مملكة البحرين تحتفل بأعيادها الوطنية

المدينة نيوز:- تحتفل مملكة البحرين الثلاثاء والاربعاء بأعيادها الوطنية وذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح ككيان عربي إسلامي عام 1783، والذكرى 43 لانضمامها للأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى 15 لتسلم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم.
وتتزامن الاحتفالات هذا العام وقد اجتاز الشعب البحريني قبل أيام قليلة مرحلة جديدة من مراحل تطوره السياسي والديمقراطي، وحقق قفزة هائلة في مشوار نهضته ورقيه بعد أن نجح في تنظيم وإخراج رابع انتخابات نيابية وبلدية في المملكة منذ انطلاق المشروع الإصلاحي قبل أكثر من 12 عاما، في دلالة واضحة على أن الديمقراطية البحرينية، القصيرة بعمر الزمن، باتت تؤتي ثمارها المرجوة.
مسيرة الالتزام والوعي والمسؤولية وتزخر مسيرة المملكة بصفحات تعكس التزام ومسؤولية مواطنيها، ومستوى وعيهم الكبير الذي يتحلون به، وقدرتهم الفائقة على التمييز بين الغث والسمين، ونزاهة ومؤسسية العمل العام، الحكومي والأهلي، وشفافيته التي شهد ويشهد لها الجميع، والحس الوطني العالي للقائمين عليه، والذي يحثهم دوما على ضرورة أداء المهام الوطنية الجسام المكلفين بها، وعلى أكمل وجه وسط أعتى الظروف.
وبالرغم مما تعرضت له المملكة ومواطنوها من تحديات وتهديدات تحت دعاوى خبيثة للنيل من مسار تطورها وسجل نهضتها، فإن البحرين لم تأل جهدا في توفير كل الإمكانات والمقومات اللازمة لإنجاح النهج الديمقراطي الذي اختطته لنفسها كمشروع وطني ينهض بشعبها وتباهي به الأمم، وعملت بكل ما أوتيت من قوة لإبراز صورتها الحضارية المشرقة والمزدهرة أمام العالم أجمع، وكشفت بحضور كوكبة من الصحفيين ومراسلي وسائل الإعلام بالداخل والخارج عن حقيقة الادعاءات التي ما فتئت تزعم سيطرتها على الشارع، وحاولت النيل من وحدتها وأمنها واستقرارها.
ولعل ما أفرزته تطورات هذا العام، وفي مقدمتها الانتخابات النيابية والبلدية الأخيرة، ومن ثم تشكيل الحكومة الجديدة التي تحمل معها البشرى للوطن والناس، يبشر بمستقبل واعد يأمله الجميع ويعمل من أجله الكافة، ومن بين أبرز دلالات هذا المستقبل صعود مؤشرات النمو الاقتصادي في الربع الثالث من هذا العام مقارنة مع الفترة ذاتها عام 2013، بنحو 1ر5 بالمئة بالأسعار الثابتة و 7ر4 بالأسعار الجارية، على مختلف القطاعات الاقتصادية النفطية وغير النفطية.
وما زالت البحرين ضمن الدول الأولى عربيًا في مؤشرات التنمية البشرية الصادرة عن الأمم المتحدة، ولديها الاقتصاد الأكثر حرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفقًا لمؤسسات دولية عريقة كمعهد فريزر ومؤسسة هريتدج فاونديشن، واحتلت المركز 13 عالميا 2014، وتعد المركز المالي الأسرع نموا في العالم، وتصنف من قبل البنك الدولي كاقتصاد مرتفع الدخل بمتوسط فردي يتجاوز 28 ألف دولار.
مسارات الإصلاح والتقدم لن تتوقف وبالنظر إلى أكثر من شاهِد اختبرته المملكة طوال العام المنصرم، لعل أهمها، دعوات التشكيك، ومحاولات تغليب الرأي الواحد، والرغبة في إعادة زمن فرض الإرادات على الشارع، التي ولت دون رجعة، والمساعي الحثيثة لجر البلاد إلى ما لا يحمد عقباه، والإصرار على جلب التدخلات الخارجية في الشأن المحلي، فإن كل ذلك لم يجد أذنا صاغية لدى مواطني المملكة، ووقفت البلاد في وجهه وقفة رجل واحد، قيادة وحكومة وشعبا، بثبات وعزم لا يلين ولم يتزعزع، حيث استقر في قلوبهم وأفئدتهم أن في هذه البلاد رجالا يسعون من أجل خيرها واستمرار تقدمها.
فقد تنافس في الانتخابات النيابية الأخيرة أكثر من 400 مترشح، وبمشاركة شعبية بلغت نسبتها 6ر52 بالمئة، فيما بلغت النسبة في الانتخابات البلدية 1ر59، أو ما يقدر بنحو 153 ألف ناخب من مجموع الكتلة الانتخابية المؤهلة للتصويت البالغة نحو 349 ألف ناخب من مجموع السكان، في تجسيد واضح على احتدام المنافسة في غالبية الدوائر تقريبا ونزاهة العملية الانتخابية، حيث لم تعرف النتائج إلا بعد جولتين انتخابيتين، وهو ما يعكس اهتمام وقناعة الأجيال الجديدة بالنهج الثابت والرصين في قيادة المملكة ورغبة وإرادة جيل جديد من المواطنين على المشاركة في رسم وتحديد مستقبل بلادهم في الفترة القادمة.
أداء وفاعلية بشهادة الجميع وتكشف الانجازات السابقة أداء وفاعلية الأجهزة المختلفة في العام المنصرم، في مجال تحسين الأوضاع وزيادة معدلات رضا المواطنين، وتأكدت هذه الشهادات التاريخية خلال الانتخابات الأخيرة التي تمت تحت إشراف ما لا يقل عن 56 قاضيا، ومتابعة 300 مراقب ينتمون لثماني جمعيات من مؤسسات المجتمع المدني البحرينية، فضلا عن ترحيب العديد من الأوساط في الخارج بها، بالنتائج التي تحققت على طريق النهوض بالإصلاحات التي يصبو إليها شعب البحرين، وتعزيز مؤسساته التمثيلية، وهذا ما أكده خطاب جلالة الملك حمد في افتتاح دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الرابع يوم 14 كانون الاول الحالي.
(بترا)