفوج مع منتسبي قواته و معداتهم الى عشيرة الجميلة بالفلوجة.
وقال الشيخ علي حاتمي المتحدث باسم ثوار العراق وزعيم عشائر الدليم يوم 10 نيسان /أبريل لقناة الجزيرة: «6 آلاف قتيل من الجيش العر اقي وأكثر من 21 ألف انهزموا وأكثر من 400 آلية تم تدميرها».
34.في مثل هذا الظرف خرجت في 10 حزيران / يونيو كل من محافظات نينوى وصلاح الدين وأجزاء من محافظة كركوك ومحافظة ديالى خلال عدة أيام من سيطرة المالكي وتم تدمير وجعل أكثر من 60 ألف من القوات المسلحة العراقية يهربون مقابل قوة كانت أقل منها بـ 10 أضعاف.
ان سقوط الموصل المفاجئ ذات 3.5 مليون نسمة دون أي مقاومة قد جعل العالم في صدمة. وحصل هذا الحادث في وقت كانت هناك 5 فرق عسكرية بقيادة الجنرال علي الغيدان قائد القوة البرية والجنرال عبود قنبر رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش.وتم تدمير فرقتا (2 و 3) في الموصل و الفرقة 12 في كركوك و فرقة 4 في صلاح الدين وفرقة 3 الشرطة الاتحادية في الموصل.
ووصل الموقف الى حد حيث لم يستطع المالكي نفسه انكار تدهور الوضع وفظاعة الحالة حيث قال «ما حصل في الموصل كان بحق صدمة كبيرة لنا». (قناة العراقية 17/6/2014).
35. وكانت هناك تقارير متضاربة بشأن من الذي انتزعت هذه المناطق من سيطرة الجيش العراقي. الا ان ما هو مؤكد خاصة في صلاح الدين وديالى هو أن العشائر المسلحة وأهالي هذه المناطق لعبا دورا رئيسيا. في نينوى داعش وبعض عشائر المنطقة اخرجا المنطقة من سيطرة المالكي. مع ذلك لعب عدد من العوامل الهامة دورا حاسما في هذا التقدم.
أولا- بسبب الجرائم التي ارتكبها النظام الإيراني والمالكي، فضل كثير من السنة أن يحكمهم أي شخص عدا المالكي والميليشبات المرتبطين بإيران.
ثانيا- قوات المالكي لم تكن لديها القدرة على مواجهة هذا الهجوم.
ثالثا- بعض الأفراد داخل القوات العسكرية للمالكي كانوا يتعاونون مع العشائر المسلحة.
رابعا- كانت الولايات المتحدة اعتمدت على الجيش العراقي وأهملت مطالب الشعب في هذه المنطقة وأدى ذلك الى تعميق الأزمة، تجاهلها للعشائر السنية - الذين كانوا على استعداد للقتال بوجه داعش إذا تم تنحية المالكي - أدى إلى ظهور قوة داعش ضد مصالح العشائر.

§ موقف العشائر العراقية

36. ان عشائر العراق السنية الذين كانوا يقاتلون أكثر من 100،000 منهم بوجه تنظيم القاعدة في مجالس الصحوات خلال عهد الجنرال بترايوس قائد القوات الامريكية في العراق، كانوا لديهم مواقف واضحة جدا منذ بداية ظهور داعش وشهرين قبل الضربات الجوية الامريكية. وكانت هذه العشائر قد أعربت استعدادها للقتال بوجه داعش إذا تم تنحية المالكي و طرد النظام الإيراني والميليشيات المرتبطة به إلى الوراء.
37. مفتي الديار العراقية الدكتور رافع الرفاعي قال في 13 حزيران/ يونيو عام 2014، حول التطورات الأخيرة في العراق بحسب ما نقله موقع العربية نت: استغرب مفتي الديار العراقية، العلامة رافع الرفاعي، “اتهام الثوار الأحرار” بانتمائهم إلى تنظيمات متطرفة، مثل “تنظيم داعش”، وذلك بهدف الإيقاع بين الثوار وأبناء المدن التي يحررونها.ووصف المفتي، في بيان بحسب «العربية نت» عن الأحداث الجارية في العراق، ما يجري هناك بعملية تحرير للشعب العراقي، خاصة السنة، ورفع الظلم الذي لحق بهم من جيش المالكي.ورفض الرافعي تنظيم “داعش”، وطلب من أبناء المدن التعاون مع “الذين يحررون المدينة تلو الأخرى”، لأنهم سيخلدون العراق من ظلم حكومة المالكي.وامتدح المفتي الثوار في العفو عمن سلم سلاحه، وأكد أنهم بعيدون عن الطائفية، حيث لم يعتدوا على دور العبادة للديانة المسيحية وغيرها. (العربيه نت 13يونيو 2014)
38. قال الشيخ علي حاتم سليمان امير قبيلة الدليم في مقابلة مع قناة العربية في 14 يونيو: « نحن لا نتقبل شيء اسمه داعش وسطنا. نحن كناس عشائر أعلنا منذ اليوم الاول وقلنا راح تنتهي الحرب ولن نسمح للمالكي أن يبقى على أراضينا. بالتالي داعش جيوب، بالمناسبة هناك ربط بينهم وبين المجلس الحكومي و أنا تكلمت بكل صراحة وبالتحديد في منطقة الرمادي.. حالات غريبة تأتي سيارات لا نعرف ما الذي دخلت مدينة محاصرة من الجيش والأجهزة التي لديهم عسكرية بعض اللباس عسكري .. داعش محسوب على طرف نعرفه كلنا هي صنيعة ايرانية والحكومة تريد تستفيد من هذا الملف للتغطية على الارهاب. اذا كان هناك ارهاب حقيقي الآن في العراق فهو ارهاب المالكي. نحن نتعهد أمام الله و أمام العالم نحن نتبرأ من داعش وقادرين على أن ننهي أي شيء اسمه ارهاب في العراق ولكن هدفنا الاساسي هو أن لا يكون الآن طغيان المالكي أو سيطرة المالكي علينا بالتالي داعش غير قادرين مثلما قاتلنا مثل السابق قادرين على أن نقاتلهم. معونة ايرانية دائمة كانت موجودة ايران داخلة في عمق العراق من زمان. التخوف من المخطط الايراني اولا استهداف الامامين في سامراء كان هذا مخطط مع الأسف المالكي وبتدبير ايراني كان يراد منه دخول الثوار ونسف هذه الأضرحة. نحن الآن لا نتخوف من ايران ولا عاد يهمنا ايران أنا أنصح ايران اذا أرادت أن تكون لها مصلحة في العراق فعليها أن تتعامل مع الواقع مع الشعب. ولن نسمح من الآن أن تكون املاءات و ارادة خارجية في العراق . القرار للماسك بالأرض ولا لايران».
