لكي لا نترحم على البديل..!!

تم نشره الجمعة 19 كانون الأوّل / ديسمبر 2014 01:34 صباحاً
لكي لا نترحم على البديل..!!
حسين الرواشدة

في معظم المؤتمرات واللقاءات التي تجمع العلماء والمفكرين المسلمين لمناقشة أكثر القضايا سخونة واهمية ، كان السؤال المطروح: لمن يتحدث هؤلاء؟ وأين الجمهور الذي يتوجهون اليه؟ ولماذا لا يخرج صوتهم الى خارج القاعات المغلقة؟ وهل الاعلام - وحده - مسؤول عن عدم وصول الخطاب الى من هم بحاجة الى سماعه وفهمه أصلا؟
على الأغلب ، يلتقي هؤلاء الذين يشكلون (عقل) الأمة ووجدانها على أرضية مشتركات كثيرة ، ويكادون يتفقون على الاصول كلها وقد يختلفون في بعض الفروع او الاجتهادات ، بمعنى ان قاعدة (الاعتدال) توحدهم على خطاب واحد ، ومنهجية تفكير واحدة ، وتصورات واحدة ، وكان يمكن - بالطبع - ان تضم هذه اللقاءات بعض الذين يختلفون معهم سواء كانوا من الغلاة او المتشددين ، لكي تكون ثمرة الحوار بعضا من الاقناع او التجسير في المواقف ، أو التأثير في (الافكار) لكن ذلك قليلا ما يحدث ، وكان يمكن ان يستثمر دعاة الاعتدال والباحثون عن روافع تصد موجة (العنف) القادم هذه اللقاءات لتوسع دائرة (الاعتدال) على مستوى الجمهور المسلم ، او لتوضيح حقيقة الاسلام الغائبة احيانا عنهم.. أو لايصال صوت الاسلام (الحر) الى الآخر المنصف الذي يريد فعلا ان يرى الاسلام كما هو.. لا كما تروج له بعض الدوائر.. أو يرسمه بعض المتشددين.
حين اتابع بعض ما يثيره علماؤنا من قضايا ، وما يطرحونه من تصورات ، اتمنى من اعماقي ان يكون الجمهور المسلم حاضرا ومستمعا لما يدور ، وأقول في نفسي: لماذا نسمح لدعوات وخطابات المتشددين ان تصل بسهولة الى جمهورنا ، ولماذا (تتطوع) فضائياتنا ببثها وتحليلها ومناقشتها.. في الوقت الذي نصد فيه الابواب امام خطابات المعتدلين وبحوثهم ودعواتهم وفي الوقت الذي نتكلف فيه بجمع هؤلاء النخب واستكتابهم واستشارتهم.. فيما يظل صوتهم حبيس القاعات.. وتوصياتهم طي الكتب.. وأصواتهم لايكاد يسمعها الا من حضر.
هذا دور الاعلام بالطبع وتلك مسؤوليته ، ولكن الا يتوقف ذلك على ارادتنا السياسية والمجتمعية في التمهيد لاعادة الدور المفقود لعلمائنا في حياتنا وواقعنا.. واعادة الثقة بهم لدى جماهيرهم التي تبحث عنهم و لا تجدهم.. وقبل ذلك تمكين مؤسساتنا الدينية والفكرية من الحضور والوصول.. واعطائها مزيدا من الهيبة والتميز.. والقدرة على التأثير في الناس بلا تدخل من هنا وهناك.
لقد اتفقنا - او هكذا يبدو - على ان معالجة الفكر المنحرف او الكلمة الجارحة المدمرة ، لا تتحقق الا بالفكر المقنع الصحيح ، والكلمة الطيبة الصادقة.. وانطلاقا من هذه الرؤية كان يجب ان نكسر الحاجز بين من يتصدى للعلاج ، وهم نخبة العلماء والمفكرين ، وبين من يبحث عن الدواء ، وهم من جمهور المسلمين.. لأن اللقاء وجها لوجه ، والحوار بين المتقابلين بكل الحواس ، هو الخطوة الاولى لتجاوز اشكاليات سوء الفهم ، وسوء الظن ايضا.. وقد حدث ذلك - سابقا وحاضرا - على مستوى حوارات اتباع الاديان.. واتباع المذاهب.. وثبت بأن اقصر الطرق للاقناع واشدها تأثيرا هو طريق الحوار ، والمصارحة ، واستخدام العقل وبقية الحواس لمعرفة الاخر والتواصل معه.
لمن يتحدث العلماء؟ لنا جميعا ، وعلينا ان نفتح ابوابنا ليتسنى لنا ن نسمعهم وأن نفهم خطابهم.. وبغير ذلك فان خطاب التطرف والعنف سيبقى الوحيد القادر على كسر حواجز الصوت والوصول الينا بسهولة وحينها لا يجوز لنا ان نترحم على (البديل)

الدستور 2014-12-19



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات