تطهر السياسيين في عمان

تم نشره السبت 20 كانون الأوّل / ديسمبر 2014 01:48 صباحاً
تطهر السياسيين في عمان
ماهر ابو طير

ليس للسياسي موقف ثابت، هكذا يظن كثيرون؛ لان السياسة، كلها تحولات، والسياسي لابد ان يكون براغماتيا، ومرناً، في مواقفه.
هنا القصة لدينا مختلفة، فالسياسي يلون موقفه حسب رضاه الشخصي، او مكانه من الاعراب، واذا كان من حق السياسي ان يغير مواقفه، كما نقول، الا ان تغير الموقف، لايعني تغيير المبدأ جوهريا، واي تغيرات، عليها ان تخدم فقط ذات الجوهر، لا أن تناقضه.
وحدنا دون البشر، نفيق من الاحلام، لنقرأ كل غريب، فبعض الذين كانوا ضد الاخوان المسلمين، مثلا، ينقلبون في ليلة ويصيرون مع الاخوان، والبعض الاخر يكون مطبعا مع اسرائيل، فنصحو من نومنا واذ به مناضل ضد كل اشكال التطبيع، ويريد لنا ان نصدق، والبعض الاخر يكون تاريخيا ضد الحريات، محافظا تقليديا، فنفيق من النوم، واذ به ليبرالي فذ، وكأن الوحي تنزل عليه في تلك الليلة.
هذه ليست مرونة سياسية، ولابراغماتية، هذه نكايات تتعلق فقط باللحظة، والرغبة بالمناكفة هنا او هناك، لغايات وظيفية تكتيكية.
يقال هذا الكلام، ايضا عن اولئك الذين يقررون التطهر في حياتهم السياسية، وهذا فصيل ثان في قصتنا اليوم، فكيف يراد لي ان اصدق ان فلانا امضى عمره في موقع ما، او مواقع شتى، ولعب دورا هاما، وقرر اليوم، نقل البندقية الى الكتف الاخر، والمصيبة انه يفترض ان الناس تنسى، ويريد -ايضا- ان نبايعه ونصير له بطانة تحت شعاره الجديد، بعد ان طاف الكواكب في عالمه الاول، فيأتينا راغبا بعالم آخر، ولو كان هناك حساب، وفقا للشعارات التي يطرحها هذا الفصيل المنقلب الى المعسكر الاخر، لحوسب المنقلب على تاريخه اولا، ولما كان من الناجين اساسا.
تحترم بشدة اولئك الذين لهم موقف ثابت، واضح، حتى لو كنت ضده، او معه، لكنك تتبسم بمرارة، اذ ترى ثلة لدينا تغير مواقفها كما القمصان الصباحية، فالليلة مع التطبيع والسلام، وغدا ضد التطبيع والسلام، وكأننا شعب بلا ذاكرة، واليوم مع العلاقات العميقة مع بشار الاسد، وغدا مع مخطط اجتياح سورية، والخلاص من الاسد.
فرق كبير، بين تغيير السياسي لمواقفه دون ان يعاكس جوهر شخصيته السياسية، وتغيير السياسي لمواقفه وفقا لمزاجه او مشاعره او مكانته او مصالحه، معاكسا جوهر شخصيته السياسية التي يعرفها الناس سرا او علنا.
الخلاصة تقول، ان الطبقة السياسية لدينا باتت معطوبة بشدة، لغياب قامات حقيقية، فوق كثير من الممارسات السلبية، وهي ممارسات انهت الثقة بالسياسي، اولا، وجعلته اليوم، لا هنا ولاهناك، وتاريخه خلط عجيب، بين الزيت والماء في محرك واحد!.

(الدستور 2014-12-20)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات