كواليس لقاء الطراونة بنظيره التركي
المدينة نيوز - قال رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة ان الارهاب الذي يغذيه المتطرفون باسم الدين الإسلامي يقض مضاجعنا ويهددنا جميعا وان مواجهته تتطلب جهودا ومبادرات على مستوى الإقليم وليس الدول المتأثرة فقط فالإرهاب هو عدو للجميع .
جاء ذلك خلال جلسة المباحثات الرسمية التي جرت الاثنين في مجلس النواب بين مجلسي النواب الأردني ونظيرة التركي وترأسها عن الجانب الأردني رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة وعن الجانب التركي رئيس الجمعية الوطنية الكبرى (مجلس النواب )السيد جميل تشيشيك وقال الطراونة اننا في الاردن ما زلنا نعمل مع المجتمع العربي والدولي على التعريف بقضايانا المختلفة التي تمثل تحديا نواجهه جميعا ويهدد اجيال المنطقة في ظل غياب قيم الامن الشامل والاستقرار المستمر وقال ان الإرهاب الذي يغذيه المتطرفون باسم الدين الاسلامي يقض مضاجعنا ويهدد وعي وثقافة أبنائنا ومواجهته تتطلب جهودا ومبادرات على مستوى الإقليم وليس على مستوى الدول المتأثرة فقط فالإرهاب هو عدوى المجتمعات وانتقاله من مرحلة الجيوب لمرحلة المناطق هو تحد خطير يجب ان ننتبه له ونعي آثاره في المدى المنظور والبعيد ويكفينا ان ننظر لما آلت اليه احوال سورية والعراق حتى نتعظ وناخذ العبرة ونحصن انفسنا من خطر تمدد المتطرفين بالاتجاهات كافة ولذلك كان قرار المشاركة في الحرب على الارهاب في عقر داره قرارا من صميم المصالح الوطنية لبلدنا .
وبين المهندس الطراونة انه وفي سياق ما تشهده دول الجوار من فوضى امنية ما زلنا في الاردن متمسكين بالدعوة للحل السياسي للازمات وذلك من منطلقات واهداف أساسية على راسها حقن الدماء والحفاظ على وحدة الارض واستمرارية عمل المؤسسات وهو ما يخدم المصالح على مستوى المنطقة كافة وهنا فان استمرار الفوضى الامنية في سورية والعراق هو الذي يغذي حواضن الارهاب لتنتج لنا اجيالا من المتطرفين والإرهابيين اصحاب عقول وقلوب مريضة يتكاثرون في مستنقعات الفوضى وعدم الاستقرار .
وقال ها نحن اليوم ونحن نواجهه حربا عسكرية ضارية مع الارهاب مجهولة الامد والتقدير فاننا ننتظر استحقاقات الحرب الفكرية والثقافية التي من الواجب خوضها بعد التحصن جيدا بالحجج والبراهين القاطعة التي تفصل بين التطرف وبين الاسلام بعد الاحتكام لنصوص كتابنا الكريم ومسيرة نبينا العربي الهاشمي محمد صلى الله علية وسلم .
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وابعادها الخطيرة قال الطراونة اننا ننظر لتأخر حلها بانه العنوان الاساسي في تغذية الفكر المتطرف على مستوى العالم وما ممارسات الجانب الإسرائيلي الاحادية واعتداءاته المتكررة على المقدسات الاسلامية المسيحية في القدس الشريف وظلمة الصريح للشعب الفلسطيني الا دليل ساطع على ان المجتمع الدولي لا ينظر للتطرف بعين واحدة بل بمعايير مختلفة .
واكد ان اعلان قيام الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على ترابها وعاصمتها القدس الشريف هو مفتاح الحل لقضايا المنطقة والاقليم وهو ما اكده جلالة الملك على المنابر وفي المحافل الدولية وقال اننا نتطلع للبحث في القضايا المشتركة ونتطلع لتاكيد التفاهم على التقاطعات التي تجمعنا واننا في مجلس النواب نشيد بالتعاون الاقتصادي بين بلدينا والعلاقات الثنائية المميزة ونؤكد بان تلك العلاقات هي نموذج يحتذى به وواجب تطويره لصالح شعبينا ومؤسساتنا وعليه لابد من التأكيد على ان التفاهم المشترك على حلول لقضايا المنطقة هو المدخل الأساسي لسلامه تقييمنا السياسي لأوضاع الاقليم الملتهبة وتحدياته الطارئة والمزمنة .