39. يوم 12 يونيو عام 2014 رسالة من هيئة علماء المسلمين لثوار العراق موزعة في 12 مادة وقالت في المادة الخامسة:يجب أن يكون صدر الثوار واسعا ورحبا لاستقبال هموم الناس واستيعاب مشاكلهم.
وجاء في المادة الثامنة: التعامل مع الأقليات بالحسنى سياسة شرعية، وهو في الوقت ذاته خلق يعكس صورة طيبة جدا عن الثوار آمام العالم ...فلنحرص على الأقليات وعدم المساس بمعتقداتهم».
وأما المادة الحادية عشرة تقول «ليكن الشعار المرفوع الواضح لثوارنا هدي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما دخل مكة، ... فالعدل هو المدخل الى قلوب الناس أما عتاة الظلم ممن يقبض عليهم غير مقاتلين فتشكل لهم في الوقت المناسب محاكم جنائية ويساقون الى القضاء العادل الذي لن يشبه بأي حال قضاء المالكي الطائفي المسيس...».
40. استمر هذا النهج بعد أن تم تنحية المالكي. وقال الشيخ علي حاتم سليمان أحد القادة البارزين للعشائر العراقية يوم 15 آب/ أغسطس في مؤتمر صحفي بثته العربية : «مستعدين للتعاون مع هذه الحكومة بشرط ضمان حقوق أهل السنة... وقف القصف فورا واخراج هذه الميليشيات و ما تبقى ما يسمى بالقوات الأمنية واعادة المهجرين فورا». وأضاف «اذا ما ضمنتم حقوقنا وفعلا تكون هناك ضمانات، اتركوا داعش لنا السنة ، لماذا يقترب بعض الناس الى داعش؟ من ضيم المالكي وتسلط المالكي وقهر المالكي. اذا أراد رئيس الوزراء الجديد أن يحسم داعش عليه أن يفكك أكثر من 30 ميليشيات شيعية الآن موجودة وتفككها من المؤسسات الحكومية ووزارة الدفاع والداخلية والآمن الوطني والاستخبارات و...داعش تنظيم ارهابي يعبث في الارض فساد ويقتل السني والشيعي والمسيحيي ولكن هناك أخطر من داعش الآن يرتدي الزي العسكري ولديه هوية تعريفية عسكرية ويقتل كما يشاء ويذبح كما يشاء ويعتقل كما يشاء...... لذا، يجب أن تكون ثورة من أجل الكرامة، ويجب على الحكومة أن لا تتفاوض مع السياسيين فقط. بل يجب عليهم التحدث مع الناس الذين انتفضوا من أجل حقوقهم وحملوا السلاح من أجل حقوقهم ... » "(قناة العربية - 15 أغسطس 2014)
41. كما قال الشيخ علي الحاتم في 15 اكتوبر: «ما يجري اليوم في المحافظات السنية من جرائم ترتكب بحق أبنائنا من قبل الميليشيات وداعش وهو الذي جعلنا نتحدث اليوم عن جرائمهم وطرق مكافحتها فنقول : كنا قد أبدينا استعدادنا للتعاون مع التحالف الدولي لمقاتلة داعش ولكننا نطالب في الوقت نفسه التحالف بموقف اتجاه الميليشيات التي ترتكب المجازر ضد أبنائنا في العاصمة بغداد وجميع المحافظات الأخرى من ذبح ومجازر وبدم بارد على مرأى ومسمع الحكومة والأجهزة الأمنية» (قناة التغيير). و أضاف في 20 تشرين الأول/ أكتوبر : «... أعتقد أن التطرف الذي نتكلم عنه و المدن التي جاءت تتساقط حالها بيد أبناء العشائر والناس الخيرة الوطنية ضمانا وتطمينا لحقوقهم...أنا أعتقد نحن نتماشى مع اللعبة الدولية ما اعترضنا على شيء. نحن عندما قلنا سنقاتل ضد داعش مع المجتمع الدولي ولكن بشروطنا وبالحقوق التي نحن خرجنا من أجلها اما نقاتل داعش ونسملها بيد قاسم سليماني يأتي ويستعرض في أراضينا هذا أمر مرفوض.»(قناة التغيير- 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2014)
§ الانتخابات

42. كان المالكي يفضل تأجيل الانتخابات. مع ذلك في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر 2013 خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، طالبت منه واشنطن بقوة و اضطر المالكي إلى إجراء الانتخابات قبل 30 نيسان/ أبريل 2014. وقبل ذلك قد أقر البرلمان العراقي مشروع قانون يحد رئيس الوزراء الترشح لفترتين متتاليتين. مع ذلك، لجأ المالكي الى مجلس القضاء الاعلى الذي كان عمليا تابعا له وحصل على حكم قضى‏ بان هذا القانون يتعارض مع الدستور. ان المالكي وبعد عودته من الولايات المتحدة اضطر الى اعلان عن الانتخابات بانها ستجري في 30 نيسان/ ابريل.
43. حملة واسعة النطاق اطلقتها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الايرانية خلق معضلة كبيرة بالنسبة للمالكي خلال زيارة المالكي إلى الولايات المتحدة حيث كشفت عن دوره في مجزرة الأول من ايلول/ سبتمبر في مخيم أشرف وكذلك تصرفات قمعية أخرى ضد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان في العراق،. ومن خلال هذه الإجراءات آذنت منظمة مجاهدي خلق بعملية سقوط المالكي. انهم تمكنوا من اطلاق حملة موسعة في الكونغرس الأميركي ووسائل الإعلام ضده حيث تم توجيه الانتقادات الى المالكي في جميع لقاءاته مع الرئيس الامريكي ونائبه بسبب قمع سكان مخيمي أشرف وليبرتي. وتزامنا مع اجتماع بين المالكي وأوباما، تم تنظيم مظاهرة كبيرة امام البيت الابيض من قبل الجماعات الإيرانية والعراقية إلى جانب العديد من الشخصيات الأميركية رفيعة المستوى.
44. مع ان المالكي اضطر الى اجراء الانتخابات في 30 نيسان/ أبريل الا انه ومن خلال شتى التدابير والخداع والاحتيال وتزوير الانتخابات ... حصل ائتلاف دولة القانون على 92 مقعدا في البرلمان. وكان معظم الأحزاب السياسية العراقية يعتقدون ان الحكومة تلاعبت بالأصوات في الانتخابات. جميع الفصائل السياسية بما في ذلك الشيعة والسنة عارض تجديد ولاية نوري المالكي والولايات المتحدة لم تقدم كالمعتاد دعمها الشامل له، على الرغم من أنها لم تعارض ذلك أيضا. وحاول المالكي تشكيل ائتلاف لبقائة في السلطة باستخدامه اساليب التهديد والإغراء وشراء الأصوات.
45. أظهر سقوط الموصل أنه إذا بقي المالكي في السلطة من شأنه أن يؤدي إلى تدمير العراق. وبدأ المرجع الشيعي الكبير في العراق آية الله العظمى علي السيستاني بمعارضة تولي المالكي للولاية الثالثة علنا. وهذا ما جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للمالكي فانفرطت جماعته وبدأت دولة القانون مع الكثيرين في حزبه بمعارضته. لذا، بالتزامن مع الغارات الجوية الامريكية وقوات التحالف ضد داعش تم تقديم العبادي كمرشح واضطر المالكي الى التنحي.
46. بعض الاجراءات التي اتخذها رئيس الوزراء العراقي الجديد، مثل طرد بعض عناصر النظام الإيراني وحل العديد من الهيئات التي أنشأتها المالكي بهدف انتهاج سياسات النظام الإيراني في العراق - بما في ذلك المكتب العسكري لرئيس الوزراء واحالة عدد من القادة العسكريين الموالين للمالكي الى التقاعد - كان إيجابيا للغاية. الا ان نطاق تدخلات النظام الايراني في العراق ونفوذه في هذا البلد بحاجة إلى إجراءات أكثر جذرية وشملا، وإلا إيران لن تسمح باستعادة النظام في العراق. في الواقع أجزاء واسعة من المجتمع العراقي وخاصة أهل السنة ليست لديهم دافع لدعم الحكومة أو مشاركة فيها. انهم يقولون أن الأوضاع لم تتغير جذريا وحكومة العبادي هي صورة طبق الأصل من المالكي فقط مع بعض التغييرات.
47. عدم التخلص من عملاء إيرانيين داخل الحكومة العراقية قد سمح للمالكي والنظام الإيراني بعرقلة جهود العبادي. زيارة المالكي الى طهران في تشرين الثاني/ نوفمبرعندما استقبله الخامنئي وجميع كبار المسؤولين الآخرين استقبالا حارا، أظهر بوضوح أن إيران لاتزال تراهن عليه.
48. إذا كنا نلقي نظرة على كابينة العبادي، فمن الواضح وضوح الشمس ان العديد من المناصب الأساسية لاتزال في يد النظام الإيراني. والأكثر إثارة للقلق هو وزير الداخلية محمد الغبان، قيادي في فيلق 9 بدر وهي جماعة معروفة لدى العراقيين بجرائمها. ويأتي ذلك في وقت ان وزير الداخلية يسيطر على قيادة قوات الشرطة والأمن، الذين يبلغ عددهم مئات الآلاف من القوات المسلحة. وعلاوة على ذلك، أربع مناصب أخرى في حكومة العبادي أي وزير حقوق الإنسان (محمد مهدي البياتي) ووزير الاتصالات (حسن كاظم الراشد) ووزير البلديات (عبد عبدالكريم عيلان) ووزير الرياضة و الشباب (عبد الحسين عبطان)، ينتمون إلى فيلق 9 بدر وكل هؤلاء الخمسة كانوا من بين أولئك الذين يتلقون رواتب من الحرس الثوري الإيراني بين عام 1980 حتى1990. تم الكشف عن أسمائهم وأوصافهم بالتفصيل من قبل منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في عام 2006.
49. واحتفظ فالح الفياض، مستشار الأمن الوطني للمالكي بمنصبه الاساسي في حكومة العبادي. وهو مقرب من النظام الإيراني للغاية وشارك بشكل كامل في المجزرة والتعذيب النفسي لسكان أشرف وليبرتي في السنوات الماضية. أيضا بصرف النظر عن المالكي الذي أصبح نائبا للرئيس في الحكومة الجديدة، احتل عدد آخر من رجالاته من دولة القانون وحزب الدعوة الوزارات الأخرى.
50. على الرغم من أنه لا يزال من المبكر جدا الحكم ولكن بعد مرور 70 يوما من مجيء العبادي الى السلطة لم يظهر أي تدبير لتطمين أهل السنة، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بإغلاق عدد من الملفات التي كانت ملفقة من قبل المالكي ضد زعماء السنة البارزين مثل نائب الرئيس السابق الدكتور طارق الهاشمي ووزير المالية الدكتور رافع العيساوي ورئيس سابق للجنة الاقتصاد في البرلمان العراقي الدكتور أحمد العلواني الذي يقبع وراء القضبان لمدة عام تقريبا الآن. أيضا الإفراج عن السجناء وخاصة النساء، وإغلاق ملفات قانونية ملفقة ضد زعماء السنة واشراك هؤلاء القادة في العملية السياسية هو خطوة ضرورية لانعاش ثقة المجتمع السني.
51. لم يتخذ العبادي أي خطوات إيجابية لإنهاء الحصار الإجرامي المفروض على مخيم ليبرتي وخاصة الحصار الطبي وضمان أمن السكان وحقهم في ملكية أموالهم لحد الآن. حتى بعض القيود المفروضة على سكان اشتدت في الأشهر الأخيرة. وخلال هذه الفترة لم يكن هناك أي علامة من التدابير لملاحقة ومعاقبة مرتكبي ستة مجازر في أشرف وليبرتي. بل بهدف ازدياد الطين بلة، فإن مرتكبي هذه الجرائم ستستمر لإدارة والتحكم في مخيم ليبرتي بينما احترام حقوق هؤلاء اللاجئين هو مؤشر واضح على التزام الحكومة لسيادة القانون والاتفاقيات الدولية.
52. زيارة العبادي إلى إيران سلطت الضوء على بعض جوانب سياسته. وصل إلى طهران يوم 21 تشرين الأول/ أكتوبر مع وزرائه المالية والنفط والموارد المائية والتجارة. واستغرقت هذه الزيارة 48 ساعة في إيران والتقى بكل من الخامنئي وحسن روحاني ونائب الرئيس جهانجيري ورفسنجاني ورئيس البرلمان علي لاريجاني ورئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني والنائب الأول لمجلس الخبراء النظام هاشمي شاهرودي وسكرتير مجلس الأمن شمخاني وكذلك عدد من المرجعيات الدينية في مدينة قم.
