غياب الحسين!
اذهلني مانشيت «اللوموند» لدى وفاة الجنرال لما فيه من عظمة الرجل، وعظمة الصحيفة، وعظمة فرنسا!!. وقتها كان المانشيت: مات ديغول.. فرنسا أرملة!!.
حين غيّب الموت سيدنا، رضوان الله عليه، في مثل أمس، نقلت دهشتي بالمناسبة إلى إدارة التحرير لكنَّ مانشيت «اللوموند» لم يقع موقع الرضى.. وكان العنوان الصحفي وقتها عادياً. فما الجديد في إخبار الناس بأن الملك مات؟!.
يوم كانت صور النساء والصبايا تبكي أمام المدينة الطبية، والمطر يهمي على وجوههن الحبيبة، كانت السيدة الجالسة إلى جانبي تسألني: ما الذي يمكن أن يحدث للناس وقد غاب الرجل الكبير؟!. قلت: طبعاً سنفتقده، لكننا نراهن على خلفه عبد الله الثاني. فهذا الشاب القادم من الظل، سيفاجئنا ويفاجئ العالم. والآن وبعد سنوات عشر يقف الملك الشاب وسط احتفال نفسي هائل لشعب يعرف قيمة فقد البطل، ويعرف أيضاً قيمة الخلافة المستمرة. فهناك أصول تمتد منذ الرسالة المحمدية. وكانت حادية المسيرة القومية.. حتى كانت النهضة القومية على يد الحسين بن علي، وأنجاله علي، وعبد الله، وفيصل وزيد، ثم أبنائهم وأحفادهم.
فهي ليست وراثة عرش، وإنما هي وراثة الواجب القومي، والعمل الدائب من أجل أمة العرب ومجد الشعب الأردني!.
نحزن في ذكرى فقد الحسين.. وها هي أربعينية الحسين السبط الثاني. ونرفع الراية في طريق عبد الله بن الحسين.. فالتحية التاريخية لنزيل كربلاء: السلام عليك يا أبا عبد الله!!.
تمرُّ الذكرى عبر قلوب ملايين الأردنيين وفي ضمائرهم .. ونقول لعبد الله الثاني: أيها المنذور لأمتك سلام عليك!.