السفير الروسي يعرض لأوجه التعاون بين بلاده والمملكة

المدينة نيوز:- عرض السفير الروسي لدى الأردن بوريس بولوتين لأوجه التعاون بين بلاده والمملكة، خاصة ما اتفقت عليه اللجنة الوزارية الاردنية – الروسية المشتركة التي التقت هذا العام في موسكو ليشمل التعاون مجالات متعددة على مدى الاربع سنوات المقبلة.
واكد بولوتين في لقاء مع (بترا) ان الاتفاق يأتي استجابة للتطور المضطرد في العلاقة بين البلدين التي تحظى برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين.
وأضاف إن جامعة مدينة كورسك الروسية تدرس حاليا مع جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية إمكانية بناء قمر اصطناعي صغير للأغراض العلمية، مؤكدا ان روسيا ستواصل تشجيع مثل هذا التعاون في اطار الزيارات التي تتواصل بين الاكاديميين في البلدين واخرها الزيارة التي قام بها وفد روسي للأردن ضم رؤساء عدد من الجامعات وتم خلالها توقيع "عدد كبير من اتفاقيات التعاون في مجال البحوث العلمية المشتركة".
وعرض السفير بولوتين لمجالات الدعم التي تقدمها روسيا الاتحادية للأردن، موضحا ان روسيا قدمت للأردن للعام الدراسي 2014-2015 اكثر من 60 منحة للدراسة في الجامعات والمعاهد الروسية في مختلف الاختصاصات الطبية والهندسة النووية والتعدين، "مع وعد برفع عدد المنح للعام المقبل بشكل ملموس".
كما عرض بولوتين لبرامج دعم اخرى تقدمها روسيا الاتحادية للأردن منها ان الجانبين سينفذان مطلع العام المقبل مشروعا لدعم قدرات الدفاع المدني الاردني بكلفة اجمالية تبلغ حوالي 5ر3 مليون دولار بالتوازي مع مشروع آخر في مجال التغذية المدرسية ممول من روسيا بقيمة 12 مليون دولار وينفذ في اطار برنامج الغذاء العالمي، مشيرا الى مؤسسات مجتمع مدني اردنية تساهم في تعزيز التعاون في مجالات عدة منها نادي خريجي روسيا والاتحاد السوفياتي (ابن سينا)، وجمعية الصداقة الاردنية-الروسية، والجمعية الخيرية الشركسية وجمعيات اخرى.
ووفق السفير الروسي، يتزايد اهتمام مواطني بلاده بزيارة الاردن ضمن برامج سياحة دينية واخرى للمواقع التاريخية والأثرية، مشيدا بالتسهيلات التي قدمها ويقدمها الاردن في هذا المجال.
وردا على سؤال قال بولوتين، ان اختيار الاردن للتكنولوجيا النووية الروسية سيكون "مشروع العصر" في اطار العلاقات بين البلدين اللذين توصلا مبدئيا الى صيغة توفر اطارا لتنفيذ المشروع الذي ما يزال في مراحله "التمهيدية"، مؤكدا ان بلاده استفادت من كارثتي (تشيرنوبل وفوكوشيما) النوويتين لتطوير مفاعلات تمتاز بأعلى درجات الامان، وحققت لروسيا صفقات للسنوات العشر المقبلة قيمتها حوالي 100 مليار دولار.
وعن التحديات التي تواجه التعاون الاقتصادي بين البلدين، قال السفير بولوتين ان الازمة التي تعيشها المنطقة تشكل عائقا لوجستيا امام الصادرات الاردنية الى روسيا بواسطة البر، بشكل خاص.
وفيما يتعلق بالأزمة الاوكرانية قال "ان الدول الغربية "اتخذت هذه الأزمة ذريعة في اطار سياسة تطويق روسيا التي تتواصل منذ سنوات وزادت مع توسع حلف شمال الاطلسي"، مشيرا الى ان هذا التوسع مخالف لوعود "بعدم ضم دول حلف وارسو السابقة الى حلف (الناتو) تبعها تدخلات مكشوفة وغير مكشوفة هدفها تطويق روسيا". وأوضح "ان الازمة الاوكرانية جاءت ذريعة للحفاظ على حلف شمال الاطلسي الذي دارت تساؤلات حول جدوى بقائه بعد انتهاء الحرب الباردة وحل حلف وارسو".
وأشار بولوتين الى "أن تدخل اميركا والغرب في الأزمة الاوكرانية اصبح واضحا" ويستهدف روسيا، مؤكدا اهتمام بلاده بما يجري في اوكرانيا انطلاقا من اواصر العلاقة التاريخية التي حاولت من خلالها روسيا جمع الاطراف الاوكرانية على حوار لحل الازمة وديا "افشلتها ضغوطات على اوكرانيا وتبعها مرحلة جديدة في الصراع ببدء العمليات العسكرية ضد المناطق الشرقية".
ويؤكد السفير بولوتين ان الحل الوحيد للأزمة في اوكرانيا يكمن في الحوار بين اطراف النزاع، وقال، "على الاوكرانيين انفسهم حل ازمتهم ونحن نحترم اختيار الشعب الاوكراني الشقيق طريقه ولكن دون اللجوء للقوة ضد المعارضين وقصفهم"، مشيرا الى ان بلاده دعمت اتفاق مينسك الذي تم في شهر ايلول الماضي والذي ينص على حوار بين كييف وممثلي دونتسك ولوغانسك.
وحمل السفير الروسي الغرب مسؤولية تدهور العلاقات، لكنه اكد "اننا لا نغلق الابواب وما زلنا منفتحين للحوار مع هذه الدول ولكن دون إملاءات وانما حوار على اساس احترام المصالح المتبادلة".
وحول العقوبات المفروضة على روسيا قال بولوتين "انها غير شرعية وتخالف مبادئ منظمة التجارة العالمية"، مشيرا الى "ان العقوبات اضرت نسبيا بالاقتصاد الروسي ماديا ومعنويا، الا أنها ايضا الحقت الضرر بالاقتصاد الاوروبي".
وحول اثر تراجع اسعار النفط على الاقتصاد الروسي قال، ان الانخفاض الكبير في اسعار النفط يضر ايضا بالاقتصاد الروسي" ولكن لدينا قدرات على مواجهة هذه الظواهر ولدينا احتياطات وامكانيات اقتصادية للتأقلم مع الظروف الجديدة"، مؤكدا "اننا واثقون من اقتصادنا وامكانيات روسيا للتغلب على نظام العقوبات والاثر الاقتصادي لتراجع اسعار النفط والعودة للنمو الاقتصادي بأسرع وقت ممكن".
وعقب قائلا "رب ضارة نافعة"، فلدى روسيا ومنذ فترة نية لتنويع اقتصادها، وهذه الأزمة تسرع في هذه الخطوة خاصة وان لدى روسيا جميع الامكانات للاعتماد على النفس وتطوير الانتاج المحلي لتعويض النقص في بعض الواردات".
وحول الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط، قال السفير بولوتين، انها تثير القلق الشديد لدى بلاده خاصة في ظل التعقيدات وزيادة التطرف والإرهاب، ما يشكل اولوية للمجتمع الدولي، مؤكدا انفتاح روسيا على جميع الاطراف "لمواجهة هذه الظاهرة في المنطقة".
واكد ان بلاده تبذل جهودا لمحاربة الارهاب اينما كان ولكن في اطار الشرعية الدولية وتحت مظلة مجلس الامن، مشددا على دعم بلاده لسوريا في تصديها "للإرهاب".
وفيما يتعلق بحل الأزمة السورية، اكد السفير الروسي استعداد بلاده لاستضافة حوار سياسي يجمع الحكومة السورية بممثلي المعارضة لبحث القضايا الخلافية، مشيرا الى معوقات موضوعية تواجه عقد مثل هذا الحوار ابرزها "انقسام المعارضة السورية".
وقال ان موسكو تتواصل مع الحكومة السورية حول تنشيط الجهود لايجاد حل سياسي للأزمة يضمن وحدة الاراضي السورية وامن شعبها انطلاقا من مبدأ "انه لا بديل للحل السياسي".
واكد السفير بولوتين دعم روسيا لجهود المبعوث الخاص الى سوريا وقال، ان موسكو تدعم جهود ايجاد توافق على الحوار "بدءا بتجميد القتال في مختلف مناطق سوريا، وعودة الحوار بين الحكومة والمعارضة على اساس جنيف الاول" الذي قال انه "يشكل قاعدة عامة نحو الحل".
واستدرك قائلا "الصعوبات كثيرة كما ان التدخلات والشروط المسبقة تعيق ايجاد حل".
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال بولوتين ان روسيا الاتحادية تدعو منذ سنين الى عدم تجاهل القضية الفلسطينية، وما زالت تدعو لتنشيط الجهود الدولية لإخراج العملية السلمية من مأزقها "ولهذا اقترحت روسيا تنشيط دور الرباعية الدولية بعقد اجتماع وزاري للجنة وهو ما رفضته الولايات المتحدة الاميركية".