53. ان الموضوع الأكثر أهمية الذي طرحه الايرانيون مع العبادي خلال هذه الزيارة هو أنه يجب أن ينأى بنفسه عن الولايات المتحدة والحد من اعتماده على الجيش الأمريكي وبدلا من ذلك اعتماده الأكثر على الحرس الثوري وفيلق القدس. وأصر الخامنئي خلال هذه الزيارات على القول للعبادي بانه يجب أن ندرك أن الولايات المتحدة ليست موثوقة وأن العلاقة مع إيران هي استراتيجية لكلا البلدين وان الحكومة العراقية ليست لديها أي وسيلة أخرى للتخلص عن داعش سوى الاعتماد على ايران. وأشار الخامنئي الى انه يعتقد ان العراقيين لا يحتاجون للأجانب للتغلب على المشاكل الأمنية. ان الأوضاع المعقدة في المنطقة تحكم وجود تماسك أمني في المنطقة واضافة الى ذلك فان جمهورية ايران الاسلامية تعتبر أمن العراق كدولة شقيقة وجارة وذات ارتباطات مكثفة مشتركة بمثابة أمن نفسها. ونعتقد بأنه يجب معالجة موضوع الارهاب وداعش بواسطة دول المنطقة.
54. وبالإضافة إلى الاجتماعات التي أعلن عنها في طهران، التقى العبادي قائد الحرس الثوري «جعفري» وعدد من ضباط الحرس الثوري الآخرين في مدينة قم. وخلال هذا اللقاء تم مناقشة كيفية تدخل الحرس الثوري وفيلق القدس في العراق والتنسيقات في سوريا ولبنان.
55. الموضوع الآخر الذي تم مناقشته هو موضوع مجاهدي خلق. هذا الموضوع تم طرحه بشكل جدي من قبل روحاني وكذلك رئيس سلطة القضاء للنظام بحيث انهما طالبا بطرد مجاهدي خلق من العراق وتسليم بعض منهم الى ايران. وكتبت وسائل الاعلام التابعة للنظام كلها: « كما قال رئيس الوزراء العراقي ”ان الحكومة العراقية تعلم أن عناصر زمرة المنافقين الارهابية متورطة في ارتكاب الجرائم بحق الشعبين في البلدين الصديقين واضاف : من مسؤوليات المنظمات الدولية ان توفر ارضية مناسبة لخروجهم من العراق وستتخذ الحكومة العراقية اجراءات ضرورية في هذا المجال ولن تسمح لهؤلاء الافراد بان ينطلق من الاراضي العراقية ضد جمهورية ايران الاسلامية».
يوم 24 تشرين الأول/ أكتوبر كتبت بعض وسائل الاعلام العراقية نقلا عن مصدر حكومي عراقي بارز قوله: « ان رئيس الوزراء حيدر العبادي اعتذر عن أول طلب إيراني مباشر يقضي بطرد ما تبقى من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة والمتواجدة حالياً في بغداد». واضاف: « أنّ ذلك لن يصبّ في صالح العراق ومشروع تحسين صورته أمام الرأي العام العربي أو الغربي، فضلاً عن أنّ جماعة خلق، تخضع لوصاية بعثة الأمم المتحدة في بغداد "يونامي"، لكنّه تعهّد في الوقت ذاته بأنّهم لن يشكّلوا أيّ تهديد على أمن وسيادة إيران ».
56. وجاء في تقييم داخلي للحكومة الايرانية عن زيارة العبادي الى طهران والذي كشفت عنه المقاومة الايرانية ان إيران تطلب من العبادي « عندما يستهدف ايران تهديد امني ان تكون اياديها مفتوحة في المناطق والمحاور التي تريد ان تدخل وتقوم بادخال قواتها الى العراق. ايران لن تسمح بأن يتزعزع الأمن الوطني الايراني. كما ادخلنا قوة الى آمرلي أو خانقين و...». واضاف التقييم: « لا نتصور ان السيد العبادي لديه مشكلة حيال هذا الموضوع كما كان لدينا عملية جرف الصخر وكان اخوان الحرس الثوري يقودها فعلا وعلنا كما ذهب السيد العبادي شخصيا الى هناك وتظهره صورة مع القائد سليماني في المكان ».
57. ويستمر التقييم: « نظرا الى الظروف الراهنة كانت زيارة العبادي جيدة جدا بمثابة أول زيارة له... واليوم العراق مهم للغاية جدا لجمهورية ايران الاسلامية. من الذي يحكم العراق وما الفكرة السائدة في العراق ، هذا كله يشكل بعضا من اولويات ايران خاصة بالظروف التي خلقها الائتلاف، على ايران ان تساعد العراق بكل امكانياتها وكل ما في وسعها بهدف الاحتفاظ على نفوذها في هذا البلد وتوسيع نطاق نفوذها. فعلينا ان لا نسمح بالائتلاف ان يفعل ما يشاء في العراق مثل عام 2003 ولا يجب ان تتكرر تلك الظروف ويعتبر ذلك خطا أحمر لإيران و قام المسؤولون الايرانيون بافهام السيد العبادي بذلك وهو بدوره كان متفاهما تجاه هذا الأمر تفاهما كاملا. ان هذا الموضوع مهم جدا لكون السنة والاكراد في العراق لا يريدون ان تلعب ايران دورا مفصليا في العراق لذلك علينا في المقابل ان نتدخل بقوة ونحتفظ بهيمنتنا في العراق».

§ سياسات النظام ايراني ودور فيلق القدس والميليشيات الإيرانية ونهج الولايات المتحدة

58. يعتبر النظام الايراني تشكيل الائتلاف الدولي ضد داعش تهديدا له ولكنه يرى أيضا ان الحرب الحالية على أنها فرصة، مثل الحروب في عام 1991 (تحرير الكويت)، 2001 (حرب أفغانستان) و 2003 (حرب العراق ) حيث كان نفسه المنتصر الرئيسي في كل هذه الحروب. لذلك يعمل النظام حاليا على وضع استراتيجية متعددة المكونات:
• يحاول النظام تعزيز ميليشياته في العراق مستغلا الاضطرابات في المنطقة وذلك بهدف التعويض عن خسارته الناجمة عن ضربة تنحي المالكي من جهة.
• وفي نفس الوقت يحاول الحد من عواقب الحرب ضد داعش على بشار الأسد بل ويحاول استخدامها لتقويته.
59. بينما تحاول ايران ومن خلال دعايتها الخارجية واللوبيات الغربية تتظاهر بأنها تمشيا مع الائتلاف لمكافحة داعش ولكن في الوقت نفسه لا يزال قائد فيلق القدس قاسم سليماني يؤكد للميليشيات الإرهابية في العراق مثل فيلق بدروعصائب أهل الحق والكتائب بأن: "الولايات المتحدة هي العدو الرئيسي لنا. وتريد الولايات المتحدة ان تجرنا الى محاربة داعش. ونحن لا نريد أن نجر في هذه الحرب. ان داعش ليس عدونا بل الولايات المتحدة هي عدونا ". وقال الخامنئي نفسه في 7 حزيران/ يونيو خلال كلمته " إن الولايات المتحدة هي العدو الرئيسي والحركات التكفيرية (داعش والقاعدة) هي الفتنة ولا ينبغي أن تسمح لنا أن ننسى العدو الرئيسي ".
