ألف مبروك لمصر.. وعقبال الأردن
![ألف مبروك لمصر.. وعقبال الأردن ألف مبروك لمصر.. وعقبال الأردن](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/33743.jpg)
كغيري من أبناء الأردن تابعت باهتمام واعتزاز وافتخار الانجاز المصري الذي تحقق في بطولة أفريقيا لكرة القدم ، ذلك الإنجاز أو لو شئتم الاعجاز الذي تمثل في تحطيم معظم الأرقام القياسية على مستوى لعبة كرة القدم ، فالمنتخب العربي المصري هو أول فريق يفوز في تسعة عشر مباراة متتالية على مستوى بطولة أمم إفريقيا دون هزيمة، وهو الفريق الوحيد في العالم الذي استطاع أن يحافظ على بطولة قارية لثلاث دورات متتالية ، وهو المنتخب الوحيد الذي حاز على بطولة قارية في العالم سبع مرات، وهو المنتخب الوحيد الذي حصد في بطولة واحدة كافة جوائزها المقررة، حيث حصل على جائزة احسن لاعب وجائزة احسن حارس مرمى وجائزة اللعب النظيف وجائزة هداف البطولة، كما حصل أيضاً من الناحية الإحصائية على أفضل هجوم وأفضل دفاع وكذلك تم اختيار خمسة من لاعبيه ضمن التشكيلة المثالية لمنتخب إفريقيا كما حصل مدربه العربي المصري على لقب أحسن مدرب ... كل ما سبق يشكل بلا أدنى شك إعجازا كرويا بكل المقاييس تابعناه في الأردن كما تابعه أشقاءنا في مصر وبقية الدول العربية، وحمدنا الله عليه كثيراً وشكرناه لأننا عشنا لنرى منتخباً عربياً يناطح السحاب ويحصد الالقاب تلو الالقاب مما اهله عن جدارة واستحقاق بان يكون سيد العرب وإفريقيا.
وفي الوقت الذي نهنئ فيه منتخبنا العربي المصري على هذا الإنجاز التاريخي، نتمنى هنا في الأردن ونسأل أنفسنا متى سنرى إنجازاً أردنياً مماثلاً ، متى سنرى العلم الأردني خفاقاً عالياً فوق قمة بطولة قارية مماثلة ، متى سينزل الأردنيون إلى شوارع العاصمة والمحافظات الأردنية حاملين الاعلام الأردنية ويهتفون باسم الأردن كما خرج المصريون وهتفوا باسم مصر حتى الصباح.. ، متى سنشاهد منتخباً أردنياً ينافس على لقب دولي أو إقليمي ، ثم ما الذي ينقصنا في الأردن ليكون لدينا منتخب لكرة القدم قادر على التحليق عالياً في المحافل الدولية والقارية .. قلة الكوادر البشرية ... لا اعتقد فلدينا - كما أفادني بعض المتابعين – لاعبين على مستوى عالي والدليل على ذلك أن منتخب الشباب ومنتخب الناشئين تاهلا عن جدارة واستحقاق إلى بطولة أسيا .
المشكلة في لعبة كرة القدم في الأردن هي مشكلة مادية بحتة .. حلها يكمن في تظافر كافة الجهود الوطنية سواء من جهة الحكومة أو من جهة المؤسسات والشركات، فالحكومة اعتقد انها مدعوة لإعادة النظر في المخصصات المالية المقررة سواء للمجلس الأعلى للشباب والرياضة أو لاتحاد كرة القدم، والمؤسسات والشركات مدعوة لأن تساهم في علاج شح الموارد المالية الذي يعاني منه اتحاد كرة القدم سواء من خلال تخصيص نسبة معينة من ارباحها لصالح صندوق ينشأ خصيصاً لدعم الاتحاد أو من خلال زيادة الحملات الدعائية والاعلانية أو زيادة سقف الرعاية المالية للاندية أو تغيير وصفها من مجرد رعاية شكلية لتصبح مظلة قانونية بحيث تتبنى كل شركة او مؤسسة نادياً معيناً وتكون مسؤولة من مرتبات اللاعبين واعضاء الجهاز التدريبي والإداري والطبي، أو أن تتحول الأندية إلى شركات تجارية وفقاً لمتطلبات الاحتراف الصحيح .
مشكلة ايجاد منتخب أردني قوي ومنافس ليست مشكلة مزمنة لا علاج لها بل على العكس إذ يمكن وفي عضون سنة أو أقل أيجاد مثل هذا المنتخب المنشود شريطة إخلاص النية واعتبار أن وجود مثل هذه المنتخب يعتبر من قبيل المصالح الوطنية ولا بد للجميع من المساهمة والمشاركة في تحقيق هذه المصالح ، وللتدليل على صحة هذه الملاحظة تخيلوا معي لو تم خصم دينار واحد فقط من فاتورة أو رصيد كل واحد ممن يستخدم الهاتف الخلوي على أن يتم ترحيل مجموع هذا الخصم إلى خزينة الاتحاد، عندئذ سيكون لدينا حوالي 2 مليون دينار ، هذا المبلغ دون ادنى شك كافي لبناء منتخب أردني قوي ومجهز إدارياً وتدريبياً وطبياً بأفضل الكوادر البشرية القادرة والمؤهلة لتوظيف المهارات الأردنية الكروية المنشرة في كافة مناطق ومحافظات الوطن وإيجاد منتخب وطني يسعدنا ويشرفنا في المحافل الدولية كما أسعد وشرف المنتخب المصري الشقيق أبناء مصر وكافة الدول العربية.