مؤتمرون ظاهرة العنف المدرسي وأسبابها
المدينة نيوز:- ناقش مشاركون في المؤتمر الطالبي الأول حول "العنف المدرسي" الذي نظمته شبكة مدرسة فاطمة الزهراء الثانوية الشاملة للبنات في قصبة اربد السبت مجموعة من اوراق العمل حول ظاهرة العنف المدرسي وأسبابها الاسرية والمدرسية والمجتمعية والجامعية، بمشاركة طلبة عرضوا لأفكارهم وملاحظاتهم وتوصياتهم للحد من الظاهرة بأسلوب علمي ومنهجية تربوية.
واكد مدير التربية لقصبة اربد علي الدويري خلال المؤتمر الذي استمر يوما واحدا، ان المدارس تخلو من ظاهرة العنف الطلابي ولم تسجل في المدارس أي حالات تذكر تتطلب تدخل الاجهزة الأمنية، مشيرا الى ان الاسرة تلعب دورا كبيرا في الحد من ظاهرة العنف المجتمعي.
وأضاف، ان الأسرة تعتبر المصدر الأساسي للعنف المدرسي، فالسنوات الأولى من حياة الطفل هي التي تحدد الإطار العام للشخصية الإنسانية، مؤكدا ان وزارة التربية والتعليم تبذل قصارى جهدها في الحد من ظاهرة العنف المدرسي.
واشار الى أن العنف المدرسي محدود ويمثل أقل من واحد بالمئة من مجموع الطلبة في الاردن الذين يقدر عددهم بمليون و800 طالب، مشددا على ان الوزارة لا تتهاون مع مرتكبي اعمال العنف وتصل عقوبتها في بعض الحالات الى الفصل النهائي من المدرسة.
وقال النائب جميل النمري ان للإدارة المدرسية دورا داخل المنظومة التعليمية، ويتجلى ذلك في السهر على تطبيق القوانين والنظم والتشريعات من خلال تعريف التلاميذ بالضوابط والقرارات والنظم المدرسية عند بداية كل موسم دراسي.
واكد أهمية المساواة بين التلاميذ، واتباع أساليب تربية حديثة في التعامل، وتوفير المناخ الديمقراطي، وإعطاء التلاميذ الفرصة للحديث بحرية تامة، والاهتمام بتنظيم ندوات ومحاضرات، لافتا الى الاهتمام بالنشاط المدرسي وتكثيف البرامج والأنشطة والرحلات التي تعمل على تخفيف المشاعر وتلطيف الآثار السلبية لدى التلاميذ.
ولفت الزميل احمد التميمي من يومية "الغد" الى ان قضية العنف قضية مجتمعية أخلاقية ترجع أساسا إلى تراجع القيم الاجتماعية في المجتمع، وتتطلب مواجهتها مشاركة جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية كالأسرة والمسجد والمدرسة ووسائل الإعلام نظرا لما تمتلكه الأخيرة من خصائص وإمكانيات تكنولوجية متنوعة.
وقلل من تأثير وسائل الاعلام على تنامي العنف واعتبرها من العوامل التي يمكن أن تساهم في زيادة نسبة العنف إلى جانب عوامل أخرى كالظروف الاجتماعية والاقتصادية، مؤكدا انه لا يوجد عنف مدرسي وإن وجد فإنه محدود بعكس العنف الجامعي الذي اصبح ظاهرة.
ودعا التميمي الى بناء استراتيجية إعلامية قادرة على تنمية القيم الاجتماعية التي تنبذ العنف وتدعو إلى الحوار والتواصل بين أفراد المجتمع عند التعامل مع بعضهم البعض لاسيما إذا كان هناك تكامل وتناسق بين هذه الوسائل.
وعرض الدكتور عمر البطاينة من الجامعة الهاشمية والدكتورة انشراح اليبرودي من جامعة اليرموك والأستاذ محمد ابو الرب لمفهوم العنف الذي بات يشغل حيز كبير في واقع حياتنا اليومية سواء داخل الاسرة او الجامعة او المدرسة او الشارع.
وأكدوا اهمية إعطاء التلاميذ الفرصة الكاملة للحديث والنقاش بحرية، والاستماع لهم باهتمام، والرد على أسئلتهم بطريقة لائقة ومقنعة، قابلة للنقاش والاهتمام بتدريب التلاميذ على حل خلافاتهم عن طريق الحوار والتفاهم وتقبل الرأي الآخر.
ودعوا أولياء الأمور الى الوقوف على سلوكيات أبنائهم داخل المدرسة بصفة مستمرة وعدم التساهل مع التلاميذ في حالات العنف الجسدي داخل المدرسة، والحزم في اتخاذ القرارات التأديبية المناسبة للفعل في حق التلاميذ العدوانيين أو المخالفين للنظم والقوانين المدرسية.
وأوصى المشاركون، بضبط أسلوب التعامل مع الأطفال في المدارس من خلال تشريعات وقوانين تؤطر العلاقة بين الطلبة وأركان العلمية التربوية.
ودعوا الى تعزيز الدور الإعلامي في محاربة هذه الظاهرة، وتسخير الأعمال الدرامية للحد منها، وإيجاد وسائل للترفيه النافع، وزيادة الوعي الديني والأخلاقي والتربوي.
كما اوصوا بتفعيل دور الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بالمدارس، والالتفات الى اهمية وعي الأسرة لدورها في تهذيب سلوك الطلبة ومنع لجوئهم إلى العنف وذلك بتربيتهم تربية تقوم على محاسن الأخلاق والثقة المتبادلة.
واكدوا اهمية نشر أفكار توعوية عن أضرار العنف المدرسي بالإذاعة المدرسية، ونشر ثقافة الحوار والتسامح بين الطلبة والمعلمين وإتاحة الفرصة للتدريب واكتساب المهارات اللازمة.
(بترا)