60. سياسة الرئيس أوباما الضعيفة تجاه موضوعات المنطقة خاصة التدخل الإيراني في العراق وسوريا واللامبالاة والتراخي تجاه الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها الأسد تقدم أكبر الخدمات الملالي لاتخاذ استراتيجية متعددة الأبعاد. رسالة اوباما الأخيرة إلى الخامنئي هي مثال آخر على هذه السياسة الساذجة والمدمرة للغاية. تصريحات اوباما في حديثه مع شبكة ان بي سي في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر عن وجود إيران في العراق وسوريا، يلقي مزيدا من الضوء على هذه السياسة الضعيفة والمدمرة.
وقال الرئيس أوباما: "إيران لها نفوذ في كل من سوريا والعراق، ونحن لدينا عدو مشترك وهو داعش. نحن لا ننسق مع إيران بشأن داعش. هناك بعض عدم تداخل بمعنى أن انهم لديهم بعض القوات أو الميليشيات وهم يسيطرون على بغداد وضواحيها فإننا اطلعناهم على اذا لم يفعلوا شيئا ضدنا، فاننا ايضا لم نفعل شيئا ضدهم ونحن لسنا هنا لاحداث اشتباك معهم ونركز على عدونا المشترك ".
وأما بخصوص بشار الأسد، فقد قال الرئيس أوباما: "من الواضح ان أولويتنا هي ملاحقة داعش وذلك ما قلناه هو أننا لا ننخرط في عمل عسكري ضد النظام السوري، ونحن نستهدف منشآة ومقاتلي داعش الذين يستخدمون سوريا كملاذ آمن وذلك في اطار استراتيجيتنا في العراق. نحن نريد أن نرى التوصل إلى تسوية سياسية داخل سوريا. هذا هو مشروع طويل الأمد. لا يمكن لنا أن نحل هذه المشكلة عسكريا فبالتألي لا نسعى جاهدة لها ".
وتعتبر هذه التصريحات بمثابة اعطاء ضوء أخضر لإيران وبشار الأسد لمواصلة أعمالهم الوحشية.
61. سكرتير المجلس الأعلى لأمن النظام الايراني علي شمخاني، ذهب إلى دمشق في 30 ايلول/ سبتمبر 2014 أي بعد بضعة أيام من بدء الغارات الجوية ضد داعش في سوريا بهدف اللقاء مع الأسد. وهناك تقرير نشرته المقاومة الإيرانية حول هذه الزيارة جاء فيه " هناك مخاوف بانه اذا اجهض الامريكان على داعش ثم عززوا الجيش السوري الحر قد يتغير سير الاحداث ضد الأسد. لذا، شمخاني وخلال زيارته إلى سوريا بحث مع بشار الأسد ومسؤولين آخرين في حكومة سوريا حول كيفية تعامل بشار الأسد مع الغارات الجوية حيث يستغلها لصالحه. " وبناءا على هذا التقرير بعد انطلاق الغارات الجوية ضد داعش في سوريا كانت معنويات بشار الأسد وقادته هابطة جدا حيث كانت زيارة شمخاني ضرورية جدا لرفع معنوياته. وكان النظام الايراني يريد ان يرسل «رسالة عن طريق شمخاني الى امريكا والاعداء الآخرين لسوريا بان النظام متواصل في دعمه التام للأسد». ويفيد التقرير ان المعلومات التي تقدم الحكومة الامريكية الى الحكومة السورية بشأن الغارات تصل الى النظام الايراني مباشرة.
62. تنشط إيران والميليشيات التابعة لها في مختلف المناطق بالقرب من بغداد. في محافظة ديالى المتاخمة لإيران وكذلك في مناطق مختلفة من صلاح الدين وخاصة مدينة سامراء بذريعة حماية الأضرحة لاثنين من أئمة الشيعة. في المناطق التي ضعفت داعش بسبب الغارات الجوية الأمريكية قد حلت هذه الميليشيات وفيلق القدس محله. وقد ارتكبت الميليشيات المدعومة من ايران العديد من الجرائم في السنوات الأخيرة. كما كان الجنرال بترائوس صائبا جدا، فإن الولايات المتحدة تتصرف عمليا كقوة جوية لقوات القدس الارهابية ".
63. إن عملية جرف الصخر، في جنوب العراق هي مثال جيد على كيفية استخدام إيران لسلاح الجو الأمريكي لتأمين نفوذها.
• ذكرت صحيفة واشنطن بوست 25 تشرين الأول/ أكتوبر بشأن عمليات القوات الحكومية العراقية في جرف الصخر. أنها نقلت عن مسؤول أمني المشارك في العملية قوله: "لقد أرسلنا العديد من التعزيزات. كانت تلك التعزيزات إلى حد كبير من الميليشيات الشيعية المدعومة من قبل إيران، بما في ذلك فيلق بدر وعصائب أهل الحق ". وادعى قائد فيلق بدر هادي العامري على شاشة قناة تابعة له انه قد قاد العملية مع وزير الداخلية الجديد للبلاد، الذي هو عضو في حزبه. وقال مقاتل في كتائب حزب الله "جميع الأسلحة التي نستخدمها هي ايرانية، ونحن فخورون بذلك".
• ذكرت وكالة ايسنا للانباء الايرانية التابعة للحكومة يوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر، "... وبدأت هذه العملية مساء يوم الجمعة 24 تشرين الأول/ أكتوبر 2014، اطلق عليه اسم" عاشوراء " حيث حررت فيها منطقة جرف الصخر الاستراتيجية المهمة شمال محافظة بابل. وشهد الجنرال سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الذي هذه الأيام في الخطوط الأمامية للمعركة في جرف الصخر ".
• وبثت قناة التغيير تقريرا نقلا عن المستقبل اللبنانية "... قاسم سليماني، جنبا إلى جنب مع وزير النقل العراقي السابق هادي العامري قائد المسلحين بدر وأبو مهدي المهندس، موجودة في جرف الصخر للاشراف على عمليات كتائب "الإمام علي". وشارك في هذه العمليات ميليشيات كتائب حزب الله وعصائب اهل الحق وفيلق بدر واضافة الى ذلك شارك ميليشيات أخرى جنبا الى جنب قوة صغيرة من الجيش العراقي».