من جهته قال تشيشيك انه وفي هذه المرحلة تمر منطقتنا بظروف صعبة و بالتالي فان العلاقات القائمة بين الاردن و تركيا كلما تطورت فان ذلك سيعمل على تعزيز الاستقرار في المنطقة .
وقال ان العلاقات التركية الاردنية علاقات قوية و متينة ونحن في تركيا معنيون بتعزيز هذه العلاقات مشيرا الى الزيارة الاخيرة التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني الى تركيا وزيارة رئيس وزراء تركيا الى الاردن كان لهما اثر كبير في تطوير علاقتنا المشتركة .
وأضاف تشيشيك علينا كبرلمانيين ان نلعب دورا في اطار تعزيز العلاقات التركية الاردنية .
وقال اننا نتابع التطورات والاصلاحات التي تحققت في الاردن ونرغب بتطوير حقيقي لعلاقاتنا في مختلف المجالات .
وتابع ان الاوضاع في المنطقة تجعل من الضروري ان تكون العلاقات التركية الاردنية علاقات متميزة وقوية فتركيا كما الاردن تعاني من الارهاب وتركيا منذ ثلاثين عام تواجه الإرهاب وفقدت حوالي 30 الف تركي ولم تلق أي دعم دولي لمواجهة الارهاب الا من بعض الدول .
وقال ان بعض الدول زودت قوى الارهاب والتطرف بالدعم وبات ذكر اسم منطقتنا مرادف للقتل والارهاب مشيرا الى ان تركيا تقف في وجه الارهاب بجميع اشكاله .
وتابع ان تركيا على استعداد للتعاون مع جميع الاطراف في المنطقة وأي جهة كانت ترغب بالعمل على مواجهة الارهاب الذي تسبب بمآس للجميع .
وقال ان منطقتنا تتعرض لمأساة انسانية بسبب الارهاب و اكثر الدول تاثرت من الاعمال الارهابية هي الاردن وتركيا ولبنان بسبب استقبالهم لمئات الالاف من اللاجئين وباتت دولنا تعاني من ازمات اقتصادية وغيرها بسبب الارهاب الذي يضرب منطقتنا والغريب ان العديد من الدول تكتفي باصدار البيانات التي لا تطعم اللاجئين ولا تحميهم ولا توفر المسكن الامن لهم .
وأضاف ان الارهابيين في منطقتنا يحملون اكثر من جنسية و بالتالي فان التساؤل المطروح كيف ظهر هؤلاء وهل ظهروا فجأة وان المتضررين منه هم المسلمون انفسهم لذلك فان تركيا ملتزمة بالتعاون مع الادن لمواجهة الارهاب .
و قال ان تركيا تحترم الولاية الدينية لجلالة الملك على المقدسات الاسلامية و المسيحية في فلسطين و ان تركيا على استعداد لتقديم جميع اشكال الدعم الذي يريده الاردن لحماية المقدسات الاسلامية مستنكرا الاجراءات التي تقوم بها اسرائيل و المتمثلة باغلاق المقدسات الاسلامية امام المسلمين في القدس،مضيفا ان الامن و الاستقرار في المنطقة يتحقق من خلال التخلي عن السياسات الطائفية و اتباع سياسات حاضنة لجميع المواطنين الذين ينتمون لطوائف مختلفة .
وأكد ان التعاون بين تركيا و الاردن هو امر ملح في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة لمواجهة الارهاب و التطرف و لتوحيد الجهود من اجل العمل معا لتحقيق الامن و الاستقرار في المنطقة .
