المصري: الشهيد التل حالة اردنية متميزة جمعت بين الوطنية والقومية
المدينة نيوز:- قال رئيس مجلس الاعيان السابق طاهر المصري ان روح وفلسفة وتوجهات رئيس الوزراء الاسبق الشهيد وصفي التل يجب ان تستلهم في هذه الظروف الدقيقة والصعبة التي يمر بها الوطن والمنطقة وتحتاج الى توحيد الصفوف لمواجهة الاخطار والتحديات المحدقة بنا.
واضاف المصري خلال امسية حوارية في الذكرى الثالثة والاربعين لاستشهاد التل نظمها ديوان عشيرة الحجازي في اربد امس الاثنين ان الشهيد واحد من قادة سياسيين كبار فرضوا حضورهم في الذهنية العامة لشعوبهم بعد رحيلهم لانه جمع بين مسارين متلازمين لا تناقض بينهما، فهو قومي عربي انخرط في القضية العربية عموما والقضية الفلسطينية خصوصا، وهو وطني اردني امن بحتمية ان يكون الوطن القومي هو المرحلة الاولى نحو العمل العروبي المشترك.
واشار المصري الى ان رؤية الشهيد التل للمشهدين العربي والاردني انطلقت من العناية بالارض والانسان وبناء قاعدة وطنية راسخة مستندة الى مبادىء التواصل المباشر مع الجماهير وحثه على العلم والاهتمام بالزراعة وصولا لقدر من اكتفاء ذاتي يحمي اراداته وقراره وقادر على بناء ذاته اعتمادا على انسانه وموارده.
ولفت الى ان شخصية الشهيد التل تشكلت من مزيج يجمع بين العسكرية المنظمة والمقاومة الشعبية الجهادية والعمل السياسي وحب الارض ما منح شخصيته ثقة مطلقة بالذات لم تكن قطرية منغلقة بل كانت قومية واقعية.
ونوه الى ان الشهيد كانت له رؤية واضحة بشأن العمل الفدائي آنذاك بأن أراده مستقلا لا شأن له بالشؤون الداخلية للدول سواء في الاردن او غيره لكن الامور سارت بغير ما أراد فشكلت الفوضى العنوان الابرز في تلك المرحلة وكان مؤمنا بالعمل الجماعي لتحرير فلسطين وكان من اشد المعارضين لدخول الاردن حربا غير متكافئة عام 1967 وحذر من ان ذلك سيكون سببا في احتلال الضفة الغربية وهكذا كان لان الاردن لم يرد ان يحمله احد تبعات ومسؤولية الهزيمة ان هو احجم عن الدخول فيها.
وقال المصري انه وبعد النكسة وما آلت اليه الحرب انخرط الشهيد في مشروع الاعداد والاستعداد لتحرير فلسطين من خلال قوة عربية مشتركة قادرة على انجاز المهمة وحمل تصوره الى اجتماع وزراء الدفاع العرب في القاهرة حيث استشهد هناك مشيرا الى انه وبغض النظر عن اي جهات محتملة قامت باغتياله الا ان وصفي التل استشهد بسبب مشروعه التحريري العربي.
وقال" ان ذكرى استشهاد المرحوم هي مناسبة تدعونا لاستلهام العبر والدروس من تاريخنا العربي بعامة واولها حتمية التوحد بقوة لحماية الوطن وصون وجوده وتعظيم قدراته في مواجهة الاخطار، وابرزها المخططات الاسرائيلية الرامية لاقتلاع الشعب الفلسطيني من ارضه وجذوره وتهويد القدس وسائر فلسطين الى جانب المخاطر المحيطة بنا من كل جانب".
واشار الى ان كل هذه التحديات والتهديديات تتطلب منا الذهاب في طريق الاصلاح الشامل الى ابعد حدود تحصينا لجبهتنا الداخلية من كل المؤثرات واتاحة الفرص امام الجميع للمشاركة الفاعلة ضمن قواعد المواطنة والوطنية التي تكفل الحرية والعدالة والمساواة وسيادة الدستور والقانون على الجميع دون استثناء.
واستذكر الدكتور سعد حجازي جوانب من سيرة ومسيرة الشهيد الذي شكل حالة متميزة وطنيا وقوميا حملت مشروع واضحا وجريئا.
ودعا الى احياء مشروع وصفي في ظل التراجع والهزيمة والانكسار التي تمر بها الامة والهويات الفرعية والمتعددة على حساب الهوية الوطنية والوقومية الجامعة مؤكدا ان الشهيد عاش من اجل الوطن ومات من اجله.
وتناول الحضور في الحوار الذي اداره الدكتور هيثم حجازي، مفاصل وجوانب اخرى في حياة الشهيد وصفي التل.
(بترا)