64. ان النظام الايراني الذي يطمئن من عدم تحرك الولايات المتحدة والغرب تجاه تدخلاته المتزايدة في العراق، قام بعرض العضلات وأعلن عن حضور فيلق القدس الواسع في العراق. وذكرت وكالة أنباء فارس التابعة للحرس الثوري الإيراني في 28 تشرين الأول/ أكتوبر "تمكنت اليد الطولى للجمهورية الإسلامية أي فيلق القدس للحرس الثوري الإيراني وبدعم استشاري وسلاحه، من الحيلولة دون سقوط العراق بكامله أولا وفي المرحلة المقبلة تحرير المدن والمناطق العراقية، واحدة تلو أخرى، في سيطرة الإرهابيين بدعم من العراقيين. كان قاسم سليماني حاضرا من الشمال إلى مناطق الوسط، وفي أي مكان حيث تجري اشتباكات عسكرية مما أسفر عن تحقيق انتصارات. وتعتبر القوات العراقية حضوره كعامل وراء انتصارهم ".
وأضافت هذه الوكالة الإخبارية أن هدف إيران هو "ضمان أمنها القومي خارج حدودها" و من خلال التأكيد على هذه الحقيقة اعلنها الجنرال جون ألن في مقابلة مع شبكة سي ان ان الاخبارية: " يتم الاعتراف بدور ايران في مكافحة داعش وقال ايران يمكن أن تلعب دورا بناءا"، وأضاف ألن" انه لا يتصور مع وجود كافة الاسلحة والسلاح الجوي من الدول الإقليمية والدولية انه سيكون في الواقع في ظل قاسم سليماني، الذي يقود جبهة ضد داعش وانتصر على هذه الجماعة التكفيرية الإرهابية ".
65. وقبل جرف الصخر نفذت معركة في قرية آمرلي من قبل المقاتلات الامريكية من الجو والميليشيات التابعة لإيران على الأرض. ولايمكن تصور ما ترتكب به هذه الميليشيات من الجرائم الفظيعة في هذه المنطقة. في يوم 8 ايلول/ سبتمبربثت قناة العربية شريط فيديو لجرائم الميليشيات الشيعية التابعة لقوة القدس بعد الاستيلاء على قرية أمرلي وقتل السنة تحت اسم داعش، وكان على الاقل ثلاثة من رؤوسهم في أيديهم.
66. وفي 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2014 أعلنت منظمة العفو الدولية في تقرير لها أن الميليشيات الشيعة التي تسلحها الحكومة العراقية، وتحظى بدعم منها، قد قامت باختطاف وقتل العشرات من المدنيين السنة. وجاء في التقرير الذي نشرته العفو الدولية تحت عنوان «افلات تام من العقاب» تفاصيل مروعة من الهجمات التي نفذتها الميليشيات الشيعية التي تزداد قوتهم يوما بعد يوم في بغداد وسامراء وكركوك على ما يبدو انتقاما لهجمات المجموعة التي تطلق على نفسها اسم داعش.
ويذكر هذا التقرير أنه تم العثور على العديد من الجثث مجهولة الهوية في أنحاء العراق والتي كانت أياديهم مقيدة خلف ظهورهم وأطلقت النار في رؤوسهم على غرار عمليات الاعدام.
67. في الأشهر الأخيرة تم ذبح الآلاف من السجناء السنة من قبل الميليشيات في سجون مختلفة، وتم تشريد السكان السنة بشكل واسع من المناطق ذات الغالبية الشيعية في الأيام بين 23 و 27 تموز/ يوليو خلال الهجمات على القرى السنية في محافظة ديالى. كما خطفت العصائب عددا من الشبان السنة ثم أعدموهم بسرعة. ونفذت هذه الإعدامات عن طريق توثيق أيدي الضحايا والساقين واطلاق النار عليهم في الرأس والصدر. وفي يوم 28 تموز/ يوليو، أمر جميل الشمري قائد شرطة ديالى المقرب من المالكي، بأن يتم تعليق جثث الضحايا من أعمدة الانارة في الشوارع في مدينة بعقوبة (مركز محافظة ديالى). وكان يستهدف خلق هذه المشاهد لتخويف السكان السنة واجبارهم على مغادرة محافظة ديالى.
68. في 24 آب/ أغسطس عام 2014، شنت ميليشيات العصائب بمهاجمة مسجد مصعب بن عمير في ديالى، ذبح من خلالها 70 من المصلين السنة. ومن بين القتلى عدد من الأطفال. وفي 2 تشرين الثاني/ أكتوبر عام 2014، اعلنت هيومن رايتس ووتش انه كانت الميليشيات الموالية للحكومة وقوات الأمن مسؤولة عن هذا الهجوم على مسجد سني في محافظة ديالى في آب/ أغسطس. ويقول شهود عيان ان المهاجمين كانوا من الشيعة وبعضهم كانوا يرتدون زي الشرطة.
69. كتبت رويترز في متابعة مفصلة في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر: "لقد بنيت طهران نفوذها في العقد الماضي من خلال منح الدعم السياسي للحكومة العراقية، واعطاء أسلحة ومستشارين إلى الميليشيات وما تبقى من الجيش العراقي.
"كان ذلك واضحا في هذا الصيف، عندما شن مقاتلون من كل الثلاثة ميليشيات هجوما على داعش. وفقا لما قال أبو عبد الله، أحد قادة كتائب حزب الله المحلية عندما سيطر داعش على أمرلي، ادخلت كتائب حزب الله 50 من أفضل مقاتليها الى هنا بطائرات هليكوبتر. انهم تشكلوا غرفة عمليات للتنسيق مع الجيش العراقي والميليشيات الأخرى والمستشارين من فيلق القدس على مدى أيام من القتال العنيف في آب/ أغسطس وبمساعدة من قصف امريكي - مثال نادر من قتال إيران والولايات المتحدة بوجه عدوا مشتركا - طردت تلك القوات بنجاح داعش.
بالتأكيد اثارت الميليشيات الشيعية في العراق العنف الطائفي. في الأشهر القليلة الماضية انهم اتخذو انتقاما من السنة كانوا يعتقدون أن تكون متعاطفة مع داعش، وأحرقوا منازل وهددت بوقف السنة العودة إلى مدنهم. وحسب الاقوال ان مقاتلي الشيعة خطفوا وقتلوا مدنيين من أفراد عوائل السنة. وهناك عصائب أهل الحق جنبا الي جنب كتائب بدر التي شكلت في عام 1980 خلال الحرب الايرانية العراقية كما هناك كتائب حزب الله وهي أقل سابقة وأكثر سرية. ولعب كل هذه المجموعات الثلاث دورا حاسما في محاربة داعش وهو حركة متطرفة من المنافسين الطائفيين للسنة. منسق لهذه الجماعات الثلاث هو قائد فيلق القدس قاسم سليماني".
70. وصف أحد المقربين السابقين من المالكي لرويترز بالتفصيل خطة النظام الإيراني في العراق:
وقال ان "النهج الأمريكي هو ترك العراق للعراقيين". "الإيرانيون لا يقولون ترك العراق للعراقيين بل يقولون اتركوا العراق لنا. " ويقول مسؤولون عراقيون، ان الخطر هو أن النفوذ الإيراني العميق سيؤدي الى إدامة الصراع الطائفي في العراق. ويشكو كثير من السنة العراقيين ان المالكي، الذي كان زعيما للعراق حتى اضطر الى التنحي في شهر آب/ أغسطس، كان خاضعا لأوامر طهران ومنع السنة من الحصول على قدر أكبر من السلطة السياسية. وقال مسؤول عراقي رفيع المستوى الحالي ان الطريقة التي تتبعها إيران وسليماني هي تماما عكس استخبارات السعودية بحيث يعطي المال فقط ولكن ليس على أرض الواقع. "الا ان سليماني يرى الهدف بداية ثم يتبعه."
71. تعتبر منظمة بدر هي المنظمة الرئيسية التابعة لفيلق القدس للحرس الثوري الإيراني في العراق. النظام الإيراني ينفذ العديد من أجنداته الإرهابية في العراق من خلال هذه المنظمة. كما يستخدمها لتقديم الدعم العسكري واللوجستي الى بشار الأسد. خاصة خلال فترة الولاية الثانية للمالكي التي كان قائد قوات بدر هادي العامري وزير النقل. انه لعب دورا رئيسيا في ارسال الاسلحة والمعدات من ايران الى سوريا عبر العراق. ويتلقى العامري أوامره من قاسم سليماني ويقع المكتب المركزي لتنظيم بدر في منطقة الجادرية ببغداد.
72. في 17 ايلول/ سبتمبر 2014 أصدر تنظيم بدر بيانا أعلن فيه: " نحن منذ البداية كان توجهنا نحو جبهات القتال بالتكليف الشرعي من سماحة اية الله قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي وقبل اصدار الفتوى من قبل المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني كنا نقاتل على جبهتي سورية والانبار في العراق وبعد الفتوى قام الجناح العسكري بتنظيم الفتوى على شكل حشد شعبي ينسجم مع القانون وادارته بشكل منظم وادراجه ضمن القوات الامنية تحت عنوان الحشد الشعبي ونجح في ادخال القوات الشعبية الى جبهات القتال بشكل منظم وتحت قيادة عسكرية قوية وحرر المدن الواحدة تلوالأخرى... نحن اليوم وكما اسلفنا تحت امر ولاية الفقيه وبالتأكيد لن نشارك بحلف مع امريكا ".
73. تاريخ منظمة بدر:
• في عام 1984 شكل الحرس الثوري الإيراني كتيبة تضم العراقيين الذين كانوا يقيمون في إيران للمشاركة في الحرب الايرانية العراقية في عملية سمي بـ«خيبر».
• بعد هذه العملية، نظم إسماعيل دقائقي من قيادة الحرس الثوري في محافظة خوزستان، هذه القوات بهيئة لواء وأطلق عليه اسم لواء بدر وكان أول قائده دقائقي نفسه. انه قتل لاحقا في الحرب الايرانية العراقية.
• في عام 1985 انضم لواء 9 بدر إلى معسكر رمضان، الذي كان آنذاك مقرا للحرس الثوري في الحرب غير التقليدية ووضع تحت امرة معسكر مقدم لقيادة القوات البرية للحرس الثوري في جميع الجبهات الثلاث للحرب - غرب وجنوب غرب ووسط – وشارك في الحرب ضد العراق.
• في عام 1987 تحول لواء 9 بدر الى فرقة 9 بدر بصفتها واحدة من الجماعات المعارضة العراقية وقاتلوا في حرب غير تقليدية داخل العراق تحت قيادة معسكر رمضان.
• في عام 1988 أرسل الملالي فرقة 9 بدر جنبا إلى جنب للحرس الثوري وسائر فرقهم في قوات الحرس والجيش لمحاربة مجاهدي خلق. وهو ما أكدته قيادة فرقة بدر بان 109 من مقاتليها قتلوا في هذه الاشتباكات.
• في ايلول/ سبتمبر 1991، تم تحويل فرقة 9 بدر الى فيلق بدر وكان يضم مباشرة الى الحرس الثوري حتى سقوط النظام العراقي السابق في عام 2003 انه كان تستخدمه إيران كقوة خارج الحدود في إطار 'قوة القدس' ضد العراق.
• من عام 1991-2001 قامت قوات بدر بتنفيذ 134 عملية إرهابية ضد أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في العراق.
74. على اساس خطة النظام الايراني دخلت قوات بدر الى العراق بعد بدء الغزو الامريكي في عام 2003 واستولت على المباني الحكومية في مختلف المدن وبدأت بإنشاء مكاتبها لتجنيد قوات جديدة. وفي نفس الوقت بدأت بتجميع الأسلحة وإخفائها في مختلف المستودعات في كل محافظة. يوم 17 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2003 تم تحويل فيلق بدر الى "منظمة بدر ". كان الهدف هو تقليل حساسية الأميركيين على فيلق بدر كقوة عسكرية والايحاح بان هذه المنظمة لم تعد تشارك في أنشطة عسكرية. مع ذلك، في اثناء تشكيل قوات الامن العراقية مثل وزارتي الدفاع والداخلية، تم زج جميع عناصرها العملياتية في هذه الوحدات كما نظمت قواته جديدة الدخول في وحدات شعبية باسم " أنصار بدر" ومنذ البداية تلقت هذه الوحدات التدريب العسكري وتم تزويدهم بالاسلحة.
75. بدأ فيلق 9 بدر منذ البداية بتشكيل جهاز عملياتي بهدف اغتيال وتطهير المعارضين وتوجيه ضربات خاصة على قوات التحالف. وكانت مهمة هذا الجهاز تنظيمية وعناصره كانوا في سرية تامة وهم الذين جمعوا معلومات استخباراتية عن معارضي تدخلات النظام الايراني في العراق خلال العقد الماضي ثم تقديمها الى فيلق القدس بهدف اغتيالهم وذلك عن طريق نفوذ عناصر هذا الجهاز الارهابي في الدوائر الحكومية.
76. هادي العامري هو رئيس منظمة بدر وكان وزيرا للنقل في حكومة المالكي الثانية. انه حاليا دخل البرلمان العراقي وأصبح عضوا فيه هو أيضا قائد جبهة ديالى. وله أسماء أخرى وهي هادي فرحان عبد الله العامري، الملقب أبو حسن العامري. كما لديه بطاقة هوية إيرانية واسمه الايراني حسن العامري. زوجته هي أيضا إيرانية. انضم العامري لمنظمة بدر مرة أخرى في عام 1986، وأنهى تدريبه في كلية القيادة العسكرية من جامعة الإمام حسين للحرس الثوري ".