و قال ان هناك بعض المعيقات في عملية التعاون الاقتصادي نامل ان يتم حلها خلال فترة قصيرة من خلال وزراء الصناعة و التجارة في البلدين الصديقين .
بدوره قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب بسام المناصير ان لدى الاردن و تركيا رؤيا مشتركة حول ضرورة قيام دولة فلسطين مستقلة وانهاء ماساة الشعب السوري و تحقيق الامن له و رؤيا حول ضرورة مواجهة الارهاب و التطرف الذي يواجه منطقتنا .
وأضاف المناصير ان الازمة السورية دفعت أكثر من مليون لاجئ سوري الى الاردن ادى وجودهم الى زيادة التحديات الاقتصادية التي يواجهها في ظل غياب دعم دولي حقيقي للاردن من المجتمع الدولي .
اما النائب الاول لرئيس مجلس النواب النائب احمد الصفدي فاعرب عن ارتياحه للمباحثات التي تمت بين مجلسي النواب و دعا الى تعميق علاقات التعاون بين الاردن و تركيا في جميع المجالات و خاصة البرلمانية .
اما رئيس لجنة الصداقة الاردنية التركية النيابية كمال الزغول فقال اننا نفتخر في الاردن بالمستوى الرفيع الذي وصلت اليه العلاقات الاردنية التركية في مختلف المجالات .
وقال ان الانجازات الكبيرة التي حققتها تركيا بالعديد من المجالات و خاصة الاقتصادية هي محط احترام و تقدير الجميع و دعا الى المزيد من التعاون بين الاردن و تركيا في مواجهة الارهاب .
وبعد انتهاء المباحثات الرسمية عقد النائب الصفدي وتشيشيك مؤتمرا صحفيا استعرضا فيه ابرز ما تم خلال المباحثات البرلمانية الاردنية التركية .
وقال النائب الصفدي ان المباحثات الاردنية التركية ركزت على الجهود المشتركة لمحاربة الارهاب و التطرف و ضرورة حل القضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية اضافة الى العلاقات الاردنية التركية في مختلف المجالات و سبل تعزيزها .
وأضاف حول رؤيا جلالة الملك عبدالله الثاني للازمة السورية ان جلالته و منذ بداية الازمة السورية اكد ضرورة حلها حلا سياسيا وان الحل العسكري لا يمكن ان ينهي الازمة السورية .
وقال ان جلالة الملك عبدالله الثاني كان يشير في تصريحاته الى ان الازمة السورية سوف تطول ان لم تبذل الجهود الحقيقة لحلها .
وأكد انه على الجميع ان يقف صفا و احدا لمواجهة الارهاب و التطرف في المنطقة و هذا ما كان جلالة يؤكد عليه باستمرار بان الحرب على الارهاب تحتاج الى جهود و تعاون الجميع لان لا احد بمنأى عن تداعيات الارهاب .
من جهته تشيشيك ان تركيا تدعم سياسات الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لاعادة الامن و الاستقرار الى المنطقة و ان سياسة جلاله الملك عبدالله الثاني هي بصيص الامل لهذه الازمة من اجل عودة الامن و الاستقرار لها .
و أضاف ان جلالة الملك عبدالله الثاني هو الحامي لجميع المقدسات في فلسطين و المسجد الاقصى و تركيا تدعم ايضا الجهود التي يقوم بها جلالته من الحفاظ على هذه المقدسات الاسلامية في فلسطين عامة و القدس خاصة و ندعم جلالته في مساعيه الرامية على الدوام من اجل تمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني .
وحضر المباحثات البرلمانية عن الجانب الاردني النائب الاول لرئيس مجلس النواب احمد الصفدي ومساعدو رئيس المجلس محمد الردايدة ونجاح العزة اضافة الى رئيس لجنة الصداقة البرلمانية الاردنية التركية النائب كمال الزغول ورئيس لجنة الشوؤن الخارجية بسام المناصير .
وحضر عن الجانب التركي الوفد المرافق لرئيس الجمعية الوطنية الكبرى (مجلس النواب) والسفير التركي لدى الاردن . بترا