الى محافظ البلقاء ومتصرف لواء عين الباشا
عاش الناس معا في قرى وبلدات لواء عين الباشا ما يقرب من 47 عاما وبعضهم مضى على إقامته في اللواء 67 عاما تميزت تلك السنوات بحسن الجوار والأخوة والصداقة والنسب والشراكة والتف الناس حول العديد من رموز المنطقة في الانتخابات النيابية أو البلدية أو المناسبات الاجتماعية المختلفة دون تمييز ومن تمكن منهم من شراء قطعة أرض وبناء بيت وتعليم أبنائه وتحسين مستوى عيشهم كان ذلك نتيجة الجوع والتوفير والاستدانة من البنوك والمشاركة في الجمعيات وبيع صداق زوجته.
والمستغرب والمستهجن بعد العيش معا تلك السنوات الطوال هو تكرار المشاجرات وانتقالها من حي الى آخر في بلدة عين الباشا تحديدا دون باقي القرى وبلدات اللواء واستخدام العنف من طرف واحد وخاصة احراق السيارات والمنازل وإطلاق النار وهذه الجريمة الكبرى بحق تماسك النسيج الاجتماعي الاردني والوحدة الوطنية فنحن شعب واحد ومصيرنا ومستقبلنا واحد وإن ما شهد أبناء غربي النهر من ظروف طارئة هو نتيجة العدوان الصهيوني واحتلال الضفة الغربية فالإقليمية هنا هي اقليمية ادارية وليست اقليمية سياسية.
فالمطلوب وضع حد نهائي لتلك المهزلة والمحافظة على حميمية العلاقة بين جميع سكان بلدة عين الباشا وذلك بردع المعتدي الذي يرتكب جرائم بحق أرواح وممتلكات الاخرين وتطبيق القانون وعدم التساهل وتعويض المتضررين فالكثير من مواطني عين الباشا وأصحاب المحلات التجارية يشعرون بقلق كبير ويسعى الكثير منهم لبيع بيته أو اغلاق محله التجاري ومن هنا نناشد دولة رئيس الوزراء ومحافظ البلقاء ومتصرف لواء عين الباشا وقادة الاجهزة الامنية بما عهد عنهم من حكمة واتزان ومسئولية عالية التدخل لدى وجهاء ورموز واعيان عين الباشا بوضع حد لحالة الارهاب والإخلال بالنظام العام والاحتكام الى العقلانية والقانون وتغليب ارادة العيش المشترك فالتجربة التاريخية تؤكد أن العنف المجتمعي يولد العنف وهذا نتيجة الشعور بالهزائم والإحباط مما يدفع الضحايا لممارسة البطولة على انفسهم في الوقت الذي يهزمون فيه أمام العدو الأساسي فتهديد الصهاينة بيهودية الدولة والاعتداءات على المسجد الأقصى والقدس ومشاريع الادارة الأمريكية في التقسيم والتجزئة وتشكيل ودعم عصابات الارهاب غير كافية لخلق وعي وحدوي يحول دون خلق ظروف للتدخل الخارجي في الاردن علما ان الدولة الاردنية هي دولة خالية من التركيبة العرقية أو الطائفية أو المذهبية وأخيرا نتقدم لاحترامنا للأهل والأخوة والأصدقاء من عشائر لواء عين الباشا وخاصة من أبناء عين الباشا وان ما يجري من احداث مؤسفة ومحزنة لن يمس جوهر العلاقة الوثيقة بيننا بالرغم من أن دوركم ما زال خجولا وليس بالمستوى المطلوب.
عدنان الاسمر