77. في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 كتبت وكالة رويترز عن منظمة بدر: "أقدم قوة في العراق نيابة عن ايران هي كتائب بدر التي يرأسها هادي العامري، وهو من قدامى المحاربين من كلا المجالي القتالي والسياسي. ان هذه المجموعة عندما دخلت السياسة تسمي نفسها منظمة بدر. وقاتل العامري جنبا إلى جنب الحرس الثوري الايراني ضد جيش صدام حسين خلال الحرب العراقية الايرانية في عام 1980. بعد الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، حصل على مقعد في البرلمان وشغل منصب وزير النقل خلال تولي المالكي ولاية ثانية. ان العامري الذي لم نتمكن من حصول عليه للتعليق، يخشاه ويستنكره العديد من السنة بسبب دوره المزعوم في ادارة فرق الموت خلال السنوات الأخيرة. واتهمت هيومن رايتس ووتش قوات بدر بقتل السجناء السنة في تموز/ يوليو. في المعارك الأخيرة ضد داعش حل العامري ملابسه بالزي العسكري وتحول إلى قائد المعركة خلال ليلة واحدة حيث كان يجري معه مقابلات تلفزيونية من الخطوط الأمامية للمعركة. وقال مسؤول أمني كبير سابق" ننظر إلى زي العامري ومن ثم مقارنته بأي زي عسكري عراقي ... انه مختلفة تماما "، " ابحث عن زي الحرس الثوري الايراني " ، " ذلك هو بالضبط واحد منهم. "

§ الاستنتاجات والخطوات اللازمة

78. هزيمة داعش ليست مهمة عسكرية بقدر ما تكون مهمة سياسية. فإن العملية العسكرية لن تؤتي ثمارها من دون اقتلاع الجذور السياسية والاجتماعية لهذه الظاهرة. حتى لو حققت انجازات عسكرية، لن تحل المشكلة ويمكن بسهولة ان تعيد.
79. أهم اسباب ظهور ونمو داعش في العراق هو تدخل النظام الايراني المستمر في شؤون العراق الداخلية كما دعمه النشط لبشار الأسد في سوريا كان عاملا لنموه في العراق وسوريا. ايران هي جزء من المشكلة. وبالتالي على الولايات المتحدة ان تمنع التدخل الايراني في العراق وتنأي بنفسها عن أي نوع من التعاون أو الشراكة ومشاركة ايران في الائتلاف.
80. يجب على الولايات المتحدة والائتلاف التجنب عن اشراك الميليشيات الموالية لإيران في محاربة داعش وبدلا من ذلك عليها منعهم وتحييدهم. استغلال الميليشيات الغارات الجوية الأمريكية واحتلال بعض المناطق مثلما حدث في أمرلي أو جرف الصخر يعطي ذخيرة الى داعش للدعاية سياسيا واجتماعيا و يزيد من دفع أهل السنة باتجاهه.
81. يجب خوض الولايات المتحدة وقوات التحالف بسرعة في المفاوضات مع الممثلين الحقيقيين للعشائر السنية والمجتمع وخاصة أولئك الذين لم يشاركوا في العملية السياسية قبل ذلك وكانوا في حالة حرب مع المالكي. ويجب اعطاء الضمانات اللازمة اليهم ليكونوا قادرين على دخول الحرب ضد داعش.
82. على الحكومة العراقية أن تتخذ فورا إجراءات لتطهير المؤسسات الحكومية المختلفة، بما في ذلك الحكومة ووزاراتها وقوات الجيش والأمن والشرطة من عملاء ايران أو الميليشيات. وتفعيل ذلك مهم بشكل خاص لقوات الأمن ويتطلب الأولوية الملحة. وبدون ذلك لن يتسنى لمشاركة حقيقية لأهل السنة في العملية السياسية.
83. جرت الانتخابات في نيسان/ أبريل الماضي في أجواء غير عادلة وغير ديمقراطية. اضافة إلى عمليات التزوير الضخمة والاحتيال من قبل المالكي، كانت المشاركة في المناطق السنية محدودة جدا. لذلك لا ينبغي أن تقتصر مشاركة المجتمعات السنية في الحكومة لأولئك الموجودين في البرلمان حاليا. على رئيس الوزراء العبادي ان يرحب هؤلاء القادة السنة الذين لم يكونوا في العملية السياسية من قبل أو كانوا يحاربون المالكي.
84. القضاء العراقي الذي تحول تدريجيا إلى أداة في يد المالكي وإيران خلال السنوات الـ 10 الماضية ، يجب استعادته ليصبح مستقلا تماما عن السلطة التنفيذية.
85. الملفات القانونية الملفقة من قبل المالكي ضد الزعماء السنة مثل الدكتور طارق الهاشمي والدكتور رافع العيساوي والدكتور أحمد العلواني يجب أن تغلق. يجب عودة هؤلاء الزعماء الى العملية السياسية كما يجب الافراج عن جميع السجناء السياسيين - خاصة النساء - ويجب وقف عمليات الإعدام.
86. يجب محاكمة ومعاقبة المتورطين في عملية النهب والسرقة وجرائم ضد الشعب العراقي والمجازر مثل الحويجة (23 نيسان/ ابريل 2013) وأشرف (الاول من ايلول/ سبتمبر 2013) وديالى مسجد مصعب إبن عمير (22 آب/ أغسطس 2014).
87. يجب أن يكون أمن وسلامة وحقوق اللاجئين الإيرانيين في مخيم ليبرتي مضمونا.و يجب احترام الملكية لأموالهم في أشرف وليبرتي ويجب تقديم مرتكبي الجرائم السابقة ضدهم إلى العدالة.

بينما تعرب الجمعية الاوربية لحرية العراق (ايفا) عن امتنانها للخطوات التي اتخذها حتى الآن رئيس الوزراء العبادي مسايرا مع النقاط آنفة الذكر في هذا التقرير، فانها تدرك تماما أن الوفاء على النقاط المذكورة قبل كل شيء سينطوي على تهديدات وعراقيل من قبل النظام الإيراني ووكلائه في العراق. ولكن من دون هذه الإجراءات الشجاعة سيكون التغلب على الأزمة الحالية التي هددت كيان العراق أمرا مستحيلا. نحن لن نتردد في تقديم أي مساعدة بما في قدرتنا لتحقيق هذه الأهداف من أجل عراق حر ومستقر.

سترون ستيفنسون
رئيس الجمعية الاوروبية لحرية العراق
رئيس لجنة العلاقات مع العراق في البرلمان الأوروبي (2009-2014)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات