فلتـُرح ولتسترح ... ايها الوزير!
يتقاطر الوزراء وزيرا تلو الوزير ازمات تنفجر في حضن الحكومة فمن قصص وزارة الزراعة وصولا الى قصص وزارة التربية والتعليم تبدو الحكومة بصورة من انهت هدنة المائة يوم بينها وبين الاعلام وبشكل مبكر.
البارحة كان يوما سيئا للغاية وتحت عنوان توليد الازمات دون سبب تحدث الفضيحة في نتائج الثانوية العامة فيتم اعلان النتائج ثم سحبها ثم الاعلان عن نتائج جديدة ثم التبرير على لسان الوزير بأن اي اخطاء جرت كانت فقط في نتائج طلبة البيوت او غير المنتظمين ثم يعلن الوزير بجرأة وبقوة يحسده عليها الشعب بأنه لم يستقل ولن يستقيل وستجد الحكومة موظفا صغيرا هنا او هناك في اقسام الوزارة لتحميله كالعادة وزر الفضيحة باعتباره تعّمد الخطأ ، او اخطأ في البرمجة او انه سمح بتسلل فيروس من هنا او هناك على عكس ارث الثانوية العامة في الاردن الذي كان يتسم طوال عمره بأنه ارث مُحكم وذو قيمة هائلة.
رئيس الحكومة طلب تشكيل لجنة تحقيق وسُتعرض النتائج على الرئيس صبيحة اليوم وقد تخرج النتيجة بوجود خطأ فني وسيقول لنا البعض ان دفاعات البنتاغون الالكترونية تنهار احيانا تحت وطأة الاخطاء الفنية او "الهاكرز" او اي سبب اخر . دعونا نتحدث بصراحة ولانضحك على ذقون بعضنا البعض اذ ان فضيحة التربية والتعليم البارحة هزت البلد حتى لايُهّون الوزير من القصة .لا.. ثقة اساسا بين الناس والكلام الرسمي ولا أحد يُصدق نتيجته.الناجح يقول انه كان ينتظر معدلا اعلى ، والراسب يقول قد اكون ناجحا ، والوزارة عبثت بنتيجتي.الوزير يتحمل المسؤولية تماما عما جرى لان ماجرى يجري لاول مرة ولم يجر في عهود سابقيه ولان وزارته نكّدت على بلد بأكمله البارحة.لو انتحر طلبة يامعالي الوزير بسبب القراءة الاولى للمعدلات ، وتبين لاحقا انهم قد نجحوا فمن يتحمل مسؤولية الكوارث ؟؟ هل يعلم الوزير ان هناك اباء وامهات اصيبوا بجلطات جراء تقلب النتائج وكيف يُفسر لنا الوزير نجاح طلبة لم يذهبوا للامتحانات اساسا ، الى اخر المفارقات العجائبية ، التي ضربت نتائج الثانوية لهذا العام؟؟؟،
بعض وزراء حكومة الرفاعي ارجلهم خضراء على الحكومة.اليوم ايضا يتم الاعلان عن نتائج لجنة تحقيق وزارة الزراعة حول ملفات الفساد وقبل يومين يضحك الوزير على عمال المياومة المعتصمين امام الرئاسة ويعدهم بالتعيين حتى يتم التخلص منهم ، وفي اليوم التالي يشتمهم بأعتباره من طينة ارقى ، ويصفهم بالوقاحة ويقول انه لن يُعينهم.توليد الازمات اسوأ ماتنتظره اي حكومة.الازمات المجانية التي تتفجر هنا هناك دون سبب او داع فتؤثر على الحكومة سلبا.
تُعجبني بوزير التربية والتعليم صرامته ولغته الوثابة واعلانه بأنه لن يستقيل ، ضاربا بعرض الحائط قلق عشرات الاف العائلات الاردنية ، وقلق عشرات الاف العائلات المتضامنة معها.هذا نوع من الادارة لايعكس الصرامة حقا ، ولا الثقة بالنفس.هو نمط يعكس بكل صراحة عدم الاعتراف بالخطأ والخطيئة ، وهو يعكس ايضا استعداد بعض الوزراء لتحميل الرئيس فوق مايحمل من شغب ومشاحنات واشارات ، ولو كان البعض يتحمل المسؤولية حقا لقدم استقالته ولما قبل ان يُمسك احد بطرف بذلته كما في قصة وزير الزراعة للبقاء في مقعده الوثير.
ياوزير التربية والتعليم فلتُرح ولتسترح ولتستقل من موقعك ولعلك تُقنع وزير الزراعة بطريقك بأخذه معك ، وتغادرا الدوار الرابع ، معا ، في يوم واحد.
mtair@addustour.com.jo