الإنتحار حرقا وسط بغداد
لماذا تتوقف عملية إقرار الموازنة للعام الجاري والتالي، ولماذا تصرف أموال طائلة لإقليم كردستان بينما يحرم الموظفون من رواتبهم في بعض الوزارات كالصناعة مثلا، ولماذا يصر العراقيون على وحدة وطنية تجعلهم يعيشون في المزابل، بينما تذهب أموالهم الى جيوب بعض المستثمرين والسياسيين النفعيين وقادة الأحزاب الكبرى، والى حكومة كردستان. صحيح إن الأخوة الكرد لديهم مبرراتهم وسيعترضون، ونقدر ذلك، ولكن لماذا لاتذهب كركوك لهم ونستثمر نفط الجنوب فهم يسيطرون على نفط الشمال ويحصلون على أموال من نفط الجنوب ويعطلون مصالح الشعب بتعطيل الميزانية.. وجود صراع سني شيعي لن ينتهي حتى ينتصر أحد الطرفين ووجود الصراع مع الأكراد بهذه الحدة لن يقدم شيئا لمصلحة الوطن. ولابد من حل حتى لو كان بتشكيل أقاليم ليحصل الناس على حق تقرير مصير مؤجل.
جاءني صديقي مصطفى ويعمل موظفا براتب إبتدائي بسيط يزيد بعض الشئ على ال 300 ألف دينار عراقي وهو يندب حظه العاثر فقد إقتطعت الدائرة التي يعمل لحسابها مبلغا من راتبه لتوجهه بحسب زعمها الى جهة أخرى كبقية الموظفين، بينما يشكو قريب لي مضى عليه ثلاثون عاما في الخدمة في أحد مصانع الزيوت من عدم إستلامه راتبه الشهري من ثلاثة أشهر ولايعرف كيف يتحصل على الراتب هو وزملاء كثر له في المصنع وفي مصانع أخرى.
يعاني المواطنون في العراق بسبب سياسات بعض الشخصيات المتنفذة في البرلمان والحكومة ولايهتدي هولاء لقرارات تخفف من غلواء الناس العاديين الذين يدفعون الثمن، وليس لهم من سبيل للوصول الى العيش الآمن والكريم في ظل تحديات سياسية عميقة، وخلافات عقيمة، ومشاكل في الإقتصاد والأمن، وكأن العاملين الفاعلين في السياسة لايريدون للمشاكل أن تحل فيعطلون الحياة، ويوقفون الأعمال والمشاريع للأسف بطريقة سيئة ومقيتة.
لم يبق لنا غير أن نحرق أنفسنا في ساحة التحرير وسط بغداد..
لا، فهذا حل غير مقبول، سيقولون عنا، لقد إنتحروا وماتوا وهم كفار.