ندوة: ما يجري في القدس صراع وجود وهوية
المدينة نيوز - أكدت ندوة متخصصة، ان ما يجري في القدس ليس صراعا دينيا وانما صراع وجود ومستقبل وهوية وسيادة على المدينة المقدسة.
وقال المشاركون في ندوة "تنامي الغضب الفلسطيني في القدس" والتي اقيمت مساء الثلاثاء، بمقر حزب الوحدة الشعبية، ان المواجهة مع العدو الاسرائيلي ليست صدفة او مفاجئة، لكنها سياسية وتاريخية واسترتيجية.
واشاروا الى ان ما يجري هو حلقة في صراع طويل بين منظومتي العلاقة الفلسطينية الاسرائيلية المبينة على الفكر الصهيوني في الاقتلاع والتهجير وتزييف الحقائق.
وقال الباحث الزميل نواف الزرو خلال الندوة التي ادارها عضو المكتب السياسي للحزب محفوظ جابر، ان ما يجري في فلسطين، يرمي الى تهديم المشهد العربي في القدس، من اجل بناء مشهد يهودي مكانه، مشيرا الى نوايا اسرائيل في سلب السيادة لتصبح فلسطين صهيونية.
واضاف ان هذه النوايا اججت من تنامي مشاعر الغضب الفلسطيني الذي يرشح على شكل معارك يومية ومواجهات واقتحامات صهيونية لقطعان المستوطنين ووحدات الجيش، التي يتصدى لها اطفال القدس ومناطقها المجاورة بكل بسالة.
وقال ان الفلسطينيين منقسمون حول المفاوضات مع اسرائيل، ففريق يرى انه صراع وجود واخر يتطلع لتسوية سياسية يتفاوض خلالها على هذا الاساس، واصفا اسرائيل بأنها غير قابلة لنظرية التعايش والتطبيع رغم ظهور هذا الاخير، في السنوات الاخيرة.
وبين الزرو، أن الكفاح والنضال الفلسطيني بدأ في مواجهة المشروع الصهيوني عام 1878 حينما بنيت اول مستوطنة يهودية، وحينها كان الغرب الاستعماري متحالفا مع الحركة الصهيونية، لافتا انه ومنذ ذلك الحين بدأت اسرائيل سياستها في التطهير العرقي الذي بلغ ذروته هذه الايام.
وقال امين عام حزب الوحدة الشعبية الدكتور سعيد ذياب، ان الاستيطان يقوم على فكرة الالغاء والاحتلال وتكريس يهودية الدولة وعدم التنازل عن القدس، واعتبار ان العرب في فلسطين ليسوا مواطنين، مشيرا الى ان هذا المأزق قاد لتنامي الصراع وبالتالي فشل المفاوضات.
واشار الى ان العوامل التي اسهمت في اشتعال الانتفاضتين الاولى والثانية، حاضرة في المشهد اليوم، لكن في السابق كانت القوى موحدة والارادة الفلسطينية متوفرة.
واعتبر ذياب ان معيقات الانتفاضة الشاملة تتمحور اليوم في طبيعة الواقع الجغرافي الفلسطيني والتقسيمات المفروضة من قبل اسرائيل وجدار الفصل العنصري، والتنسيق الامني، اضافة للوضع الاقتصادي المتعلق برواتب نحو 500 الف موظف في السلطة الفلسطينية بينهم نحو 128 الف في غزة.
(بترا)